قصة رائعة لشخص عظيم .. التابعي عطاء بن أبي رباح رحمه الله .. لقد كان عطاء بن أبي رباح (أسود , أعور ,أفطش , أِشل ,أعرج , ثم عمي بعد ذلك )..وقال عنه إبر اهيم الحربي ,كان عطاء عبد أسودا لامرأة من أهل مكة , وكان أنفه كأنه باقلاء ..خمسة عيوب كانت في عطاء .. ماذا تظنون أنه فعل بها هل استسلم ؟ هل تكسرت أحلامه وطموحاته ؟هل تهدمت عزائمه ؟ هل بكى على قدره وبكى يائسا منتظرا موته ؟ هل قال عطاء لنفسه : أنا عبد مملوك وسأظل هكذا الى الابد , أنا أعور أشل أعرج .. ولن يقبلني أحد ؟!! لقد نظر لنفسه بعين التفاؤل لقد كان لعطاء أذنان تسمعان ورجلان تمشيان وكان لعطاء لسان يتكلم ويد تكتب وعقل يفكر ويحفظ ..

هذا ما وجده عطاء في نفسه كان ينظر بعين المتفاؤل الراضي الذي يمتلك الكثير من النعم .. لقد كان يعلم أن التغيير يبدأ من الداخل .. المهم كيف أرى نفسي لا كيف يراني الناس إذا كنت ترى نفسك قويا وذكيا فهكذا ستبدو وهكذا سيعملك الناس .." سأطلب العلم عند كل عالم سأجتهد وأتعلم وأثبت لنفسي وللناس أني قادر على تغيير حياتي للأفضل - بأذن الله - " بهذه العبارات المتفائلة خاطب عطاء نفسه .. فماذا حدث ؟ لقد صاح المنادي في زمن بني أمية في مكة أيام الحج : لا يفتي الناس إلا عطاء . وقال عنه الإمام أبو حنيفة : ما رأيت أفضل من عطاء .

لقد أصبح عطاء بن أبي رباح عالم عظيم في عصره .. تفاؤلوا بالخير تجدوه .. هذه كانت قصة عطاء الذي مكث في الحرم 30 سنة يطلب العلم . انظروا كيف نظر لنفسه بعين المتفاءل الطموح . فهل ستتراجعون عن آمالكم وطموحاتكم حتى ولو بعد الفشل مرات ومرات ...


قصة أملعشاق القمم - أسامة خريشة قصة أمل