ارى بان التخطيط الاستراتيجي علىنحو عام وليس على مستوى الموارد البشرية تحديدا هو اشبه بالبوصلة التي تحدد الاتجاه المطلوب بلوغه، كما انني ارى بان هذا الاتجاه لا يمكن معرفته من قبل شخص غير استراتيجي وانما من قبل شخص يدرك جيدا الرؤية والرسالة المنبثقة عنها فضلا عن المحددات البيئية والوضع الاستراتيجي للنشاط المطلوب التخطيط الاستراتيجي له. ولا يمكن ان يبحر كابتن السفينة بسفينته دون ان يبدأ بالاستعانة باداة تحديد الاتجاه المستهدف، إذ ان السير من نقطة الانطلاق الى الموقع المستهدف يتطلب دراسة الظرف الجديد الذي من المحتمل ان تعتريه بعضا من الاشكالات الجديدة او بعضا من الميسورات الجديدة. وفي هذا السياق يمكن ان نرى الخطة الاستراتيجية للاعمال وغيرها بانها مكون مهم في الادارة الاستراتيجية التي تنصهر فيها خبرات ومهارات وقدررات ومؤهلات القائم بالتخطيط الاستراتيجي. وهذا لا يعني ان التخطيط الاستراتيجي هو نشاط معقد وانما هو اطار يتم فيه وضع الخطط المكونة له من حيث الرؤية والرسالة والتحليل الاستراتيجي والاهداف الاستراتيجية ومن ثم الاستراتيجية الشاملة لأي نشاط يراد له الاعداد المسبق لمرحلة تنفيذه. ومن هنا فان التخطيط الاستراتيجي هو التحوط المسبق والاعداد المسبق للمجاهيل التي تعتري المسار التنفيذي لمقاصد الاعمال بانواعها. وهذه المسألة هي ليست ترفية وانما تتطلب انفاق العديد من المجهودات الفكرية والمالية والزمنية والمادية والمعنوية وغيرها لتشكل كلا متكاملا في تقليل المخاطر والمفاجآت امام التنفيذ.
ولدعم هذه المداخلة فان أمثلة كثيرة في توضيح القيمة المضافة للتخطيط الاستراتيجي لمجمل انشطة الاعمال والمال والصناعة تتمثل في تنفيذ المهام ضمن التوقيتات والمراحل من دون تلكؤ ولا تأخير وهذا ما اثبتته الدراسات التي تعزي الانجاز القياسي للمشروعات للتخطيط الاستراتيجي القائم على المفهوم الذي قدمنا له.
نساله تعالى ان يجعلنا من النوع الذي يخطط للانجاز المتميزي يومنا وغدنا ومستقبلنا
أ.د. طارق شريف يونس
إدارة استراتيجية