الهندرة.. كلمة عربية مشتقة من دمج كلمتي (هندسة) و(إدارة) الهندرة هي مفهوم اداري حديث انطلق في بداية التسعينات من القرن الماضي (1992) وقد اظهرت نتائج مسح عالمي شمل عدداً كبيراً من التنفيذيين في الشركات العالمية تم خلال التسعينات ان الهندرة كانت على رأس قائمة الجهود التي بذلتها الشركات والمنظمات المختلفة لمواجهة المتغيرات التي تجتاح السوق العالمية. تعريفات كثيرة للهندرة أبرزها أنها "إعادة نظر أساسية وإعادة تصميم جذرية لنظم وأساليب العمل لتحقيق نتائج أعلى في مقاييس الأداء العصرية مثل التكلفة، السرعة، الجودة ومستوى الخدمة". كما ان لها تعريفا آخر وسيلة ادارية منهجية تقوم على اعادة البناء التنظيمي من جذوره وتعتمد على اعادة هيكلة وتصميم العمليات الإدارية بهدف تحقيق تطوير جوهري وطموح في أداء المنظمات وهذا التطوير يكفل تحقيق سرعة الأداء. خفيض التكلفة وجودة المنتج.
تدعو الهندرة الى اعادة كل شركة وكل فرد وعامل بها النظر في اسلوب العمل المتبع ومراجعة ما يقومون به من عمل وسؤال انفسهم: لماذا يقومون به؟ وهل هذا العمل ذو قيمة للعملاء والشركة؟ وهل يمكن أداؤه بطريقة افضل؟ كل هذه الأسئلة يطرحها مبدأ الهندرة بأسلوب ومفهوم علمي يساعد الشركات في الوصول الى اجابات شافية لهذه الأسئلة الهامة.

وتتضمن الهندرة حلولاً جذرية لمشاكل العمل الحالية وهو امر تميز به اسلوب الهندرة عن غيره من المفاهيم الإدارية السابقة التي كانت في معظمها تسعى الى حلول عاجلة وسطحية لمشكلات العمل ومعوقاته. وبالتالي "فإن اعادة التصميم الجذرية تعني التغيير من الجذور وليس مجرد تغييرات سطحية او تجميلات ظاهرية للوضع القائم، ومن هذا المنطلق فإنها تعني التجديد والابتكار وليس مجرد تحسين او تطوير او تعديل اساليب العمل القائمة". ويتميز مبدأ الهندرة بتركيزه على نظم العمل او ما يعرف بالعمليات الرئيسة للشركات والمؤسسات المختلفة وليست الإدارات، اذ تتم دراسة وهندرة العمليات بكاملها ابتداء من استلام طلب العميل الى ان يتم انجاز الخدمة المطلوبة. ولذلك فالهندرة تساعد على رؤية الصورة الكاملة للعمل وتنقله بين الإدارات المختلفة ومعرفة الحواجز التشغيلية والتنظيمية التي تعوق العمل وتطيل من الزمن اللازم لتقديم الخدمة وإنهاء العمل. ودورها في تطوير اداء المؤسسات الأكاديمية ومراحل تطبيقها والمبادئ الأساسية التي تقوم عليها وأهمية تطبيق الهندرة في مؤسسات التعليم العالي العربية. ذلك لأن الهندرة تعتبر من المناهج الهامة لتحقيق عمليات التطوير الجذري في اداء المنظمات والمؤسسات ومن بينها المؤسسات الأكاديمية حيث تعمل على تحقيق اعادة تصميم العمليات الإدارية بصفة جذرية بهدف تحقيق تحسينات جوهرية في الأداء للوصول الى الجودة المطلوبة.