في المرة القادمة عندما تخوض غمار الجدال قبل ان تدافع عن موقفك حاول اولاُ إن كان بمقدورك ان ترى وجهة نظر الطرف الاخر

من الامور المثيرة للاهتمام ان تدرك انه عندما تختلف مع شخص ما فإنه يكون على نفس الدرجة من التأكد من سلامة موقفه تماما كما هو الحال معنا غير اننا دائما ننحاز الى رأينا .. ان ذلك يمثل طريقة ذاتنا الانانية في رفضها لتقبل اي شي جديد كما انها كذلك عادة خلق الكثير من التوتر غير الضروري.

في المرة الاولى التي حاولت فيها ان اجرب استراتيجية رؤية وجهة نظر الطرف الاخر اكتشفت امرا في منتهى الروعة لم يكن ذلك مؤلما ولقد قربني كذلك من الشخص الذي كنت اختلف معه.

افترض ان احد اصدقائك قال لك الليبراليون (المحافظون) هم السبب الرئيسي لمشكلاتنا الاجتماعية وبدلا من الدفاع عن موقفك مهما كان بشكل تلقائي فلتنظر إنّ بمقدورك ان تتعلم شيئا جديدا ولتخبر صديقك اخبرني لماذا تعتقد ان ذلك صحيح؟ وعليك ألا تقول ذلك وفي ذهنك نوايا خافية وراءه او في محاولة للاستعداد للدفاع عن اثبات موقفك ولكن ببساطة بفرض تعلم وجهة نظر اخرى ولا تحاول ان تصوب صديقك ولا ان تظهر له ان وجهة نظره خاطئة اترك الفرصة لصديقك كي يشعر بالرضا نتيجة كونه على حق تمرن على ان تكون مستمعا جيدا.. وعلى نقيض الاعتقاد السائد فإن هذا الموقف لا يضعف موقفك وكذلك لا يعني ان ايمانك بمعتقداتك ليس راسخا او اعترافا منك بخطئك انك تحاول ببساطة ان ترى وجهة النظر الاخرى انك تسعى اولا لأن تفهم ان اثبات موقفك الراسخ باستمرار يستهلك قدرا كبيرا من الطاقة .. ومن ناحية اخرى فإن السماح لشخص اخر بأن يكون على حق يستهلك قدرا اقل من الطاقة فإنه باعث عل النشاط بشكل كبير فعندما تفهم وجهات النظر والمواقف الاخرى تبدأ بعض الاشياء الجميلة في الحدوث
اولا: غالبا ما تتعلم شيئا جديدا وتوسع من آفاقك

ثانيا: عندما يدرك الشخص الذي تتحدث اليه بأنك مصغ له فإنه سوف يقدرك ويحترمك اكثر مما لو اعتدت على مقاطعته لتقديم موقفك .. ان ذلك يجعله اكثر اصرار وتمسكا بموقفه الدفاعي وفي اغلب الاحيان ان كنت ألين في تعاملك فإن الشخص الاخر سيكون هو الاخر ألين وقد لا يحدث ذلك مباشرة الا انه سيحدث مع مرور الوقت وبسعيك الى الفهم اولا فإنك تضع حبك واحترامك للشخص الذي تتحدث اليه فوق حاجتك لأن تكون محقا وتكون بذلك تمارس شكلا من اشكال الحب غير المشروط .. ومن المنافع الاستماع الى وجهة نظرك وفي حين لا يوجد ضمان بأنه سوف يستمع اليك فهناك شئ واحد مضمون اذا لم تستمع فإنه لن يستمع كذلك ان مبادأتك بالاستماع سوف توقف بذلك دورة العناد بينكما.
.

.
.

مترجم للمؤلف : د. ريتشارد كارلسون