في عام 1945م ضربت أمريكا اليابان بالقنابل الذرية فدمرتها اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً واجتماعياً ولم يكن لدى اليابان سوى العنصر البشري ولكنها استطاعت من خلاله أن تنهض في غضون سنوات لتشكل ثاني أقوى اقتصاد في العالم ويرى المحللون أن الفضل في ذلك يعود للمنهج الياباني في الإدارة.

الأسس المميزة للمنهج الياباني في الإدارة :
1- التوظيف شبه الكامل:
في الوقت الذي تعاني فيه الدول الصناعية من المعدلات المرتفعة في البطالة التي تؤدي إلى سقوط الأنظمة وهدم الاقتصاد كان التوظيف في اليابان مقترباً من الكمال حيث كان أعلى معدل للبطالة هو 2,8% كما أن الكثير من التخصصات كان عدد الوظائف المعروضة فيها أكثر من الطلب عليها بواقع أربعة إلى خمسة.
2- الدور الهام للمرأة اليابانية:
حيث استطاعت التوفيق بين ميدان العمل وعش الزوجية مع إعطاء الأولوية المطلقة لواجباتها الأسرية .
3- نظام الأجور في اليابان:
حيث يقسم دخل العامل في اليابان إلى راتب وبدلات ومكافأة نهاية العام الذي يكون عبارة عن اقتطاع جزء من الراتب يجمع للموظف ويسلم له في نهاية العام مضافاً إليه نسبة تتوافق مع الزيادة في أرباح الشركة مما يؤدي إلى زيادة إنتاجية العامل وخفض التكاليف الثابتة.
4- النظرة الفريدة للإضراب :
في الوقت الذي يستخدم فيه العمال في الدول الصناعية الإضراب الفعلي كوسيلة للضغط على الشركات فإن العامل الياباني حينما يغضب يكتب على ظهره "مضرب عن العمل" ويواصل عمله بنفس الجد والاجتهاد.
5- السياسات السلمية للنقابات العمالية:
في الوقت الذي تستخدم النقابات العمالية الغربية سلاح الإضراب كورقة التفاوض الأولى فإن النقابات العمالية اليابانية تنتهج أسلوب الحوار الهادئ والطويل الذي يهدف إلى تحقيق المصلحة العامة ولا تتخذ خيار الإضراب عن العمل إلا كآخر الحلول بعد استنفاذ الحلول الأخرى وإذا حدث الإضراب الفعلي فإنه لا يتجاوز نصف يوم.
6- سيادة المنتج قبل سيادة المستهلك:
حيث تنحاز الإدارة اليابانية إلى المنتج فتُخفف ضريبة الإنتاج وتعوض ذلك برفع ضريبة الاستهلاك.
7- حماية المنتجات اليابانية :
حيث تقوم الدولة بفرض رسوم جمركية عالية على الواردات الأجنبية لحماية المنتجات اليابانية وتعزيز قدراتها التنافسية.
8-العلاقات الأزلية بين الموظف والوظيفة:
يتميز الموظف الياباني بالولاء للشركة التي يعمل بها وهو تابع من ولائه لليابان فلا ينتقل إلى غيرها إلا في حالات نادرة تخالف المألوف الياباني والشركات اليابانية تقابل هذا الولاء بالوفاء فلا تستغني عن الموظف ولا تتخلى عن مساعدته حتى ولو انخفضت قدراته الإنتاجية مع الزمن.