بعبارة بسيطة، تعد المنظمة بلا حدود هي منظمة دون قيود أو حواجز، أي لا تقتصر على جدران مكاتبها الخانقة. وعندما تنظر إلى منظمة تقليدية، يمكنك أن ترى الحدود بوضوح على كل من المستوى العمودي والأفقي والتسلسلات الهرمية في كل مكان. فمثل هذه المنظمة لديها هيكل أعمال ميكانيكي للغاية.
أمّا المنظمة بلا حدود فهي منظمة مختلفة تمامًا عن هذا، إنها منظمة لا توجد فيها هياكل رئيسية، والنهج الرئيسي في العمل هو السماح بتدفق المعلومات و الأفكار بحرية لتكون القوة الدافعة للكفاءة والابتكار والنمو في الشركة. ولقد تم بناء مثل هذه المنظمات لتفعل شيئًا واحدًا جيدًا: البقاء على قيد الحياة في عالم يتغير باستمرار.
تمت صياغة مفهموم المنظمات بلا حدود لأول مرة من قبل الرئيس السابق لشركة جنرال إلكتريك جاك ويلش، الذي صادف أنه يمثل أيضًا سلطة في موضوع الإدارة. أراد أن يكسر الحواجز، أو الحدود، التي كانت موجودة في ذلك الوقت بين أجزاء مختلفة من الشركة. و وفقًا لفلسفته، فإن أهم معايير المنظمة بلا حدود هي المرونة والقدرة على التكيف.
من الخصائص الأخرى المميزة للمنظمات التي لا حدود لها أنها ماهرة للغاية في التكنولوجيا وسوف تستخدم أحدث وأكبر الأدوات التي توفرها التكنولوجيا لجعل من الأسهل كسر الحدود التي كانت غير قابلة للكسر تقليديًا. و تعد جداول العمل المرنة والتعاون الافتراضي مثالين على هذه الأدوات.
عندما يتعلق الأمر بالموظفين في المنظمات التي لا حدود لها، فغالبًا ما يكون لديهم مشاريع خاصة بهم للعمل عليها وأهداف يجب عليهم الوفاء بها. إنهم مسئولون تمامًا عن عملهم و عن القيام بالكثير من العمل بأفضل طريقة لتحقيق النتائج المتوقعة منهم. فحرية الموظف أكبر بكثير في مثل هذه المنظمات.
و بحكم تعريفها، تعمل المنظمات التي لا حدود لها بلا حدود. وهذا يعني أن لديهم في كثير من الأحيان قوة عاملة تغطي العديد من البلدان المختلفة. وبالتالي، سيأتي الموظفون من بلدان مختلفة، و سيكونوا ذات ثقافات مختلفة وخلفيات مختلفة. يجب الجمع بين هؤلاء الموظفين من أجل العمل بطريقة سلمية ومتسامحة ومتناغمة من أجل تحقيق أهداف المنظمة. نتيجة لذلك، غالبًا ما تحتوي مثل هذه المؤسسة على رؤى قوية جدًا وأخلاقيات وقيم جوهرية تجمع الموظفين معًا بغض النظر عن الاختلافات الفردية.
خصائص المنظمة بلا حدود
أحد الأشياء الأكثر إثارة للاهتمام حول الشركات التي لا حدود لها هو أن هناك القليل جدًا من التواصل المباشر بين الموظفين. فمثل هذه المنظمة تعتمد اعتمادًا كبيرًا على التكنولوجيا. و يتواصل الموظفون بشكل رئيسي باستخدام التكنولوجيا، عبر الرسائل النصية والبريد الإلكتروني والوسائط الاجتماعية والعديد من وسائل الاتصال الافتراضية الأخرى. هذا يجعل من الممكن لهم التواصل مع بعضهم البعض من أي مكان دون الحاجة إلى أن يكونوا جسديًا في نفس المكان.
وكثيرًا ما يعمل الموظفون عن بُعد في المنظمات التي لا حدود لها، وهذا يعني أنه ليس عليهم فعليًا الحضور في العمل. يمكنهم استخدام مؤتمرات الفيديو وبرامج التعاون الافتراضي للتواصل مع بعضهم البعض والتعاون في المشروعات. وبالتالي، لا يتعين عليهم التعامل مع الحواجز المفروضة جغرافيًا على العمل معًا.
في مثل هذه الشركات، بما أنه لا يتعين على الموظفين الحضور إلى المكتب طوال الوقت، فهناك عادةً جداول عمل مرنة تسمح للموظفين بالعمل في الوقت الأكثر ملائمة لهم، خاصةً عندما يعملون من بلد مختلف في منطقة زمنية مختلفة تماما. هذا يجعل من الأسهل على الموظفين تحقيق التوازن بين العمل والحياة.
من الخصائص الأخرى لهذه الشركات أن سلطة اتخاذ القرارات توضع مباشرة في أيدي الموظفين. يمكنهم اتخاذ القرارات والمسئولية الكاملة عن المهام والمشاريع التي يتم تسليمها إليهم. مما يجعل هذه المنظمة أكثر فاعلية من المنظمة التقليدية لأنها يمكن أن تتغير بسرعة أكبر وتتكيف مع العوامل الخارجية المتغيرة.
ما هي أدوار العاملين في مثل هذه المنظمة؟
في الشركات التي لا حدود لها، لا يعمل الموظفون بمعزل عن غيرهم، على الرغم من أنهم لا يجب أن يكونوا في نفس الغرفة معًا. و عادًة ما يكونوا جزءًا من فريق كبير يعمل على واحد من العديد من المشاريع.
و يتم تطبيق الأساليب الحديثة في مثل هذه المنظمات، مثل إدارة سلسلة التوريد بشكل أفضل، وفي الوقت المناسب، وإدارة الجودة في كل خطوة.
لكي تكون موظفًا ناجحًا في منظمة لا حدود لها، يجب أن تكون قادرًا على الشعور بالراحة وأنت في المنزل في بيئة مليئة بالفوضى. فأماكن العمل هذه لا تتوافق مع هيكل أو شكل منتظم أو رسمي إلى حد كبير. ولا تملك سوى القليل جدًا من القواعد والسياسات القاسية. و عادًة ما تسترشد القرارات برؤية مشتركة وشعور قوي بالأخلاقيات.
يجب أن تكون أيضًا شخصًا هادئًا و يسيرًا يمكنه العمل مع العديد من الأشخاص من خلفيات مختلفة. سيكون هناك قدر هائل من الشبكات والتنسيق المعنيين لذلك يجب أن تكون قادرًا على التعامل معهم.
و من الخصائص الأخرى للموظفين الذين يزدهرون في هذه المنظمات أنهم مفكرون مستقلون للغاية ولديهم دوافع ذاتية لوضع وتحقيق أهدافهم الخاصة. و واحدة من الخصائص المميزة للمنظمة التقليدية هو أن هناك الكثير من التسلسلات الهرمية. المشرفون والمديرون وكبار المديرين والمديرين وما إلى ذلك. و في كل مستوى، لديك شخص يخبرك بما يجب القيام به وكيفية القيام به وقدرتك على اتخاذ قراراتك الخاصة محدودة وتقل فقط مع تقدمك في التسلسل الهرمي.
ومع ذلك، في المنظمة التي لا حدود لها، هناك إشراف قليل جدًا مع عدد قليل جدًا من الأشخاص لإخبارك بما يجب القيام به. عادةً ما تسمح المنظمات بالتدفق الحر الكافي للمعلومات لكي يعرف جميع الموظفين ماهية أهدافها الواسعة النطاق والطويلة الأجل. ثم يتم إطلاعهم على المشاريع التي يشاركون فيها وما هو متوقع منهم في تلك المشاريع. هذا يعني أنهم يتحملون المسئولية الكاملة عن تحديد أفضل السبل لتحقيق النتائج المتوقعة منهم باستخدام أساليبهم الخاصة، طالما أنها تتوافق مع رؤية الشركة وأخلاقياتها وقيمها.
في مثل هذه المنظمات، يصبح الموظفون مديرين لأنفسهم ومنسقين لمشاريعهم الخاصة. و هذا يجعلهم يفخرون بعملهم ويمنحهم الثقة في قدراتهم على التكيف مع متطلبات المنصب. كما أنه يطور أخلاقيات العمل القوية جدًا فيهم.
أنواع المنظمات التي لا حدود لها
هناك أربعة أنواع رئيسية من المنظمات التي لا حدود لها:

  • المنظمات المعيارية.
  • منظمات التحالف الاستراتيجي.
  • منظمات الشبكة.
  • المنظمات الافتراضية.

ستقوم المؤسسات المعيارية والافتراضية بالاستعانة بمصادر خارجية لجميع الوظائف غير الضرورية لغرضها الأساسي والتركيز فقط على ما يهم.
يتم تشكيل منظمات التحالف الاستراتيجي عندما تشكل شركتان في نفس الصناعة أو ذات صلة تحالفًا سيفيد كل منهما.
تشبه مؤسسات الشبكة المؤسسة النموذجية أو الافتراضية من حيث أنها ستقوم بالاستعانة بمصادر خارجية لوظيفة الأعمال الخاصة بها. ومع ذلك، في حين أن المؤسسات الافتراضية والمعيارية لن تقوم فقط بالاستعانة بمصادر خارجية لما هو غير مهم، فإن مؤسسة الشبكة ستقوم بالاستعانة بمصادر خارجية حتى للأشياء المهمة، مثل المحاسبة والموارد البشرية. وهذا يتيح لهم التركيز بشكل حاد على النشاط الأساسي لشركتهم.
على الرغم من أنها تسمى بلا حدود، فإن هذه المنظمات لا تزال بحاجة إلى حدود في مواقف معينة، مثل عندما تحتاج إلى إنشاء فرق شديدة التركيز تعمل على مهام محددة. ومع ذلك، ستظل هذه الأنشطة مرنة، حيث قد تحتاج إلى إعادة هيكلة مع تغير الظروف.