الجودة الإدارية

ماذا تعني هذهالكلمة؟ ولماذا أصبحت أشهر كلمة في هذه الأيام؟ وما سرُّ شهرتها؟
الجودة كماهي في قاموس أكسفورد تعني (الدرجة العالية من النوعية أو القيمة). وعرفتها مؤسسةأو. دي.آي. الأمريكية المتخصصة في تدريب وإعداد الشركات لتصبح متصفة بالجودة، بأنها (إتمام الأعمال الصحيحة في الأوقات الصحيحة). و يتحدث رئيس مجلس الإدارة والهيئةالتنفيذية لهذه المؤسسة الناجحة الدكتور جورج ه. لابوفيتز فيقول: إن سمعة الجودةشيء ضروري لمستقبل شركتك. و يضيف: (وأنا أظن أن أغلبيتنا نوافق على هذا المفهومالملح العاجل، حيث إننا نفهم الجودة على أنها مسألة البقاء والاستمرار فيالعمل).

إن الجودة لا تتأتى بالتمني، ولن تحصل عليها المؤسسة أو الفرد بمجردالحديث عنها، بل إن على أفراد المؤسسة ابتداءً من رئيسها في أعلى قمة الهرم، إلىالعاملين في مواقع العمل العادية، وفي شتى الوظائف، أن يتفانوا جميعا في سبيلالوصول إلى الجودة.

والجودة تحتاج إلى ركائز متعددة لتبقيها حية وفاعلة طوالالوقت.. وهذه الركائز هي:

تلبية احتياجات العميل:

وهنا لا بد أن ننوهبأن العميل هو زميلك في العمل الذي تقدم له الخدمة أو المعلومات أو البيانات، التييحتاجها لإتمام عمله، أو أنه هو العميل الخارجي الذي تقدم له المؤسسة التي تعملفيها الخدمة أو المنتج.. إذن هنا لا بد أن نقدم الخدمة المتميزة والصحيحة للعميل فيالوقت والزمان الذي يكون العميل محتاجاً فيه إلى الخدمة، أو المنتج. إن تقديمالخدمة أو المنتج الخطأ أو في الوقت غير الملائم، يؤدي دوما إلى عدم رضى العميل،وربما إلى فقده.

التفاعل الكامل:

وهذا يعني أن كل أفراد المؤسسةمعنيون بالعمل الجماعي لتحقيق الجودة؛ فكل فرد في مكانه مسؤول عما يقوم به من أعمالأو خدمات، وعليه أن ينتجها أو يقدمها بشكل يتصف بالجودة. إن هذا يعني كذلك أنالجودة مسؤولية كل فرد، وليست مسؤولية قسم أو مجموعة معينة.

التقدير أوالقياس:

وهذا يعني أنه بالإمكان قياس التقدم الذي تم إحرازه في مسيرة الجودة.. ونحننرى أنه عندما يعرف العاملون أين أصبحوا؟ وما هي المسافة التي قطعوها في مشوارالجودة؟ فإنهم - وبلا شك - يتشجعون لإتمام دورهم؛ للوصول إلى ما يرغبون في إنجازه.

المساندة النظامية:

المساندة النظامية أساسية في دفع المؤسسة نحو الجودة،فإنه ينبغي على المؤسسة أن تضع أنظمة ولوائح وقوانين تصب في مجملها في بوتقةالجودة، وفي دعم السبل لتحقيقها. إن التخطيط الإستراتيجي وإعداد الميزانيات وإدارةالأداء، أساليب متعددة لتطوير وتشجيع الجودة داخل المؤسسة.

التحسين بشكل مستمر:

إن المؤسسات الناجحة تكون دوماً واعية ومتيقظة لما تقوم به منأعمال، وتكون كذلك مراقبة لطرق أداء الأعمال، وتسعى دوما إلى تطوير طرق الأداءوتحسينها. وهذه المؤسسات ترفع من مستوى فاعليتها وأدائها، وتشجع موظفيها علىالابتكار والتجديد.

إن الجودة تدوم وتستمر ما دامت المؤسسة تعتني بها،وتجعل منها دستوراً وقاعدة ترتكز عليها، وهنا لا بد أن نقول إن حصول المؤسسة علىبعض الجوائز العالمية كشهادة أسو، أو جائزة دبي للجودة، تجعل المؤسسة في موقع متميزيصعب عليها التخلي عنه مهما كانت الأسباب.




.