«صيد الخاطر» عبارة سمعتها ولم أعرها اهتمامًا في بداية الأمر، وفي إحدى المرات بعد سماعها، وجدتها عالقة في أذني، وتمر على ذهني فأخذت أفكر فيها، وأتمعن معناها.. وأسقطها على واقعي، فوجدتني أفرط كثيرًا في أفكار ترد على خاطري، ولم أتصيدها، وسرعان ما أنساها، وأحاول فيما بعد أن أعثر عليها لكن دون جدوى. فقررت أن أتخلى عن هذه العادة المضيعة للأفكار، وأن يكون معي قلم وورقة أدون فيها كل فكرة أو خاطرة ترد على ذهني، وكانت المفاجأة أنني وجدت حصيلة من الأفكار ساعدتني كثيرًا في مقالاتي وأبحاثي ودراساتي.
ومن العجيب أن إحدى صديقاتي أتت تشكو لي نفس ما عانيته سابقًا.. قائلة: ترد على خاطري بين الحين والآخر أفكار مهمة في مواضيع متنوعة، منها أفكار متعلقة بحياتي الخاصة، وأفكار أخرى متعلقة بحياتي العملية، فأتتبع هذه الأفكار برهة من الوقت، وأتركها منشغلة عنها بأمور أخرى، وبعد مدة من الوقت أحاول تذكرها كي أستفيد منها، لكن من دون فائدة تذكر، فقد ضاعت هذه الأفكار وسط زحام الأفكار التي تملأ ذهني. ومهما حاولت التذكر تكون نتيجة البحث أيضًا لا توجد هذه الأفكار التي تبحثين عنها - ذهبت ولم تعد، فأشعر بندم كبير على ضياع هذه الأفكار بتقصيري في تصيدها، وسرعان ما أنسى أو أتناسى غيظي هذا وأعود إلى عادتي في ضياع الأفكار ؛ وللأسف الشديد ترسخت في نفسي هذه العادة المقيتة، وأجد نفسي عاجزة عن التخلص منها. وأشعر بمدى خسارتي من وراء ذلك، فمن المؤكد أن تسجيل هذه الخواطر حال ورودها سيكون له أثر كبير في حياتي العلمية والعملية والشخصية.