هل أنا بحاجة لك ؟ وهل أنت في أمسّ الحاجة لي ؟

قبل الاجابة عن هذين السؤالين المهمين ..

لابدأن نحكّم المنطق دون ان ندخل في نقاش بيزنطي لا يقدّم ولايؤخر ..

لكن المنطق يا حضرات يقول بالخط العريض ..لا.. لا أنا بحاجة لك ولا أنت بحاجتي ,

المنطق يا كرام هو فرع من الفلسفة , أي انه لم يصل الى مرتبة العلم بنظرياته وقوانينه وتجاربه ..

ولذا فأنه لاينبغي الاحتكام اليه .. طيب ماذا ترى أن نعمله ياصاح .. هل نحكم تعاليم الشريعة الاسلامية في هذالأمر .. ولم لا؟

فالدين الاسلامي الحنيف مرجعية شرعية وانسانية في غاية الأهمية .. الدين الاسلامي يؤكد بكل قوته وسيادة مرجعيته بحاجتي لك وبحاجتك لي .. ألا يقول رسول هذه الأمة وهاديها الى سبيل الخير والرشاد صلى الله عليه وسلم بما معناه : المؤمن أخو المؤمن لا يحقره او يبغضه أو يناجشه؟.. بمعنى حاجة الفرد الى أخيه الانسان قائمة في السرّاء والضراء سواء اذا الحاجة مادية او معنوية ..

لكن الاحتياج المعنوي مهم جدا .. ويدخل ضمن هذا الاحتياج تعزيز دور المشاعر الايجابية لدى اخيك وليس بالضرورة ان يكون أخاك الذي ولدته أمك ..

فالحكمة تقول : ربّ أخ لم تلده أمّك وأخوّة الدين ثم الوطن فيها قوّة ومتانة .. ولكن ما المشاعر التي ترى تعزيزها في الآخرين من الناس كاصدقائك وزملائك ومعارفك مثلا ؟ من هذه المشاعر تعزيز الجوانب السارة في حياتهم كفرحهم بتحقيق أشياء مهمة جدّا لذواتهم شخصيا في حياتهم أو بنجاح احد ابنائهم او بناتهم في الدراسة ..

مشاعرهم الفيّاضة اثناء استقبال ضيوفهم .. مشاعرهم الايجابية في مناسبات زواج أو تخرج في الجامعة أو الكلية والمعهد أو مركز تدريبي او ا ترقية وظيفية وغيرها
من مواقف الفرح والانشراح المختلفة .وكما ان المشاعر تبرز من خلال مقابلة الآخرين بمودة ومحبة غامرة ..

ومساعدتهم على توسيع رقعة النظرة للحياة تحت مظلة التفاؤل بواقعية دون افراط ونبذ التشاؤم في حياتهم لتشرق شمس الأمل من جديد والتشبث بنسمة الهواء ولوشحّ دفعها فستزيد هذه النسمة في هبوبها لتصبح هواء نقيّا وصحيّا تتنفسه شرايين القلوب ..

محاولين بكل جد وهمّة في ان ننتشل بعض الناس من الوقوع في اتون صدمات الحياة وازماتها وعللها ليروا العالم من خلالها أكثر قتامة واسودادا لتتحول أوضاعهم الى سوء وجزع وألم .

.لتقم برسم الابتسامة على محياهم بتقليل حالات الجزع والتعامل مع المواقف التي تحدث الهلع واستمطار الأساليب الارشادية التي تقوي الشخصية وتعزز العمل التقني الجاد في بحث مشكلاتهم ومساعدتهم على تخطيها لتتمكن من تهوين الدنيا في عيونهم لتبث فيها الحياة بجوانبها المختلفة وتقوي من عطائهم وتشيد بالمواقف الايجابية المستجدة لديهم ..تعزز في ذواتهم الثقة في الله تعالى والايمان به وانما ما يحصل لهم يدخل ضمن اطار القضاء والقدر الذي نسلّم به جميعا وكذلك تعزيز الثقة في ذواتهم وتنمية مفهوم تقدير الذات لديهم لكي يكونوا أكثر اعتزازا بأنفسهم دون تضخيم او مبالغة لكي يعيشوا حياتهم في طمأنينة واستقرار .

.كما ان دعم قيم المحبة والعطف والتسامح والجمال في نفوس الآخرين يرتقي بمشاعرهم الايجابية وينبذ المشاعر السلبية لديهم ..

ونفح هذه المشاعر في الواقع مستمد من قيمنا الجميلة المستمدة من عرى تعاليم ديننا الحنيف الذي يحث على المحبة والتوادد والرأفة بالناس في جميع المراحل العمرية . فهل ياترى ان المشاعر الايجابية التي نغرسها في الآخرين ستفعل مفعول السحر في سلوكهم اليومي وتعاملهم الاجتماعي بفاعلية انسانية ملموسة ؟.