تأسست جائزة نوبل للإقتصاد عام 1968، متأخرة عن تاريخ تأسيس الجوائز الأخرى ( السلام, الآداب، الفيزياء، الطب) 73 سنة، لكن تاريخ تأسيسها اعتبر تحولاً مالياً في تاريخ منح الجوائز، عندما قرر البنك المركزي السويدي تقديم مبالغ مالية مجزية للفائزين بالجائزة.

توزيع جائزة الإقتصاد التي يبلغ قيمتها 1,5 مليون دولار، تم رسميا بعد عام واحد من التأسيس، وتناوب على الحصول على أرفع جائزة معترف بها عالميا 62 شخصاً قدموا خدمات مهمة للإنسانية في مجالات قد لاتبدو جميعها مرتبطة مباشرة بالإقتصاد.

لماذا لم يفز بها العرب؟

وبمتابعة جدول توزيع الجائزة منذ عام 1969 حين فاز بها مناصفة كل من رينجر فريستش من النرويج وجان تنبرجن من هولندا، إلى عام 2010 حين منحت لكل من الأمريكيين بيتر دايموند وديل مورتنسن والبريطاني من أصل قبرصي كريستوفر بيساريدس، لم يكن بينها عربي واحد ولا حتى أي فائز من منطقة الشرق الأوسط باستثناء اسرائيليين، هما: دانييل كاهنمان عام 2002 وروبرت أومان 2005.

وتصدرت الولايات المتحدة عدد المرات التي حاز فيها اقتصاديون يحملون جنسيتها بعدد المرات (31 مرة) مرة سواء مناصفة أو بشكل فردي، ولم تحمل القائمة إسم أي إمرأة.

يقول سمير برادان، مسؤول أول أبحاث إقتصادية في مركز "الخليج للدراسات الإستراتيجية" لـ"الأسواق.نت" عبر الهاتف:"إن المشكلة تكمن في مناهج التعليم وطرقه"، وهو رأي يوافقه فيه مدير تحرير مجلة آراء حول الخليج، فالح العنيزي.

فالمناهج وفقاً لـ بردان، لا تحفز الفكر، كما أن البحث العلمي في المجال الإقتصادي ضعيف للغاية والمراكز العلمية نادرة، كما إن إقتصادات المنطقة ناشئة وأي صورة من الصور الماضية لايمكن مقارنتها بأوروبا أو الولايات المتحدة".

ويقول" إن الأمر قد يستغرق فترة طويلة حتى تنتقل جائزة نوبل الإقتصادية إلى المنطقة العربية".

وقائمة الإقتصاد هي الوحيدة التي تخلو من الأسماء العربية، ففي مجال السلام فاز الرئيس المصري محمد أنور السادات بالجائزة سنة 1978. كما فاز بها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عام 1994، والدكتور محمد البرادعي الرئيس السابق للهيئة الدولية للطاقة الذرية في 2009.

بينما حصل المصري أحمد زويل على جائزة نوبل، كما حاز الأديب نجيب محفوظ على الجائزة في الأدب.


غياب التمويل

من جهته يحدد الخبير الإقتصادي والمالي اللبناني، الدكتور غازي وزني منظومتين من العوامل التي تؤثر في خلو قائمة الفائزين وحتى المرشحين العرب من جائزة نوبل للإقتصاد هما أولاً: غياب التمويل من القطاعين الخاص والعام لمراكز الأبحاث الإقتصادية التي تفتقرها الحكومات والجامعات.

ثانياً: منظومة النمط الإقتصادي حيث أن إقتصاد دول عربية عدة بقي مغلقاً على نفسه واستقت نظرياته من الإشتراكية والشيوعية، وكانت لاتزال تعمل به حتى امد قريب.

ويتسائل في حديث من بيروت لـ"الأسواق.نت" كيف يمكن للعرب الفوز بالجائزة وهم يفتقرون إلى البحث الإقتصادي العملي، واقتصادهم لايحفز على الإبداع ؟.

وتظهر قائمة الفائزين بجائزة نوبل الإقتصادية نتاجات عظيمة أثرت في تاريخ الإقتصاد العالمي، وهي لم تضم أبداً قادة أعمال، او أثرياء ونجوم، بل طالما كان حائزوها مبدعي نظريات وأفكار، آخرهم عام 2010 قدموا نموذجا ساعد على فهم كيفية تأثير أوضاع وطبيعة البطالة، وفرص العمل، والأجور، على تنظيم ووضع السياسات الاقتصادية.