ان الوظيفة الادارية للرقابة هى قياس اداء المرؤوسين وتصحيحه من اجل التأكد من ان اهداف المشروع والخطط المرسومة لبلوغها قد نفذت ،فهى اذن الوظيفة التي يستطيع بها كل مدير – ابتداء من رئيس مجلس الادارة الى رئيس العمال – ان يتأكد ان ما تم فعله هو الذي كان يقصد اتمامه.

وكما أقر فايول في جلاء منذ عقود مضت " تقوم الرقابة في المشروع على التحقق مما اذا كان كل شيء يسير وفقاً للخطة الموضوعة وللتعليمات الصادرة والقواعد المنشأة ، واما موضوعها فهو بيان الضعف والاخطاء من اجل تقويمها ومنع تكرارها ،وهى تنفذ في كل شيء :الاشياء والناس والتصرفات."
او كما ققال جويتز " ان التخطيط الاداري يسعى الى البرامج المتوافقة والمتكاملة والواضحة " في حين ان " الرقابة الادارية تسعى الى ارغام الحوادث ان تتوافق والخطط "

وعلى ذلك فإن الرقابة تتضمن وجود الاهداف والخطط ، وما من مدير يستطيع ان يقوم بالرقابة ما لم تكن الخطط قد رسمت ،ولا يوجد سبيل يجعل المدير متأكداً من ان مرؤوسيه يقومون بالعمل بالطريقة التي تحقق الغاية المرغوب فيها ما لم يكن لديه خطة ما مهما كانت مبهمة ،ومهما كان الوقت الذي تغطيه قصيراً ، وطبيعي ان الخطط الاكثر وضوحاً والكاملة والمنسقة والوقت الطويل الذي يستغرقه وضعها يعتبران ان اعظم رقابة ادارية تامة مستطاعة .

وفضلاً عن ذلك فإن لحظة تأمل سوف تأكد ام المدير لا يستطيع اجراء الرقابة على الماضي ، وبالرغم من انه يستطيع ان يدرس التصرفات الماضية بطريقة فعالة كي يرى اين وكيف حدث الانحراف من جانبها عن الخطط ، فإن هدفه من القيام بذلك هو التأكد مما حدث ،واسباب ذلك ،وكذلك القيام – على فرض ان التاريخ يميل الى تكرار نفسه – بإتخاذ الخطوات من اجل ملافاة تكرار التجارب غير المطلوبة في الخطط مستقبلاً .

ان الرقابة شأنها شأن التخطيط تنظر إلى الأمام بطريقة مثالية،وان افضل انواع الرقابة الادارية هى التي تصحح الانحرافات عن الخطط قبل ان ان تحدث ، وافضل الطرق هى الكشف عنها اثناء وقوعها ، وكما يفعل الملاح باستمراراه في استطلاع البوصلة دائماً للتأكد من انه يسير في طريق مرسوم ،كذلك يظل المدير يقرأ بإستمرار للتأكد من ان مشروعه وادارته تسير في طريق مرسوم ، واذا هى خرجت عن هذا الطريق فإنه يراجع الخطط كي يعيد وحدته إلى الفعل المقصود ،وفي الواقع ان وظيفة الرقابة هى ان يحدث الامر المقصود .

يحدث احيانا التغاضي عن ان الرقابة تعتبر وظيفة كل مدير،فأحياناً تولى رقابة الادارة العليا اهتماماً كبيراً حتى ليبدو ان قليلاً من الرقابة هو الذي يطلب عند المستويات الدنيا ، وبالرغم انه من الحكمة ان يتوقع الانسان اختلاف وظيفة الرقابة فيما بين المديرين – نظراً لسلطة المديرين الكبار والمسؤوليات الناتجة عن الأداء – فإن الرقابة مع ذلك تعتبر وظيفة ادارية كبرى في كل مستوى من المستويات.