انبثق عن البحوث العديدة في نفسية القيادة تخطيطات واضحة لفئة من الخصائص التي يفترض ان تعاون في التعرف على القادة .
وسواء عالج الفرد المشكلة بالطريقة الاستقرائية ،او استنتج العوامل اللازمة من طبيعة عمل القائد فإن النتائج تكون متوائمة إلى حد كبير –وهذه حقيقة تدل على ان الخصائص المشتركة قد احيط بها بشكل عام.
وقد يعني البحث مستقبلاً بتصفية الافكار وتنقيتها وتطوير المصطلحات املتوافقة والدقيقة وتقييم الخصائص المتعددة وتحديد المدى الذي تكون مهارات القيادة عنده قابله للتحول ،وتطوير الاختبارات وتقييمها من اجل مقدرة الزعامة المتميزة بالكفاءة .
وهناك اتفاق عام فيما بين علماء النفس على ان القادة يتملكون ذكاء اعلى نوعاً ما من متوسط الذكاء عند اتباعهم ، واصعب العقبات في وجه الشخص المتميز بالذكاء المتوقد هو عملية الاتصال ، انه لا يكاد يقوى على حفز اتباعه اذا لم يكن في استطاعتهم فهمه ، وعلى أية حال فإن وجهة النظر هذه عن ذكاء القادة انما تقوم على الملاحظة ،ولكنها لا تعني ان الناس الذين يتميزون بالذكاء الخارق لا يمكنهم النجاح في القيام بهذا الدور .
ان القادة الناجحين يميلون الى ان تكون لهم مصالح عريضة ومحدودة المعالم ، وهم يميلون احيانا الى ان يكون لديهم انعكاس لفضول شديد وتعليم طيب ،ومنا ناحية أخرى فإن هذه الصفة قد تكون نتيجة البيئة التي يمارس فيها الناس القيادة ، ان قائد نقابة محلية او مالك مصنع صغير قد لا يملك هذه الميول ، اما رئيس اتحاد دولي او رئيس حزب سياسي ما فإنه اجنح إلى ان يكون مالكاً لهذه الصفات بدرجة كبيرة .
ومادامت اللغة تعتبر لازماً من أجل الاتصال فلن يكون من العجيب ان يكون للقادة عادة قدرة غير عادية على التعبير .
ان هذه السمة تعتبر لازمة لشرح اهداف المشروع وشرح اغراضهم الخاصة للاتباع وتحفيزهم على السير من ورائهم عن طريق الايضاح بأن جميع مطالبهم الخاصة سوف تنفذ عن طريق تنفيذ وجوه نشاط مشروع .
والزعماء عادة يتميزون بالنضج عقلياً وعاطفياً ، ان النضج العقلي – وان كان يشار إليه خطأ بأنه الفهم او الحكم السليم – يتضمن عادتي المنهج العلمي والفهم .
اما تملك التوازن العاطفي فهو أمر أكثر اهمية ، ان القادة لا يصح ان يتأثروا بالهلع والفزع من العامة ، او ان يكونوا غير واثقين من انفسهم تجاه القوى المتصارعة ، او ان يكونوا في شك بالنسبة لمبادئهم حين تتحدى او تنطوي بفعل النفوذ .
ويتملك القادة أيضاً حافزاً داخلياً قوياً ، انهم يشعرون – او انهم على الأقل يعملون كما لو كانوا يشعرون – بالعجلة الشديدة من اجل اشباع رغباتهم الشخصية انهم يرون في القيادة افضل الطرق لتحقيق هذه الغايات ، وتبعاً لذلك فإنهم يريدون ان يقودوا او يسعون في نشاط لتحقيق فرص القيادة ، وعلى الضد بالخدمة رغم انهم يعلمون ان النتائج سوف تكون أدنى .
ان التاريخ مليء بأمثلة مثل هذا الاختيار الخاطيء ، قد لا يكون الفيلسوف السياسي قائداً حزبياً وقد لا يكون العالم الطبيعي رجلاً من رجال الإدارة ، كذلك فإن الشيوخ والرجال المحترمين في اوقات السلام قد لا يكونون شخصيات مناسبة في زمن الحرب ، وايضاً فإن الرجل المحافظ قد يكون اختياراً غير سعيد لرجل ثائر.
وأخيراً فإن القائد يفهم اهمية التعاون ، ان هؤلاء الذين كانوا ناجحين في القيام بأدوار القيادة كانوا اولئك الذين اقنعوا الاتباع بالتعاون والاتحاد .
وعلى أية حال فإن الباحثين قد لا ينتهون من هذا الوضع إلى التقرير بأن القادة يمارسون فعلاً المهارات الاجتماعية ، اذ ليس ثمة من علاقة قام عليها البرهان بين هذه المتغيرات .