في ربيع 1972، أقلعت طائرة من أوروجواي في طريقها إلي شيلي، وعلى متنها 40 راكب بخلاف الطاقم. وكان معظم الركاب من فريق الراجبي للهواة بأوروجواي والذي كان في طريقة ليلعب مباراة حاسمة مع الفريق الشيلي.
اتخذت الطائرة مسارها عبر جبال الأنديز ولكن الطائرة لم تصل إلى شيلي، فقد تحطمت على قمة أحد الجبال المغطاة بالثلج وتناثرت إلى قطع، إلا أن الجزء الرئيسي من جسم الطائرة أنزلق بمجموعة من الركاب من على قمة الجبل ليستقر في وادي من الثلج العميق، بقي من هؤلاء الركاب على قيد الحياة عدد 28 راكب بعد أن توفي بعض الركاب في خلال اليومين الأولين نتيجة الجراح، وعلى الرغم من أن الحطام المتبقي من جسم الطائرة وفر لهؤلاء الأحياء بعض الحماية من الصقيع وبعض المؤن من الغذاء الذي كان بالطائرة، إلا أن بعضهم قد هالته الصدمة وأصيب بحالات نفسية. والأخريين جلسوا يفكرون ماذا عليهم أن يفعلوا؟
المجموعة الباقية كان يملؤها الأمل في النجاة كلها ثقة في أن هناك من سوف يعثر عليهم ويأخذ بأيديهم. البعض أخذ في تدعيم حطام الطائرة الذي يؤويهم، والبعض يحضر المياه، ومن لديه خبرة بالرعاية الطبية أنشغل بعلاج الجرحى.
قررت المجموعة أن تختار الأكثر صحة منهم وتزودهم بمعظم ما لديهم من طعام (فهم يعلمون أنهم سقطوا من فوق جبال الأنديز) ليقوموا برحلة استكشافية لعلهم ينجو أو يأتوا بالنجدة، وبالفعل عاد هؤلاء بعد شهرين من سقوط الطائرة.
برز في هذه الرحلة شاب اسمه بارادو قليل اللباقة شديد الحياء ولكنه كان بطلا غير متوقعاً فقد كان متميزاً عالي الفعالية الأكثر محبة واحتراماً من الجميع. فقد كان شجاعاً متفائلاً محايداً يشع العاطفة على من بقي حياً من الركاب، كان يعي التعارض بين أهداف الأفراد وأهداف الجماعة، ويحسن التعامل مع مختلف الاحتياجات والأمور الشخصية. كان يبث الأمل ويطرد اليأس كان بارزاً في الإقناع خاصة في المواقف التي تتطلب قرارا جماعياً. ومن ذلك: أن بقاء من لم يذهب إلى الاستطلاع على قيد الحياة كان يتطلب أن يأكلوا لحم زملائهم الذين توفوا، ولقي هذا الأمر معارضة شديدة. فقام بنفسه وقال لهم أنا شخصاً لو أنني كنت مع الذين ماتوا ما كان يحزنني أن تأكلوا لحمي. بل لو وهبت لي الحياة مرة أخرى وعرفت أنكم لم تأكلوا من لحمي لتعيشوا فسوف أوجه لكل منكم ركلة برجلي.

أهتم الدارسين بهذه الحالة (رحلة نجاة) للوقوف على كيف نجى هؤلاء القوم؟ وما نمط وطريقة الإدارة التي أُتبعت؟

(الملتقى التدريبي، ]ب.ت[، قيادة فرق العمل: 27).