غزة – لمراسل ے - ألف كتاب بانتظار ترجمته إلى اللغة العربية خلال السنوات الثلاث المقبلة في مجالات العلم و المعرفة و الفكر المختلفة..هذه الترجمة التي تثري الثقافة و الفكر العربي ستكون ضمن برنامج جديد أطلقته حديثا مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم واسمه “ترجم”. ويهدف البرنامج إلى دعم وتنشيط حركة الترجمة في العالم العربي، على طريق تعزيز القدرات المعرفية وتشجيع جهود التنمية العربية في شتى المجالات. وقال ياسر حارب، نائب المدير التنفيذي لمؤسسة آل مكتوم في تصريحات له: “ برنامج ترجم يمثل رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، ونتاج طموح سموه لمستقبل العالم العربي وحرصه على إيجاد المقومات التي من شأنها تعزيز فرص المنطقة في اللحاق بركب التطور العالمي، و استشرافه لأهمية إقامة جسور جديدة بين الحضارة العربية والحضارات الأخرى”. وأشار حارب إلى أن “ترجم” يهدف إلى حشد الطاقات والمهارات والموارد المتاحة ضمن مبادرة متكاملة تنشد فتح آفاق ثقافية ومعرفية جديدة لنقل أفضل ما قدمه الفكر الإنساني من إبداعات عالمية إلى العربية وجعلها في متناول القارئ العربي لتيسير وصوله إلى المعلومة والفكرة”. انعكاس حضاري ولكن ما الفكرة التي يتبناها البرنامج؟ يقول حارب: إن “فكرة البرنامج تقوم على تكوين معادلة متكاملة العناصر للنهوض بصناعة الترجمة في العالم العربي، ومن بين تلك العناصر التعاون مع مراكز الترجمة ومؤسسات ودور النشر العربية الرائدة”. والهدف من ذلك حسب حارب العمل على إعداد كوادر جديدة من المترجمين المهرة المعدين إعدادا جيدا وفق أعلى معايير المهنية والاحتراف والدقة اللغوية والاصطلاحية لتقديم منتج يخلو من الشوائب التي قد تفسد المعنى وتعيق إمكانية النقل المعرفي السليم سواء من العربية أو إليها. وبحسب خطة البرنامج ستتم ترجمة ألف كتاب إلى اللغة العربية خلال السنوات الثلاث المقبلة مع التركيز على جودة الكتب وقيمتها المعرفية والعلمية انطلاقا من أن تنشيط حركة الترجمة له انعكاس حضاري على الواقع المعرفي للأمة العربية، وباعتبار أن الترجمة كانت على الدوام رافداً أساسياً من روافد التنمية الثقافية ونقل المعرفة عن مصادرها الأصلية. وتضم المرحلة الأولى من البرنامج التي سيتم تنفيذها خلال العام الجاري ترجمة 365 كتاباً في مجالات الفكر المختلفة بواقع كتاب واحد في كل يوم من أيام السنة، وبما يزيد عن إجمالي عدد الكتب التي يتم ترجمتها في العالم العربي خلال عام واحد. للإدارة أولوياتها..! ويركز برنامج “ترجم “ في المرحلة الحالية على ترجمة الكتب المتخصصة في الإدارة، نظراً لحاجة الواقع العربي حالياً إلى الكوادر الإدارية الطليعية في مختلف الميادين التربوية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية. ويتميز مشروع ترجم بالشمولية ، إذ لا يقتصر البرنامج على ترجمة عدد من الأعمال الفكرية المتميزة فحسب ولكنه يسعى إلى إيجاد منظومة متكاملة العناصر يجرى تنفيذها ضمن جدول زمني محدد وفقا لما تمليه احتياجات التنمية في المنطقة. ويقع مشروع “ترجم” ضمن محور التنمية الثقافية في مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، حيث يهدف البرنامج إلى تعزيز القدرات المعرفية العربية، لاسيما في مجال الإدارة نظراً لاحتياج المنطقة إلى نقل المعارف الحديثة في مجال الإدارة التي تمثل عصب الحراك التنموي في شتى المجالات، في حين لن يغفل البرنامج الجوانب الفكرية الإبداعية الأخرى. وأكد حارب أن النجاح الكبير الذي حققته دبي يعود في جوهره لإيمان قيادتها بأهمية عنصر الإدارة، لافتاً إلى أن المؤسسة تنوي ترجمة حوالي 180 كتابا متخصصا في علوم الإدارة الحديثة خلال العام الجاري، بواقع 50 بالمائة من الكتب التي سيدعم البرنامج ترجمتها إلى العربية في العام 2008. وتنقسم النسبة الباقية بواقع 25 بالمائة في مجال الإبداع الأدبي، و25 بالمائة للعناوين المختلفة في شتى دروب الثقافة سواء في العلوم الإنسانية أو الاجتماعية أو غيرها من المجالات بشرط أن يكون لها قيمة فكرية مميزة. وفق منهجية علمية.. وبالنسبة لأسس الاختيار للعناوين التي سيتم انتقاؤها للترجمة، ستتبع المؤسسة منهجاً علمياً مقنناً يقوم على أسس واضحة في الاختيار وذلك بالتعاون مع هيئة استشارية تضم أبرز الكتاب والمفكرين والمتخصصين المعنيين بقطاعات التنمية الفكرية والاقتصادية والاجتماعية تتولى انتقاء أفضل العناوين المرشحة من قبل دور النشر المتعاونة مع المؤسسة، في ضوء مجموعة من المعايير المحددة التي وضعناها لإيجاد إطار واضح لعملية الاختيار. وعن أولويات الترجمة وفق التوزيع الجغرافي، قال حارب: “سيكون هناك أولوية بالطبع لنقل أبرز ما في الإنتاج الفكري للدول المتاخمة للعالم العربي من غير الناطقين بالعربية، ومنها تركيا والهند وإيران وباكستان وذلك أيضا بحكم الثراء الحضاري الذي تتمتع به تلك البلدان، إضافة إلى أهمية تعزيز التقارب الجغرافي ورفده بتعميق جسور التواصل الثقافي بين شعوب المنطقة”. وأضاف: “سيسهم برنامج ترجم في فتح آفاق جديدة على ثقافات لا نعلم في العالم العربي الكثير عن إنتاجها الفكري والثقافي، حيث سيعنى البرنامج على صعيد الترجمة الأدبية بنقل أهم الكتب الصادرة في الدول الاسكندينافية ودول الشرق الأقصى وغيرها من المناطق التي لا يصلنا الكثير من نتاجها الأدبي، علاوة عن ترجمة الكتب الصادرة باللغة الإنجليزية والتي تعد اللغة الأولى في مجال علوم الإدارة الحديثة”. ودعا دور النشر والترجمة العربية إلى المساهمة في تفعيل هذا البرنامج الطموح الذي ينشد الخير للعالم العربي دون سعي وراء مكاسب مادية أو أمجاد فردية، عبر تقديم المقترحات والآراء التي من شأنها تعظيم المردود المنشود من وراء هذا البرنامج.