مسيرة الحياة بالنسبة لأي إنسان تتضمن نجاحات وإخفاقات، ولو كانت الحياة نجاحاتٍ فقط، ما استشعر الإنسان لذة النجاح، فأول هدايا الإخفاق هو أنه يُشْعِرُنا بقيمة نجاحنا، إذ بضدها تظهر الأشياء. من هذا المدخل تكون النظرة إلى إخفاقاتنا، فالماهر في إدارة حياته، وفهم طبيعتها، هو من يدفعه إخفاقه إلى البحث عن النجاح، بالوقوف على أسباب الإخفاق، ولذلك ينبغي لتعزيز الثقة في النفس أن: 1- ندرك أن كل أمورنا بيد خالقنا - جلَّ وعلا - فلا مجال للقنوط أو الجزع. 2- ندرك أن الفشل في أمرٍ ما، لا يعني بالضرورة أن نُوصَم بالفشل، فليس هناك فشل تام؛ إذ إن الفشل في أمرٍ ما، غالبًا ما يقابله نجاح في أمرٍ آخر، وإلا لاستغنى الناس عن بعضهم البعض، ولانتفت الحكمة من الوجود. 3- ندرك أن النظرة الإيجابية لأنفسنا لن تُكلِّفنا عناء النظرة السلبية، بل على العكس تفتح آفاقًا أخرى للتفكير والبحث عن حلول بديلة. 4- ندرك أن نظرة الآخرين لنا، تُحدِّدها نظرتنا نحن إلى أنفسنا أوَّلاً، فلا بد أن نكون على قناعة أننا نستطيع، وساعتها فقط سنستطيع. 5- ندرك عيوبنا بدون تحقير للنفس، بل التعامل معها من باب الإصلاح الذي أمرنا به الله - سبحانه وتعالى - ونحن عليه مأجورون، ساعتها ستتلاشى عيوبنا، وسنكون أكثر قدرة على فَهم أنفسنا، ورسم صورة جميلة لنا في عيون الآخرين، فالقاعدة أنه لا يوجد إنسان خالٍ من العيوب. 6- لا نلقي بالاً لمن يحاولون عرقلة مسيرتنا؛ فليس معنى هبوب الرياح أن تتوقف السفن عن الإبحار؛ فالعبرة بمن يقاوم محاولات إغراقه، ويستطيع أن يصل إلى الشاطئ بسلام. 7- ندرك أن هناك من ينتظر نجاحنا، تمامًا كما أن هناك من ينتظر فشلنا، فأيهما أجدر بالانشغال به؟! 8- نتعلم "مهارة الحديث إلى النفس"، بلا ضجيج يلهيها، ودون حواجز تمنعنا من الثقة بها.
9- نقرأ سِيَر السابقين، ممن اكتظت دروب حياتهم بالأشواك، ومع ذلك لم تَثنيهم عن الإصرار على النجاح، فأهدونا أمثلة رائعة للثقة بالله، وعدم اليأس والجزع.