الموضوع: بين التغيير ومقاومته
بين التغيير ومقاومته
عنف السنوات الأخيرة في منطقتنا العربية، لا يحمل رسالة احتجاج ايجابية على الواقع من اجل تغييره إلى فضاء الحرية والديمقراطية ، فالعنف على أرض العراق ، وما يحدث في لبنان من اغتيالات استهدفت أخيرا رجال الصحافة ، وما حدث في أكثر من بلد عربي ، عنف يجمع بين سوء الرسالة المحمولة ، وعدم مشروعية وأخلاقية الأداة . إنه عنف لا يحتاج إلى البحث عن تفاصيل من وراءه عند كل عملية، فغموض الفاعل لا يقابله غموض الرسالة التي يقدمها. إنها تفاصيل هامشية لمقاومات كبرى ضد التغيير، ومواجهة رياح التحولات في المنطقة. هناك عنف من اجل التغيير وعنف ضد التغيير. جزء كبير من عنف السنوات الأخيرة كان ضد التغيير والتجاوب مع متطلبات المرحلة.
فهم حقيقة التغيير يبدأ من الوعي بأساليب مقاومته المختلفة التي تنشأ في كل مرحلة، وتعزز حالة الممانعة ضد التغيير وقبول الاصلاح، هذه المقاومة نجحت اكثر من مرة في تعطيل واعاقة التغيير الحقيقي في أكثر من بلد عربي. وقد تتعدد آليات هذه المقاومة وفقا للمكان والمجال الذي تتحرك فيه وتسعى إلى أهداف مختلفة، تبدأ من محاولة تعطيل مسار التغيير والإصلاح، إلى رفع كلفة وضريبة هذا التغيير بالعنف. أو اللجوء إلى تشويه سمعته وتفريغه من مضمونه. وقد برزت ملامح مقاومة التغيير مبكرا في أكثر من حاله عربية، فما زال العراق يحتفظ بالنموذج الأسوأ في تدمير الذات، فمنذ حرب الخليج الثانية لم يعترف العراق في ذلك الوقت بضرورة التغيير والتجاوب مع تحولات العالم من حوله ، مرورا بسنوات الحصار. في هذه المرحلة تواجه محاولات انشاء عراق جديد بعد زوال النظام السابق حالة ممانعة عبثية لتعطيل أي جهد نحو عراق مستقر. مسار الاصلاح أخذ تعرجات محيرة، فكل خطوة تقدم يصحبها تعثر وتراجع.
عراق اليوم ربما أفضل من عراق الأمس وسنوات الحصار وحروب صدام ، لكنه أسوأ في قلقه على المستقبل الذي لم تتضح معالمه بعد . في هذا الوقت تبدو لبنان وسوريا أيضا في مواجهة رياح التحول المتسارع لكن مقاومة التغيير أظهرت قدرتها في رفع كلفة التغيير أو تعطيله بأكثر من طريقة لحرف مساره ، ولو بالعودة إلى شبح أجواء العنف والاغتيالات.
اكتشاف أساليب تفريغ الإصلاح من مضمونه أكثر تعقيدا في الحالة العربية التي تمتلك خبرة عريقة في هذا الشأن ، وتتعدد حيلها وأساليبها من خلال انشاء مسارات دائرية في الفضاء السياسي والاجتماعي تشبع مجتمعاتها بالحراك الوهمي، تفريغ الاصلاح من مضمونه يأتي بأكثر من عمل حتى وإن كان عن طريق المسارعة إلى التقارب مع اسرائيل لمواجهة الضغوط الخارجية.
أقوى مظاهر هذه المقاومة جاءت من الخطاب الذي نشأ مؤخرا في منطقتنا العربية لمقاومة التغيير من خلال تشويه سمعته، نتيجة تحالف أطياف وتيارات مختلفة، ومع أن بعضها ليس ضد الإصلاح والتغيير من ناحية المبدأ إلا أنها وجدت نفسها منخرطة في مسار ضد التغيير لأسباب تكتيكية. خطاب مناهضة التغيير قدم محاولات ذكية في تشويه الاصلاح وصوره بأنه خضوع لجهات وأجندة أجنبية، أو لخدمة مصالح اسرائيل في المنطقة، وفي المناطق والمنابر الأكثر محافظة تستعمل لغة أكثر شحنا ضد فكرة التغيير لتدنيس المبدأ ذاته من خلال المبالغات حول استهداف الاسلام والتآمر عليه من الخارج . هذه الازمة تتضخم عندما تتحول آليات مقاومة التغيير إلى فعل بطولي ونضالي كما يحدث عند التيارات المحافظة في مقاومة إصلاح أوضاع التعليم والمرأة ومواجهة أي بادرة انفتاح، وجعلها معارك تاريخية تستحق التحزب والانتحار من أجلها، وتجذير الصراع الاجتماعي المدمر.
محصلة السنوات الماضية توحي بنجاح هذه المقاومة من بعض التيارات والاتجاهات الرسمية في العالم العربي في تعطيل مسار التغيير وتشويه سمعة الاصلاح ، عبر استعمال الوسائل المشروعة وغير المشروعة في تضليل الجماهير، ومع أنه بعد كل عمل وخطوة في اعاقة التغيير، يحاول البعض الحديث عن عجز أصحاب الأيدي الخفية في إيقاف عجلة التغيير والإصلاح القادم ، مع إغراء الحديث عن رغبة الشعوب بالحرية والديموقراطية ، إلا أن حصيلة الواقع تشهد بنجاح هذه المقاومة، فالتفاؤلية المتصنعة تفشل في تقييم الواقع . الكثيرون يعتقدون أن بعض أساليب مقاومة التغيير عند بعض الأحزاب والأنظمة انتهى عصرها، وأن الزمن تغير لكن الواقع يفاجئنا بهمجيته من خلال سيارة مفخخة لإسكات صاحب قلم، أو ناشط سياسي . فلأكثر من مرة يفشل الرهان على تفهم أعداء الإصلاح، وأنهم ليسوا بهذا الغباء والتهور في التعامل مع ظروف المرحلة وتغيرات العالم.
أجواء الديكتاتوريات تولد العنف من داخلها وتعزز حالات التمرد، إلا أن معطيات الواقع الحالية تغري بالممانعة ضد التغيير، فهذه المعطيات تؤكد أن الأنظمة العربية ليست مهددة بثورات شعبية، وما زالت أدوات مقاومة التغيير عند بعض الأنظمة أكثر فعالية من ارادة التغيير الشعبي، فاستقرار الدولة العربية وتعملقها أمام المجتمع كان أهم منجزات المرحلة الماضية .
ومع أن مقاومة التغيير لها تأثيراتها السلبية على الحراك السياسي والاجتماعي العربي، إلا أنها لا تخلو من إيجابيات ضرورية لتحقيق الاصلاح المنشود، هذه الإيجابيات ليس مصدرها رؤية تفاؤلية لتجميل حركة الواقع وصراعاته، وإنما طبيعة المجتمعات وحراكها في مواجهة التحديات المحكومة بقوانين توجه مسار التحولات التاريخية من خلال تناقض معقد للرغبات البشرية تظهر على السطح السياسي والاجتماعي في قوى مختلفة لتكوين الصورة الأخيرة للمجتمع . فالمصلحة هي التي تدفع البعض للمطالبة بالإصلاح والتغيير، ودعوى المصلحة ذاتها هي التي تدفع إلى هوس المقاومة والصمود بأي ثمن ضد التغيير، والمساس بواقع قديم انتفعت منه تيارات وأحزاب معينة.
مقاومة التغيير لها أوجه إيجابية تبدو من خلال إعاقتها لأي اندفاع نحو التغيير المتسرع، لأنها تخلق في المجتمع مسارات أكثر معقولية في إرضاء كل التيارات والأطياف المختلفة، فهي تقدم أشكالا من التوازنات الواقعية والمرنة تنتج عبر مراحل الصراع بين هذه الأطياف. كما يحدث عادة في مواجهات التيارات المحافظة مع خصومهم. محصلة الصراع بين ارادة التغيير ومقاومته مع كل نتائجها المأسوية إلا أنها عادلة في تقديم استحقاقات كل مجتمع في التغيير من عدمه . فهذه النتائج تعبر عن حجم مختلف القوى ، ومدى تأهل هذا المجتمع أو ذاك إلى المرحلة التالية.
رد: بين التغيير ومقاومته
مقاومة التغيير تتطلب مهارات خاصة حتى تؤتى نتائج واضحة
رد: بين التغيير ومقاومته
نشكرك ومطلوب توسع أكبر فى هذا الموضوع
رد: بين التغيير ومقاومته
متطلبات التغيير يبدأ بالنفس ومن ثم الآخرين ،،،
كما قال الله ورسوله عليه الصلاة والسلام
فالنبدأ اخواني وأخواتي الاعزاء بتغيير أنفسنا
رد: بين التغيير ومقاومته
شكرا على هذا الانجاز الكبيير
رد: بين التغيير ومقاومته
مشكوووووووووووووووووووووو ووووووووووووور
رد: بين التغيير ومقاومته
(لا يغير الله مابقوم حتي يغيروا ما بانفسهم)التغيير يبدأ أولا بالنفس. شكرا المشاركه جميله أعانه الله
رد: بين التغيير ومقاومته
التغيير شيء مطلوب وغالبا تكون في مقاومة من بعض العناصر فالمطلوب التوفيق بين هذه العناصر
رد: بين التغيير ومقاومته
التغيير نحو الأفضل ضرورة مستمرة ، وبخطى مدروسة
رد: بين التغيير ومقاومته
بارك الله فيك اخي .. جعلها الله من ميزان حسناتك على نشر العلم
أ. التغيير الشامل الكامل أو ما يطلق عليه بالتغيير الجذري : ( REDICAL CHANGE)
ويتضمن هذا النوع من التغيير تأصيلاً وليس تعديلاً للسياسات والأجراءت والعمليات التنظيمية أي انه يسعى في الواقع نحو... (مشاركات: 4)
هذه المرحله يحدث فيها عادتا تصادم بين القائد و التابعين
فهم احيانا يقاومون التغيير الذي يراى القائد انه لابد منه لبقاء المنشأة
فمنهم من سيقول : لقد حاولنا لكن بدون فائدة
ومنهم من سيقول : هذا صعب... (مشاركات: 10)
ما هو التغيير التنظيمي؟
التغييرُ التنظيمي يَعْني أيّ تغيير يَحْدث في بيئةِ العملِ. قد يَكُونَ التغيير ثانويّ أو جوهريّ. و عادة ما ينطوي التغيير التنظيمي على إعادة ترتيب النظم التنظيميةِ لمؤسسةِ مِنْ... (مشاركات: 4)
-التغيير الجزئي المحدود أو ما يطلق عليه بالتغيير التدريجي (INCERMENTL CHANG ) ويحدث هذا التغيير على شكل تغيرات صغيرة تضاف إلى الهدف النهائي للتغيير (Champoux.2000.364)أي أنة يعمد إلى تقسيم الهدف... (مشاركات: 0)
لاشك ان قضية التغيير قد اصبح من القضايا الأساسية في عالم اليوم، عالم التطورات السريعة، عالم لا تتوقف مسيرته، ويتاخر من لا يعد العدة في خضمه.
بما أننا جزء من هذه المسيرة وبما ان الإنسان هو المخلوق... (مشاركات: 11)
ستتعلم في هذا الكورس كافة المراحل العملية في مشروع الاستيراد من الصين، بداية من مرحلة دراسة المنتجات التي ترغب باستيرادها، ودراسة وفهم مدى حاجة السوق لها، وتحديد المنتج الذي يحتاجه السوق بالضبط. ثم مرحلة التواصل مع الشركات الصينية وطلب عروض الأسعار والمقارنة بين الشركات لاختيار الأقل تكلفة والأنسب من ناحية الجودة والتوصيل وكل هذه التفاصيل. ثم أخيرًا مرحلة طلب المنتجات واجراءات الشحن والنقل والتخليص الجمركي، وكيفية اجراء التحويلات المالية والخطابات البنكية وكافة التفاصيل المالية، إلى أن يصل المنتج لشركتك.
كورس يهدف الى دعوة الشركات والمصانع لتعلم اساسيات وآليات تصدير المنتجات بطرق وأساليب حديثه باستخدام الانترنت، حيث يهدف هذا الكورس المكثف الى تدريبك على اساسيات التجارة الالكترونية مع جميع دول العالم من خلال الانترنت.
برنامج تدريبي يهدف الى تأهيل المشاركين على فهم واستيعاب المفاهيم الاساسية لفلسفة الحوكمة ودورها في الاصلاح الاداري داخل المؤسسة الرياضية سواء اللجان الاوليمبية او الاتحادات الرياضية او الاندية او مراكز الشباب، بحيث يحقق في النهاية معايير ومتطلبات تطبيقها عالميا ومحليا.
دبلومة تدريبية متكاملة تساعد المشاركين فيها على اكتساب الخبرات العملية والاكاديمية المؤهلة للعمل في مجال ادارة الموارد البشرية حيث يتناول هذا الدبلوم التدريبي ثلاثة محاور اساسية، في المحور الأول يتم شرح اساسيات العمل في مجال ادارة الموارد البشرية والمحور الثاني يتم شرح وتفصيل قانون العمل المصري وأحكامه وعقود العمل والمحور الثالث التأمينات الاجتماعية وقواعدها واجراءاتها، ويهدف هذا البرنامج التدريبي الى توفير الفرصة للمتدرب للحصول على الخبرات المهنية العملية والتدريب العملي داخل القاعات في مجال الموارد البشرية، واهم ما يميز هذه الدورة التدريبية هو صقل خبراتك ومهاراتك كموظف في ادارة الموارد البشرية وشئون الموظفين وتزويدك بالخبرات التخصصية اللازمة لتنجح في هذا المجال.
بحصولك على هذا الدبلوم التدريبي ستكون مؤهلا تماما للقيام بالمهام الوظيفية الكاملة لوظيفة كبير المراجعين لمواصفة الأيزو 9001، هذا بالاضافة الى تعرفك على جميع انواع مراجعات الجودة ووسائل وتقنيات المراجعة واطلاعك على مهام رئيس فريق المراجعين وآلية التخطيط لعملية لمراجعة والتعرف على الاجراءات التصحيحية والعديد من الموضوعات المتعلقة بالجودة.