بسم الله الرحمن الرحيم


قصة آرثر جوردن مع التجديد الروحي


انطلق من قلعة الايمان


قصة آرثر جوردن مع التجديد الروحي

فى مقاله " انقلاب المد " يذكر " آرثر جوردن " حكايته الرائعة عن تجربة التجديد الروحي , بعد مروره بحالة ضياع مخيفة ...
فقد مرت عليه أيام فقدت فيها الايمان , وأخذ يشعر وكأن كل شىء فى الحياة تافه وبلا معنى , وعلى أثر ذلك تلاشى حماسة فى أي عمل , وباتت جهوده فى الكتابة بلا نتيجة .
وبعد أن ازدادت حالة الضياع عنده , وأخذ أمره يزداد سواءاً يومياً بعد آخر قرر مراجعة طبيب عام . وحينما فحصه الطبيب ولم يجده يشتكي من أي مرض عضوي سأله إن كان مستعداً لاتباع تعليماتة لمدة يوم واحد فقط ؟
وأجاب " جوردن " بالإيجاب . فطلب منه الطبيب ولم يقضى اليوم التالى فى المكان الذي قضى فيه أسعد أيام طفولته . كما طلب منه أن لا يتكلم أي شخص فى ذلك اليوم ولا يكتب أي شىء , ولا يستمع غلى الاذاعة , مع السماح له بأن يأخذ معه بعض الطعام ....
ثم كتب له أربع وصفات , وضع كل واحدة منها فى ظرف خاص , وأغلقة , وأخبرة أن يفتح الاولى فى الساعة التاسعة صباحاً , وأن يفتح الثانية فى الساعة الثانية عشرة , والثالثة فى الساعة بعد الظهر , أما الرابعة فيفتحها فى الساعة السادسة مساء .. على أن يعمل بالتعليمات الواردة فيها بدقة ...
فسألة جوردون : " هل أنت جاد " ؟
فقال الطبيب : بلا شك . وسوف تكتشف ذلك عندما تستلم فاتورة الحساب ..
وهكذا ذهب جوردون , فى صبيحة اليوم التالي الى شاطىء البحر , وهو المكان الذي كان يرتاح فيه عندما كان طفلاص وفتح – على الموعد – المظروف الاول ليجد فيه الجمله التالية " استمع بإنتباه واصغ " .. ولا شىء غير ذلك ..
فى البداية شك فى الامر .. إذ كيف يستطيع أن يبقى يصغي ثلاث ساعات , إلى أن يحين وقت فتح المظروف الثانى , وفى الساعة الثانية عشرة ؟
لكنه كان ملزماً بوعده على اتباع تعليمات الطبيب ...
لذلك أرخى سمعه ..
فى البداية أخذ يسمع الاصوات المعتادة لأمواج البحر , والطيور , وبعد فترة أصبح بإمكانة يسمع أصوات لم تكن واضحة فى البداية .
وفى أثناء الاصغاء أخذ يفكر فى الدروس التى تعلمها من البحر فى صغره : كالصبر والاحترام واعتماد الاشياء بعضها على بعض ... فراح يستمع ليس فقط للاصوات وإنما للصمت أيضاً ... وأخذ يشعر بنوع من الطمأنينة يسرى فى داخله ...
عن الظهيرة فتح المظروف الثانى , وقرأ فيه : " حاول العودة بفكرك إلى الوراء" فإخذ يفكر فى أبعد ما استطاع تذكره من أيام الطفولة , ولاذكيات السعيدة التى مر بها ... تخيل تلك اللحظات التى مرت عليه من دون أن يكون لديه أي قلق , وتذكر لحظات الفرح القصيرة والعديدة . وبذلك أخذ يشعر بنوع من الفء والثقة بالنفس , تتنامى فى أعماقة ..
وفى الساعة الثالثة فتح المظروف الثالث : ووجد فيه جملة : " تفحص دوافعك " .
قال لنفسة : حقاً ما هى دوافعى ؟
فى البداية ظن ان المطلوب هو أن يفكر فى الامور التى يريدها كالنجاح , والتفوق والراحة ...
لكنه رأى أن هذه ليست كافية ... فأخذ يتعمق فى دوافعه أكثر فأكثر , ويقانها بمنظومة القيم والمثل العليا . فرأى أن دوافع مثل النجاح الشخصي والتفوق على الاخرين , وما شابه ذلك ليست بذات قيمة , لانها لا ترتبط بقيمة إنسانية عليا ..
وأخيراً توصل إلى الجواب , فكتب يقول : " في لحظة من لحظات التبصر اكتشفت أنه إذا كانت دوافع الشخص وقيمه خاطئة فلا يمكن لاي شىء أن يصدر منه أي شىء صحيح .. لا فرق إن كان ساعى بريد , أو مندوب شركة , أو صاحب محل أو مجرد حلاق ..."
" فإذا كان الاهتمام منصباً على مساعدة الذات وليس مساعدة الاخرين , فإنك لن تقوم بعملك بشكل جيد , أما إذا كنت تقوم بخدمة الاخرين , وتنطلق من أجل قيمة عليا , فإنك ستقوم بعملك بشكل جيد " .
ولما كانت الساعة السادسة , فتح المظروف الرابع ووجد فيه : " أكتب ما يقلقك على الرمال "...
فجلس على الارض , يكتب بصدف مكسور , كان هنالك عدة كلمات , ثم استدار ليعود إلى بيته , ولما سار عدة خطوات كان المد جاء ومحا ما كتبه مما يقلقه .

شكرا


مع تحياتى