التعريف العام للادارة
لقد سمي عصرنا هذا بعصر الادارة لوقوفها بقوة وراء كل نجاح يحققه أي نشاط او اكتشاف او خدمة او انتاج فالادارة هي حجر الاساس لبناء أي مجتمع و يتمثل هدف الادارة في استخدام الموارد المتاحة سواء كانت مادية ام بشرية استخداما امثلا ضمن مفاهيم الكفاية و الفاعلية فالادارة الناجحة تسعى دوما الى تجنب الاسراف و الفوضى و الاضطراب و تعتبر الادارة كنشاط قديمة قدم وجود الانسان نفسه فقد عرفت الحضارات القديمة النشاط الاداري و مارسته كليا او جزئيا فالحضارة السومرية مثلا اهتمت بحفظ السجلات و الوثائق و الحضارة المصرية القديمة فيها الاهرامات التي هي شاهد حي على دقة التخطيط و التنظيم و الرقابة أما البابليون اهتمو بوضع المعايير للعمل و تحديد المسؤوليات اما في الحضارة الصينية فقد املت الاوضاع العسكرية و التجارية على الدولة فيها هناك الاهتمام بالتخطيط الاستراتيجي للدفاع عن البلاد( سور الصين العظيم) الى جانب الاهتمام بتطوير انظمة العمل و اجراءاته اما الحضارة اليونانية كان اهتمامها بالعلوم و الفبسفة كتخصصات قائمة بذاتها واضحا اما الحضارة الرومانية قد ارست اهم المبادئ التنظيمية في مجال التقسيم الاداري و نظم الاتصالات و قد عرف عن الفينقيين اهتمامهم بالتجارة عبر البحار مما استلزم اشكالا تنظيمية قانونية و هي اساس العمل الاداري السليم اما في ظل الحضارة العربية الاسلامية فقد عرف المسلمون المفاهيم الادارية و مبادئها المختلفة و طبقوها في شؤون الحياة المختلفة فأوجدوا الدواوين و الوزارات و الجيوش و كان ذلك على مستوى متقدم يفسر انجازات الدولة الاسلامية في فترة قصيرة نسبيا اما الادارة كعلم له مبادئ و اسس و قواعد علمية فهي علم حديث النشاة يؤرخ له مع اواخر ق19 و بداية ق20 فقد اكد هنري فايول في كتابه "الادارة العلمية و الصناعية على ان هناك مبادئ ادارية عامة يمكن تطبيقها على كافة اشكال النشاط الانساني اما فريديريك تايلور اكد في مؤلفاته المتعددة على ضرورة اعتماد نظام الاجور القائم على عدد الوحدات المنتجة و على المبادئ التي تحكم الادارة العلمية في كتاباته المتعددة سنة 1895.1903.1906.1911 و قد عرف الادارة بانها المعرفة الصحيحة لما يراد ان يقام به الافراد ثم التاكد من انهم يفعلون ذلك باحسن طريقة و ارخص التكاليف كما عرفها هنري فايول بانها الجهة التي تتنبأ و تخطط و تنظم و تصدر الاوامر و تنسق و تراقب و مما سبق يمكن تقديم التعريف الاجرائي التالي للادارة بانها عملية استغلال الموارد المتاحة عن طريق تنظيم الجهود الجماعية و تنسيقها بشكل يحقق الاهداف المحددة بكفاية و فعالية و بوسائل انسانية و ضمن المشروعية و بما يساهم في تحسين حياة الانسان سواءا كان عضوا في التنظيم او مستفيدا من خدماته و ايا كان المجال الذي تمارس فيه.