احذر الأنانية ودع الشهرة للآخرين

ان هناك شيئا سحريا يقع لروح الانسان حيث يتملكك شعور بالطمأنينة عندما تكف عن الاحتياج لكل الانتباه الذي تحاط به تاركا بدلا من ذلك الشعور بالمجد للآخرين .. ان حاجتنا المفرطة لجذب الانظار هي ذلك الجزء الأناني منا الذي يصيح انظروا الي انني انسان متفرد ان قصتي اكثر تشويقا من قصتك .. انه هذا الصوت الذي بداخلنا والذي قد لا يفصح عن نفسه ويقولها علانية الا انه يرغب في أن يؤمن بأن انجازاتي هي افضل قليلا من انجازاتك .. ان الانا هي ذلك الجزء بداخلنا الذي يرغب من الاخرين ان يروه وان يسمعوه ويحترموه وان يعتبروه شيئا متفردا غالبا على حساب شخص اخر انه ذلك الجزء بداخلنا الذي يقاطع حديث شخص اخر او ينتظر بفارغ الصبر دوره في الحديث حتى يعيد الحوار والانتباه الى شخصه وينخرط معظمنا بدرجات متفاوتة في هذه العادة لسوء حظنا فانك بذلك تقلل بشدة من استمتاع الشخص الاخر بمشاركتك في الحديث ويؤدي قيامك بذلك الى خلق فواصل بينك وبين الاخرين وبذلك يخسر الجميع.

في المرة القادمة عندما يقص عليك شخص ما قصة او يحكي لك عن انجازاته لاحظ ميلك لأن تقول شيئا عن نفسك ردا عليه .. وعلى الرغم من انها عادة يستعصي التخلص منها فليس من الممتع فقط ولكن من الباعث على السكينة ايضا ان تمتلك الثقة الكاملة في القدرة على التخلي عن حاجتك لجذب الانتباه وبدلا منها ان تقاسم شخصا اخر سعادته بمجده وبدلا من ان تندفع وتقول لقد فعلت المثل ذات مرة او خمن ما فعلته اليوم اغلق فمك وانظر ماذا يحدث فلتقل فقط هذا رائع او من فضلك قص علي المزيد ولينته الامر عند هذا الحد .. ان الشخص الذي تتحدث اليه سوف يشعر بمزيد من السعادة لانك كنت حاضر الذهن بدرجة اكبر ولانك كنت تصغي بحرص اكثر .. فإنه سوف لا يشعر بالتنافس بينكما والنتيجة ان الشخص سوف يشعر بمزيد من الارتياح ويزيد من ثقته ويجعل حديثه اكثر تشويقا .. كما انك انت ايضا سوف تشعر بمزيد من الارتياح لانك لن تتشوق انتظارا لدورك في الحديث.

ومن البديهي انه ستكون هناك لحظات يكون من المناسب بها تبادل الخبرة بين الجانبين وان تتقاسم مع الشخص الاخر المجد والانتباه بدلا من ان تتخلى عن كليهما كليا .. وحديثي هنا يشير الى الحاجة القهرية لنزعهما من الاخرين ومن المضحك انه عندما تتخلى عن حاجتك لان تزين نفسك بالمجد فان الانتباه الذي اعتدت الاحتياج اليه من الاخرين يحل محله ثقة كاملة بالذات تنبع من ترك الانتباه والمجد ليزهو به الاخرون.

.
.
.

مترجم للمؤلف : د. ريتشارد كارلسون