تنطبق هذه الأسباب بالأخص على الموظفين الجدد، فهي تحدد ببساطة من بإمكانه التقدم ومن لا يريد التقدم


من خلال خبرتي الشخصية المتواضعة في تأهيل وتقييم الموظفين الجدد، أعتقد أن هذه الأسباب التالية تلخص الأمر بمنتهى الدقة و الموضوعية، اليكم الأسباب


السبب الأول: لأنك لم تفشل بما فيه الكفاية


قد يكون غريبا هذا السبب، ولكن كونك لم تفشل كثيرا، هذا يعني ببساطة أن لم تحاول كثيرا، أو يعني أنك لم تغرق نفسك في العمل كثيرا، أو لم تجرب دروبا جديدة و اكتفيت في النهاية بالسير على نفس الطريق التي رسمها لك مسؤولك، دون أي تغيير أو تعديل، تذكر أن وراء كل قصة فشل هناك دروس تُروى.


السبب الثاني: لأنك لا تهتم كثيرا بما يمليه عليك مسؤولك


قد تظن احيانا كثيرة أن مسؤولك المباشر لايعي الامور جيدا، أو أن ادارته للأمور لا تخضع للمنطق، أو أن يكون أناني أو متسلط، أو متحكم.


أنصحك أن تتريث قليلا، وأن تدع الأحكام جانبا الأن، خصوصا ان كنت حديث عهد في العمل، و استمع جيدا لما ينصحك به مسؤولك و ابقى متيقظا لانتقاداته، سينصحك مسؤولك أو ينتقدك بداعي تعليمك ولكنه لن يستمر في ذلك ان لم يجد من طرفك أي استجابة، وقد يعمل على استبدالك في النهاية. فعدم منطقية الأمور لا يعني أن مسؤولك هو السبب، فقد تكون أنت من لم يتمكن من فهم مجريات الأمور بعد.


السبب الثالث: لأنك تعتقد أنك أذكى مما أنت عليه بالفعل


أن تكون قد تخرجت من جامعة مرموقة، أو بمعدل عال، أو أنك أكملت الدراسات العليا، هذا لا يجعلك شخص ذكي، ولا حتى اجادتك لمجموعة من برامج الحاسوب، أو اللغة الانجليزية أو الفرنسية تجعل منك شخصا أذكى. هذه الأمور تجعل منك شخص قادر على تطوير نفسه فقط، فان قمت باستغلالها بالطريقة الصحيحة فقد تصل، ولكن احذر من الغرور.


السبب الرابع: لأنك ببساطة لا تقرأ


للأسف هذه آفة أمة اقرأ اليوم، فإذا كنت تتوقع أنه بامكانك التقدم في حياتك المهنية من تلقاء نفسك ومن أفكارك الخاصة أو حتى أفكار الأشحاص المحيطين بك، فأرجو أن تعيد التفكير في الأمر. اذا كنت تعتقد أن شهادة البكالوريوس أو الماجستير أو حتى الدكتوراه كفيلة بإمدادك بالوقود العلمي اللازم لحياتك المهنية مدى الحياه فأنت مخطئ، فالعالم اليوم يتقدم بسرعة لا يتخيلها عقل، وقد يكون ما درسته في الجامعة قد عفى عليه الزمن عند تخرجك منها.


ونصيحة أخيرة هنا، حاول أن تقرأ الكثير من الكتب بلغاتها الأصلية وليست المترجمة الى العربية، فغالبا ما تسقط الكثير من المعاني أثناء الترجمة.


السبب الخامس: لأنك تفتقر الى الفضول


تأكد تماما أنك بمجرد أن تفقد حماسك و فضولك اتجاه كل ما هو جديد في عملك، ستبدأ الأشياء من حولك في تجاوزك، وسرعان ما سيعتبرك زملاءك في العمل جزء من المشكلة وليس جزء من الحل. تذكر أن الانسان اكتشف الأمريكتين بدافع اختصار المسافة ، ووصل الى القمر بدافع التحدي، ووصل الى المريخ بدافع الفضول.


السبب السادس: لأنك لا تسأل بما فيه الكفاية


يعتقد الكثيرين أن السؤال يقلل من شأنهم، أو قد يجعلهم يبدون كالأغبياء الذين يسألون عن البديهيات، حسن قد يكون الأمر كذلك في بعض الأحيان، ولكن هذه ضريبة يجب علينا جميعا دفعها لنتعلم.


السبب السابع: لأنك لست مستعدا لسماع الحقيقة


أحيانا تكون الحقيقة جارحة، بأن تكون غير كفؤ، أو لا تستطيع ادارة نفسك و وقتك في العمل، أو أن تفتقر الى التفكير المنطقي في حل المشاكل، لا أحد منا يرغب في أن يتمتع بأحد هذه الصفات أو غيرها من الصفات السلبية، وقد يتطور الأمر الى حد عدم الرغبة في الاعتراف بأننا نعاني من بعض النواقص، هنا تبدأ المشكلة في التفاقم، ألا نرى عيوبنا.