النموذج الكلاسيكى فى اتخاذ القرار نظرى فهو يشير على كيفية اتخاذ القرارات عكس ذلك فإن نموذج مارس وسيمون فى اتخاذ القرار الإدارى هو نموذج وصفى حيث يشرح كيف يتخذ الناس القرارات فى المنظمات عمليا .

نموذج مارش وسيمون يركز على المعلومات الناقصة ومشكلات عدم توافرها ، العمليات النفسية والاجتماعية والقدرات الفكرية لدى متخذى القرارات، والجدير بالذكر أن متخذى القرارات يختارون الحلول المناسبة وليست الحلول المثالية .

متخذ القرار يختار كيف يستجيب للمشكلات والفرص على اساس مبسط وتقريبى فى حساباته وتقديراته للموقف وهو الذى يحدد الموقف ، وعادة لا تتخذ فى حساباته جميع البدائل الممكنة ونتائجها ، متخذ القرار يتبع بعض الخطوات كما هو فى النموذج التقليدى ، مثل خلق البدائل وأخذ نتائجتها فى الاعتبار ولكن المعلومات التى يعتمد عليها فى تحديد الموقف جانب كبير منها يرجع إلى عوامل نفسية اجتماعية ، فالعوامل النفسية تشمل شخصية متخذ القرار ، قدراته ، إداركه ، خبراته ، معرفته أما العوامل الاجتماعية فتشمل الجماعة التى ينتمى إليها ، المنظمة والثقافة التنظيمية والمحلية التى يكون متخذ القرار عضو فيها .
بدلا من الحصول على قرار مثالى ، فإن أعضاء المنظمة يهتمون بقرار مناسب (البحث عن حل ليس بالضرورة أفضل الحلول) أنهم يحاولون اختيار استجابة مقبولة للمشكلات والفرص وهى ليست بالضرورة أحسن استجابة ممكنة .

إن إحدى الطرق التى يمكن أن ترضى متخذ القرار هو وضع قائمة بالمعايير التى سوف تقوده إلى الاختيار المقبول والتقاط أحد البدائل التى تقابل هذه المعايير على سبيل المثال فى محاولة تقرير كيفية اختيار المرشحين للوظائف ، فالمنظمات تضع قائمة بالمواصفات أو المعايير التى لو توافرت فى المرشحين (مثل حصولهم على درجات جامعية ، خبرة تتعلق بالعمل ، ومهارات شخصية جيدة) ثم بالتالى تختار المرشحين الذين تتوافر فيهم هذه المواصفات .

إذا اردات المنظمة أن تتخذ قرار مثالى للتعيين فإنها يجب أن يختار أفضل المرشحين ، حيث اختيار الشخص الذى لديه افضل خلفية تعليمية ، الخبرة السابقة ، والمهارات الشخصية ، وهذا صعب تماما ويستغرق وقت أطول (إن لم يكن مستحيل) لفعل ذلك .

أحد المعايير للقرار المناسب فى أى منظمة هو أن يكون قرار أخلاقى والقرار الأخلاقى هو الذى لا يسبب ضرر لأعضاء المنظمة أو الناس التى تتأثر بأنشطة المنظمة ، وبالرغم من سهولة وصف القرار الأخلاقى ، فإنه من الصعب أحيانا تحديد الحدود الفاصلة بين القرار الأخلاقى والقرار غير الاخلاقى بالمنظمة ، بعض الناس تتعمد اتخاذ قرار غير اخلاقى لفائدة خاصة بهم أو بمنظماتهم ، حتى أن بعض الناس الذين يتمسكون بالأخلاقيات تواجههم أحيانا معضلات أخلاقية أو يواجهون خيارات صعبة .

فى ظل هذه الظروف فإن القرار المقبول أخلاقيا يمكن أن يكون صعب والقرار الأخلاقى له أهميته وضرورته وكثير من المنظمات تتخذ خطوات للتأكد أن الجانب الأخلاقى فى القرار قد اتخذ .
وبعيدا عن النموذج التقليدى لاتخاذ القرارات والذى لا يهتم بالحدود الفكرية لمتخذ القرار فإن مارش وسيمون يرون أن متخذ القرار مقيد بما يسمى نطاق العقلانية (ترجع لقدرة العقل البشرى نفسه ). فنموذج مارش وسيمون يفترض ان نطاق العقلانية هو حقيقة فى الحياة التنظيمية ، فأعضاء المنظمة يحاولون ان يتصرفوا بعقلانية وأن يتخذوا قرارات جيدة تفيد المنظمة ولكن عقلانيتهم محدود بقدراتهم الفكرية .

حتى أنه من المستحيل على متخذى القرارات أن يأخذوا فى الاعتبار جميع العوامل المتعلقة بالقرار (حتى لو كانت متاحة) واستخدام كل هذه المعلومات لاتخاذ قرار مثالى أو اختيار مثالى فى وقت واحد معا . حتى لو فكرنا فى استخدام الكمبيوتر واستخدمنا تكنولوجيا معلومات متقدمة يمكن أن تساعد أعضاء المنظمة فى اتخاذ قرارات جيدة فإن العقلانية محدودة بسبب مقدرة العقل البشرى وهكذا فإن متخذى القرارات يكون مدخلهم فى اتخاذ القرارات يتدخل فيه الجانب الشخصى بدرجة أو بأخرى وهم بالتالى يحددونه على اساس مناسب أكثر منه مثالى .

إن نموذج مارش وسيمون فى اتخاذ القرارات قد يفسر أو يوضح للمديرين كيف يكون لديهم قدرة افضل على فهم أسباب اتخاذ قرارات ضعيفة وأيضا أسباب اتخاذ قرارات جيدة وكيف يمكن تحسين عملية اتخاذ القرارات القرار الجيد يتم صنعه عندما يكون متخذ القرارات قادرا على التحديد والتركيز على الاعتبارات الاساسية للموقف أمال القرار السئ فإنه نتيجة تحديد غير مناسب للموقف محل الدراسة والبحث