حذر الدكتور هلال العسكر عضو الجمعية السعودية للادارة من بعض الأنماط السلبية التي يتسم بها بعض المدراء الذين يتم التعامل معهم بشكل يومي في بيئات العمل المختلفة، مشيراً إلى أن السلوك هو نمط يدل على شخصية صاحبه أو كما يقول المثل: البعرة تدل على البعير.وأوضح الدكتور هلال أن هنالك ستة أنواع من المدراء الذين يحملون في سلوكياتهم أنماطاً سلبية فالأول هو المدير الذي يقول لموظفيه انه "سعيد" بوجودهم ويمدحهم بكلمات جيدة بطريقة تخفي وراءها ماتخفيه وهو في حقيقة الامر غير سعيد على الاطلاق وغير صادق في مدحه لهم غالبا ما يلقي ببعض التعليقات الساخرة ويقذف بكلمات تنم عن الغل المتراكم في الصدر أو شيء يؤثر على ثقتهم بأنفسهم وربما يقول لهم اذا شعر انهم متضايقون: "انني فقط كنت امازحكم" وربما يتودد اليهم ويتغنى بمديحه لهم حتى ولو لم يستحقوا هذا المديح فهذا مدير عدواني سلبي حاقد يجب الحذر منه لانه وان ابدى لطفه فهو يبطن الكثير من الحقد.أما النوع الثاني فهو المدير الذي يفيض باللطف والوداعة حتى يتأنى له الحصول على مايريد ويستخدم طرقا مثيرة للسيطرة على عقول الآخرين ولايتورع من القاء بعض التعليقات الساخرة والمبالغة في قلب الحقائق والمجاملة الى ابعد حد وقول أو عمل أي شيء لارضاء الآخر وغالبا مايكون حديثه منصبا على احتياجات واهتمامات ومصالح الغير حتى يصل لمبتغاه فيتحول بعدئذ حديثه حول احتياجاته واهتماماته ومصالحه، فهو مدير متملق وهذا يجب اجتنابه قدر الامكان.وأشار أيضا إلى نوع الثالث من المدراء وهو المدير الذي دائما يتشكي ويتذمر من كل شيء وجاهز لاتهام الآخرين والقاء اللوم على الغير معتقدا انه هو لايخطيء أبدا حتى لو ظهرت أخطاؤه ظهور العيان. ويميل الى الغمغمة ويتكلم بنبرة أنعم من المعتاد ويلاحظ عليه شعور الضعف وعدم التحكم في الذات ويبدو مضطرباً وحزيناً وغير مرتاح في كل الاحوال فهو مدير متذمر يجب عدم تصديقه أو الانجراف بالعواطف معه.وهنالك النوع الرابع وهو المدير المريب كما يقول الذي لايتكلم بسخاء وعادة يحتفظ بما يعرف لنفسه وخصوصا مشاعره وعندما يتكلم يتكلم بطريقة منمقة حتى ان البعض لايعلم ان هذا الكلام ينم عن عاطفة أو لا ولا يسمح بمعرفة حقيقة شعوره نحو الآخرين كلامه بإيجاز ونادرا مايبدأ هو بالحوار ترونه غير مرن وبارد جدا ولكنه سرعان مايتحول الى قنبلة سريعة الدمار يصعب على من يتعامل معه أن يقرأ افكاره نتيجة ميله للسرية والغموض فهو مدير بارد يقتل بنفاقه وبروده وعدم مرونته فهذا يجب عدم الضغط عليه اكثر مما يحتمل ولا يتوقع منه تجاوز حدوده التي رسمها لنفسه اذا تم الحديث معه.النوع الخامس فهو المدير الصامت دائما الذي يتملص ويبدي عدم المعرفة وهو يعرف لانه لايحب ان يلتزم لاحد بأي طلب أو رأي أو وجهة نظر ويتجنب المواجهة ولو بالحق والاتصال البصري والمباشر من الخوف ويعطي صورة سلبية عن نفسه ويحاول ان يقنع الآخرين بأنه اقل مما يعتقدون حتى لا يحرج بكثرة الطلبات ويبدي بكلامه حالة اليأس والقلق والتوتر التي يعيشها مدير جبان لا يعتد به ولا برأيه ولا يعتمد عليه وقت الشدائد والازمات.أما النوع الأخير من المدراء فهو المدير الذي كثيرا ما يردد: "النظام" و"من الاصول" و"حسب المتبع" وغيرها من الكلمات الطاردة التي لاتخلو من المكر والدهاء السيىء فهو مدير انتهازي ومرتزق يعشق الفيتامينات وخاصة (فيتامين واو المشهور في العالم العربي) وماكر يمكن ان يتغير كل كلامه ويصبح العكس. واختتم الدكتور العسكر حديثه بأن هذه بعض من أنماط سلبية كثيرة لبعض المديرين الذين يتربعون على مقاعد قيادية مهمة تعقد عليها آمال وطموحات وأهداف كبيرة في المجتمع نأمل أن لا يطول بهم المقام وأن لاتغفل عنهم عين الرقيب الذي يتقي الله في نفسه وفي وطنه وأبناء جلدته.