6 فوائد يجنيها الموظف المنتج

الموظف المنتج يجني أيضا ثمار إنتاجه وليس فقط جهة عمله. وهناك ست فوائد رئيسية يستفيد منها الموظفون المنتجون.

1- الراحة
ينعم الموظف المنتج براحة البال لأنه يتقدم في عمله وخبرته من خلال إنتاجه. فمهما زادت عليه ضغوطات العمل ومستلزمات الإنتاج المطلوب فإنه لا يتذمر ولا يشتكي بل يواصل ـ وبسعادة غامرة ـ عمله الذي يحبه والذي هو في الأصل مصدر راحته وطمأنينته. ولا يشعر بوخز الضمير الذي يؤذي كثيرا من موظفي 'البطالة المقنعة' الذين يأخذون رواتبهم ولا يؤدون الحد الأدنى من عملهم الموكل إليهم. والشعور بالراحة، الذي زرعه الموظف بعمله المنتج، يحيط بالموظف حتى بعد ساعات العمل وهو بين أفراد أسرته، فكلما خطر على باله موضوع ما في العمل وتذكر أنه قد أتمه على الوجه الأكمل ساوره شعور بالراحة. وفي كثير من الأحيان يحرص هؤلاء الموظفون على مضاعفة شعورهم بالراحة من خلال تأديتهم مسبقا للخطوات اللاحقة قبل أن يحين موعدها، ليفاجئوا مديرهم والعاملين معهم بأنهم كما يقول الأميركان (One step ahead) أي أنهم متقدمون خطوة إلى الأمام فيما طلب منهم، وهو بلا شك سبب من أسباب الراحة. ولما يرى المنتج سيرته الذاتية المكتوبة سيذوق طعم الراحة مرة أخرى لأنه ليس لحسبه أو نسبه دخل في ما حققه من إنجاز وإنما هو نتاج مجهوده الشخصي.

2- المحبة
الموظف المنتج محبوب، فهو ما إن يحتاج إليه الآخرون حتى يسارع إلى تقديم العون اللازم، لأنه لا يعاني من 'عقد نقص' بسبب قلة الخبرة، ذلك أن كمية المعلومات والخبرات المتراكمة التي يكتسبها كل يوم تعطيه ثقة كافية بالنفس تعينه على مد الآخرين بالمعلومات اللازمة، لأن ما يكتسبه من معلومات وخبرات يفوق الخارج منه. وهو كسائر الناس يحب الإجابة عن السؤال الذي يعرف إجابته ومن هنا يتولد 'حب الآخرين له' لأنه مصدر للعون والمشورة الدائمة. وهو محبوب أيضا لأنه لا يقبل أن يكون كأولئك الذين يسرحون ويمرحون في أروقة العمل، تاركين خلفهم زملاءهم يؤدي عنهم أعمالهم المتراكمة. كما أنه لا يغادر في إجازته الخاصة قبل التأكد من إنجازه لما طلب منه من أعمال لم يتم إنجازها، لكي لا يشقى بها زملاؤه، وهو تصرف محمود يولد شعورا بالمحبة تجاه صاحبه.

3- الخبرة
خبرة الموظف المنتج لا تقارن بخبرة غيره من الموظفين الكسالى. فلو أتينا بموظف منتج لديه 10 سنوات خبرة لاشك في أنه ينافس من لديه ما يربو على 15 سنة من العمل التي لا تضيف له شيئا يذكر بسبب حالة الكسل التي يعيشها. فهناك شيء اسمه 'سنوات الخبرة' وهو مجرد 'عدد' السنوات التي عملها الموظف، بينما هناك شيء آخر اسمه 'خبرة السنوات' والمقصود به الخبرة الحقيقية المكتسبة على مدى سنوات الخبرة، وشتان بين 'سنوات الخبرة' و'خبرة السنوات'. والموظف المنتج تزيد خبرته لأن المديرين يوكلون إليه أفضل وأهم الأعمال في الإدارة. وهو أمر طبيعي لأن الذي يريد إنجاز أمر مهم أو عاجل سيبحث عن أفضل من يؤديه، وليس من يحتاج إلى 'حفلة توسل وتشجيع' للقيام بواجبه. وميزة الخبرة، التي يجنيها المنتجون، أنها تنفي عن الموظف تهمة المحسوبية كأنه 'حبيب المدير' أو 'معين بواسطة خارجية' أو أنه 'ابن فلان أو علان'. وصاحب الخبرة يتحرج الموظفون من التعرض له بالغيبة أو ما شابهها، لأنهم مهما عملوا فهم في قرارة أنفسهم مقتنعون بأنهم أقل إنتاجا منه وأن زملاءهم يشاطرونهم جيدا ذلك الشعور، فيتراجعون عن أي محاولة للنيل من زميلهم.

4- الشفاعة
ومن المفارقة أن كثيرا من المنتجين زلاتهم مغفورة، لأن لديهم من الرصيد الإنتاجي ما يشفع لهم أخطاءهم. وسواء كان هذا الخطأ تقصيرا في عمل مهم أو كان تأخرا عن الحضور المبكر إلى العمل فإن الموظف المنتج يعذر لأن الموظفين والمديرين يتذكرون دائما سجل أعماله المشرفة وتفانيه في العمل فيتراجعون عن أي محاولة لتوبيخه أو عقوبته.

5- الخيارات
كلما زادت إنتاجية الموظف زادت خياراته في حياته الوظيفية. بمعنى أن الموظف المنتج إذا أراد الاستقالة فإنه يعرف حينها قيمته الحقيقية عندما يعرض عليه مسؤوله خيارات جديدة لتثنيه عن المضي في قرار الاستقالة كإعطائه امتيازات جديدة أو رفع راتبه وما شابه ذلك. ومن جهة أخرى فإن الموظف الذي تصل أخبار همته الإنتاجية في العمل إلى الإدارات الأخرى أو جهات العمل المنافسة تنفتح أمامه العروض المغرية في محاولة لجذبه إلى صفوف العاملين لديها. وهذا تأكيد عملي بأن خبرة الإنسان وما قدمه من عمل منتج لا تصب في مصلحة العمل وحده وإنما هي خبرة عملية تنتقل معه شخصيا إلى عمله الجديد، ويلاحظ ذلك جليا عند التطبيق العملي.

6- الماديات
معلوم أنه في جميع مؤسسات العمل المعتبرة يحصل المنتجون على أكثر أكبر نصيب ممكن من الزيادة في الراتب أو المكافأة السنوية (بونص)، إن وجدت، وذلك نظير مجهود هؤلاء الموظفين. إذا مجهود الموظف وكل ما يمر به من ضغوط نفسية ينتهي به في نهاية المطاف إلى مردود مادي ينفعه وينفع أسرته. والمردود المادي أحد الأشياء الملموسة التي يستطيع أن يفاخر بها الموظف أمام أصدقائه أو زوجته وغيرهم.

وفي النهاية نؤكد أن المنتجين ينالون احترام مديريهم وزملائهم. كما أن المديرين سيضعون للمنتج له ألف حساب، ويحرصون على مداراته لكي لا يخسروه. وإذا أحب المنتج عمله صار أكثر إنتاجا خاصة إذا ما توافرت لديه البيئة المشجعة على الإنتاج، البعيدة عن تصيد الزلات ونصب شباك المصائد. الموظف المنتج باختصار مثل عود البخور الطيب الذي كلما ازداد احتراقه (في العمل المنتج طبعا) بلغت رائحته الزكية المحيطين من أفراد أو مؤسسات، وفي النهاية يبقى هو المستفيد الأول ثم مؤسسته التي نالت شرف انضمامه إليها.