ادى التوسع في المعرفة بالنواحي النفسية في نطاق استحثاث الافراد الى التفكير فيما اذا كان الحث (التحفيز) الطيب او السيء له أثره على انتاجية المرؤوسين ، قد يتوقع المرء في ظاهر الامر ان خلق الاحوال الملائمة لاشباع حاجات المستخدم سوف تشجعه على انتاج سلع وخدمات اكثر وافضل ،وانها الطريقة السليمة لزيادة الانتاجية ، اذن تتطلب اكتشاف ما يكافح الناس لنواله ثم تمكينهم من بلوغه بعد ذلك ، ان النتائج التجريبية فقط للبحوث الجارية في هذا النطاق هى التي ظهرت حتى الآن .
ولقد اهتم اعضاء معهد الدراسات الاجتماعية بجامعة متيشغان منذ عام 1947 بدراسة العلاقة بين نوع الاشراف والروح المعنوية وانتاجية الموظفين ، وعلى اساس سجلات الشركات المشتركة في هذا البحث فإنهم بينوا الادارات ذات الانتاج العالي الي والمنخفض مقارناً بمثيلاتها في الشركات المختلفة .
وهذه تدرس بواسطة وسائل المقابلة الشخصية والتحقيقات الكتابية على اساس توضيح الفروق في نوع الاشراف الذي يسبب في الظاهر الاختلافات في الناتج والروح المعنوية .
فمجال الدراسات اذن كان محدودا بدرجة كبيرة- انه عبارة عن القيام بإبداء الملاحظات التي لا تعتبر نقداً ،وان تكن تشير الى ضرورة الحذر في تفسير النتائج ، ومن بين الشركات التي درست شركة للتأمين ،وشركة للسكك الحديدة وشركة للمحركات ومنشاة للنفع العام.
وقد فحصت ادارات قليلة جداً في كل منها ،وكانت جميعاً على اول مستوى من الاشراف بالنسبة لعمالها ،وتبعاً لذلك فإن مديريها كانوا عند اسفل سلم الهيكل التنظيمي .
ومن رأي جماعة متشيغان ان الانتاجية والروح المعنوية انما تتصلان بالإشراف الطيب ،وان كان ذلك يجري بطريقة معقدة بل ومتناقضة أحياناً ، وهذا الاصطلاح الاخير (الاشراف الطيب) يصف مراقبي العمال واشباههم من الذين يرون ان هناك اتصالاً طيباً سواء إلى اعلى ان إلى ادني ،والذين ينجحون في توضيح الشركة بالنسبة للمستخدمين ،والذين يصغون الى اقتراحات الموظفين ويولون اهتماماً بحاجاتهم ،والذين يكونون مستعدين للكفاح من اجلها حين يكون ذلك أمراً ضرورياً ،وبعبارة أخرى فإنه يجعل الموظفين قادرين على زيادة اشباع احتياجاتهم فإن المشرف يكون قادراً على تحقيق الانتاجية والروح المعنوية الحالية كمنتجات اضافية .
ومن ناحية أخرى فإن المشرف الضعيف –الموجه او المشرف المباشر- يهتم بإصرار الشركة على الإنتاج ، وهناك عوامل اخرى يظهر اتصالها بالروح المعنوية والانتاج ، وهذه هى : الاداء الافضل للإدارات الصغيرة وفرص المستخدم من اجل ممارسة مهاراته ،ولاشك ان المشرف قد لا يكون ذا صلة على الاطلاق بهذه العوامل في موقف العمل .

وقد تكون اهم نتائج دراسات متشيغان هى أنها ألقت ظلالاً من الشك على نظرية ان الانتاج والروح المعنوية انما يتصلان اتصالات ايجابياً ببعضهما البعض ،وحين يتم اشباع الحاجات الشخصية بوسائل تساهم كذلك في تحقيق اهداف المشروع ، يكون للروح المعنوية والانتاجية صلاتهما الايجابية المتبادلة ، لكن هناك كثير من العناصر في الروح المعنوية التي يمكن اشباعها دون ان تساهم في اهداف المشروع.
كذلك فإن درجة هذا الاشباع قد تختلف ، ان المستخدمين قد يظهرون رضا كبيراً بالمنصب ،ولكنهم يشعرون بعدم الرضا الشديد بالتنظيم على انه نظام .
ان أثر هذه العناصر المتضادة على الانتاجية يعتبر معقداً إلى درجة شديدة ، ومن الصعب التنبؤ به .