الموضوع: القلب أم العقل ؟ أيهما يدلك إلى القرار الصحيح

[مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]

قبل أن تنصت إلى قلبك دع الفرصة لعقلك كى يتدخل قليلاً ...


أنت الأن بين خيارين ، أحدهما ينطوى على مجازفة ، والأخر آمن ، دعنا نضرب مثالاً توضيحياً بسيطاً ، فأنت أمام قرار بالشراء وعليك أن تختار سريعاً إما أن تجازف وتشترى حتى وإن تأثر وضعك المادى قليلاً ، لأن قلبك يدفعك بقوته ويسوغ لك الأمر ، أو أن تنصت لصوت عقلك الذى يضع تساؤلات حول مدى جدوى المنتج الذى تريد شراؤه بالنسبة لك ، وما إن كان من الأفضل إدخار المال لصرفه على شئ أكثر أهمية ؟


دعك الأن من الأمور الخاصة بالشراء و التسوق ، وانظر إلى موضوع أكثر حيوية وهو " العلاقات الشخصية " فأحيانا قد تنجذب إلى شخص ما بالرغم من أنه غير مناسب لك إطلاقاً أو غريباً عنك تماماً، و على العكس من شراء منتج ما ، فإن قرارك هنا لن يؤثر على حافظة نقودك فحسب ، بل سيؤثر على كيانك بأكمله ...ومن يعلم كيف ؟ ! ، فقلبك مجدداً يثير صخباً ، ويشجعك على المضى قدماً ، بينما تجد عقلك يطرح مزيداً من التساؤلات ، فقبل أن يعطيك تصريحاً بأنك مقبل على احتمالية جيدة يضع أمامك أيضاً السيناريوهات السيئة التى تجعل هذة العلاقة تبوء بالفشل.


أسرتك و أصدقائك المحيطين بك ربما ينصحونك بأن تنصت إلى قلبك ، فهو يعلم ما هو الأفضل بالنسبة لك ، وأن تتبع ميولك العاطفية بدلاً من المنطقية ، ولكن هل هذا الأمر يصلح لك ؟ لن تعلم إلا بعد أن تفكر فى المرات التى اتبعت فيها قلبك ...إلى أى مدى نجح الأمر معك ؟ ربما تجد أنك فى بعض الأحيان ضربت بالأمور الاحترازية عرض الحائط وتركت عاطفتك تتولى زمام الأمور ، وبأنه هكذا سارت الأمور على ما يرام ، ولكن من المحتمل أن تجد أنك وفى أحيان أكثر منها قادتك قراراتك إلى نتائج عكسية .


البشر بطبيعتهم يميلون إلى الارتباط بتجاربهم السابقة ، وأظهرت دراسة بحثية حول " التفكير فى الخبرات الماضية " أننا نميل إلى تذكر الأحداث المميزة فى حياتنا ، ولا سيما الأحداث السارة ، بينما تتلاشى الذكريات الصادمة من ذاكرة غالبية الناس مع مرور الزمن ،ولهذا يمكن القول أن الإنسان مبرمج على أن يميل إلى قلبه عند التفكير ، لأن ما يستقر فعلياً فى ذاكرته هى تلك الأوقات التى أرشده قلبه فيها بشكل صحيح.


الجانب الأخر من هذة الحقيقة يشى بأنه ربما يكون لديك سجلاً ناصعاً فى اتخاذ القرارات المبنية على المنطق ، صحيح أنك لن تتذكر عدد المرات التى سمحت فيها للمنطق بالتصرف لأن ليس فيها شئ يستحق أن تتذكره ، أو لأن فى تلك المرات رجحت كفة المنطق بحيث حرضك على " ألا تفعل شيئاً على الإطلاق " ؛ ولهذا ليس هناك أمر جلل كى تتذكره .


نحن نتذكر كذلك الخيارات التى لم نتخذها ، لأننا فقط يمكننا أن نخمن ما كان ليحدث لو أننا اتخذناها ، وفى دراسة أُجريت على 72 طالب يدرسون بأحد الجامعات بالصين حول " اتخاذهم لقرارات بها مجازفة " فى ظل تهيئة ظروف تحاكى مواقف الحياة الطبيعية ، حيث طُلب من المشاركين اتخاذ قرارات فى وقت محدد أحياناً ، أو فى وقت استرخاء أحيان أخرى مع إضفاء جو من المشاعر المبهجة أو الكئيبة عليهم عند اتخاذ القرارات .



وأظهرت الدراسة أن مرور الطالب بظروف وقت ضاغطة مع شعوره بالسعاده جعله يلجأ إلى القرارات التى تنطوى على قدر من المجازفة ، بينما لم يفعل ذلك وهو يشعر بالحزن ، و عندما توفر للطلاب وقت غير محدد لاتخاذ القرارات لم تؤثر المشاعر بنوعيها على أحكامهم عند اتخاذ قرارات تنطوى على مخاطر.


إذاً يمكننا القول بأن هذا هو انعكاس الحالة الشعورية على المجازفة ، والذى يمكن أن يتمايز إلى التفكير السريع فى مقابل التفكير البطئ الذى يحدث فى عقولنا ، بمعنى أخر تفكيرك السريع هو الأكثر تأثراً بحالتك الشعورية من تفكيرك البطئ ، ولهذا قد تتخذ قرارات متسرعة تُعد من الخيارات الخاطئة فى حياتك .


وخلاصة الموضوع هو أن الإنصات لقلبك ليس بالأمر السيئ ولكنه سيجرحك أكثر من أى قرار منطقى أخر ، إن لم يتم وأنت فى فسحة من أمرك ، فبمجرد أن يتوفر لك المجال لتفنيد كافة العناصر ، المنطقية وغير المنطقية ، من المفترض أن تخرج بحكماً صائباً ، وكثيراً ما تقودنا الظروف إلى ضرورة اتخاذ قرارات مجازفة سريعاً تحقق منها استفادة فى الواقع ، ولكن قدر الإمكان حاول أن تتمهل حتى تحصد أقصى استفادة ممكنة من قراراتك.

مترجم

اقرأ ايضاً ... [مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]

حاول أن تتمهل حتى تحصد أقصى استفادة ممكنة من قراراتك.
شكرا أختي سارة كمال