ان علاقة المدير بمرؤسيه لا تنحصر في توجيه التعيمات المباشرة وتحديد المهام المطلوب منهم تنفيذها في لغة ادارية جافة. بل إن المدير الناجح هو الذي يستخدم كافة الوسائل لتواصل مع فريقه.
من هذه الوسائل الهامة التي يستخدمها المديرون المتميزون القصة

نعم القصة .

بينما يلجأ عدد من المديريون الى استخدام لغة ادارية تتكون من تعليمات وتوجيهات و.....الخ
يلجأ عدد أخر من المديرين الى استخدام القصة الواقعية في ايصال ما يريده لفريف العمل.
والذاكرة ممتلئة بقصص حكاها مديرونا من سنوات مضت الا انها ظلت حاضرة في الذهن ورسخت هذه القصص مبادئ ادارية يحتاج الاكاديميون لشرحها في عدد من المحاضرات .
ومن هذه القصص : قصة لأحد المدراء وقد عايشت هذه القصة جيدا وسأحكيها لكم :
كنا في اجتماع يضم عدد من الادارات : وقد كان واضحا للجميع ان أحد الحضور كان متعجلاً لمعرفة كل شيء حتى ولو لم قد يكن الأوان لذلك .
فإذا طرح مدير الاجتماع فكرة - خطوة مطلوب القيام بها - استرسل صاحبنا في الاسئلة المستقبلية مثل وماذا بعد هذه الخطوة وكيف يمكن اضافة كذا وكذا لهذه الفكرة وما الذي يمكن اتخاذه من اجراءات بعد هذه الخطوة.
ضاق مدير الاجتماع ذرعا بهذا التعجل المحبط فابتسم ابتسامة واضحة وسرح بذهنه ثوان معدودة حتى انتبه الجميع لهذا التغيير الذي طرأ عليه
فقال : أتعلم يا استاذ .......... انت تذكرني بقصة حكاها أبي لي منذ سنوات ؟
الجميع انتبه لما يقوله مدير الاجتماع
قال :
في قريتنا منذ سنين بعيدة كان هناك رجل وامرأة متزوجان حديثاً
وفي ساعة صفا
ظلا يحلمان بما يخططان له مستقبلا - وما احلامهما المشتركة
قال الرجل : سننجب اولاداُ كثيرين وسنحتفل بكل مولود احتفالاً رائعاً لم تعرفه القرية من قبل.
قال الزوجة : وكيف ذلك
قال الرجل : سأدعو الاف الاشخاص على وليمة كبيرة وفي اليوم التالي سنعمل سباق "خيالة" - اي سباق خيل - (عادة مشهودة لدى اهل القرية في الاحتفالات )
قالت الزوجة : رائع .. ولكن ألا ترى أن موضوع الخيالة هذا يسبب مشكلات وقد تدهس الخيل احد المدعوين وتكون مشكلة لنا .
قال الرجل : ما أدراك أنت بالخيالة ..انا احب الخيالة ولابد من عمل سباق خيالة
قالت الزوجة : أرى ان نلغي موضوغ الخيالة ونحضر "غناية" (مغنية بلهجة اهل القرية)
وهكذا كلمة بكلمة حتى استشا الاثنين غضباً وكان اخر يوم زواج بينهما اذ حدث الطلاق .

فلم ينجبا ولم يعدا الوليمة ودمرت حياتهما الزوجية

طبعا كان الدرس واضحا من القصة فانتيه الجميع لأهمية الا نسبق الاحداث فقد يكون ذلك سببا في احباطات لا متناهية.