موضوع مهم جدا وشيق شكرا لك اخ أحمد على طرحه

أعتقد ان اجابة هذا السؤال تختلف باختلاف الدولة التي يقع فيها التسلط الوظيفي ... فلكل دولة ظروفها وثقافتها وهل هي من دول الربيع العربي ام من الدول التي ترتبط اقتصاديا بها. لن اتحدث عن الدول الاخرى لعدم معرفتي بكل الظروف والتفاصيل .
في السعودية فإن التسلط الوظيفي يظهرعادة في الشركات المتوسطة والصغيرة ومن النادر ان نشاهده في الشركات الكبرى . وهو نتاج ثقافة خاطئة اوجدها الفهم الخاطئ لنظام الكفالة والذي يهدف فعليا للوقاية من أي مشاكل امنية أو اقتصادية قد تنتج عن عدم السيطرة على اعداد المهاجرين المخالفين لانظمة العمل او انظمة الحج والعمرة. ولكن للاسف قام البعض بتحويل نظام كفالة الى نوع من الاستعباد والتحكم بالعباد ... قد لا اعارض نظام الكفالة بشكل كامل من الناحية الامنية ولكني في نفس الوقت لا اتفق مع كثير من بنوده التي تساهم في تشجيع استخدام فكر فردرك تايلور في الادارة العلمية ....
وقد قامت وزارة العمل مؤخرا بتغييرات محمودة في نظام العمل اتمنى ان تسهم في ولادة علاقة أكثر توازنا بين العامل وصاحب العمل ... فاستبدلت كلمة كفيل الى صاحب عمل واستبدلت كلمة كفالة الى علاقة عمل ... ولم ينتهي الامر عند التغيير اللفظي بل تعدى ذلك الى عدد من اللوائح والانظمة التي تجيز للعامل الانتقال لعمل آخر وبدون موافقة صاحب العمل ... في حالة تسلط الاخير أو تأخيره لحقوق العمال ... او عدم التزام صاحب العمل بنسبة السعودة حسب نطاقات . ان العامل الان يستطيع بكل بساطة ان يقاضي صاحب العمل للمطالبة بحقوقه وهناك لجنة متخصصة في وزارة العمل لمساعدة العامل للحصول على حقه كاملا من صاحب العمل المتسلط ... والعكس ايضا صحيح اذا خرج العامل ولم يعطي لصاحب العمل كافة الالتزامات المترتبه عليه فمن حق صاحب العمل ان يتقدم بشكوى لمكتب العمل
ان قرارات وزارة العمل الاخيرة والتصحيح الجذري الذي يمر به السوق السعودي هذه الايام... والخروج الكبير لعمالة فنية ماهرة من السوق لكونها مخالفة لأنظمة العمل ... كل ذلك ترك فراغا كبيرا في بعض المهن التي من الصعب اشغالها بالسعوديين في الامد العاجل القريب مما اوجد حالة من الرغبة عند رجال الاعمال بالاحتفاظ بالعمالة الحالية ومحاولة ارضاءها بأي شكل ... مما أدرى الى انخفاض التسلط الوظيفي الى حد كبير في رأي .
أعتقد ان نظام العمل السعودي الجديد ووجود ثورات الربيع العربي في دول العمالة قد اوجد حالة من التوازن فلا العامل يستطيع ان يخرج من العمل لسوء الاوضاع الاقتصادية في بلده ولا صاحب العمل يستطيع ترك العامل يخرج لعدم وجود البديل الجاهز.
ولكن الامر الغريب الذي لاحظته عند بعض العمال خصوصا من دولة عربية معينة وهم قلة في الوقت الحالي هو تأثرهم بالفكر الثوري في بلادهم ومحاولتهم استيراده لمكان العمل حتى لو ان حقوقهم كانت كاملة حسب القانون وأكثر بل قد وصل الامر ببعضهم للمطالبة بتغيير نظام العمل في الدولة المضيفة ... ولي تجربة شخصية في هذا الخصوص قد اطرحها يوما على صفحات هذا المنتدى المتميز