علم الادارة في الالفية الجديدة
عبد الرحمن تيشوري
شهادة عليا بالادارة
مع إطلالة الألفية الثالثة دخل علم الإدارة مرحلة جديدة وشهدت المنظمات تحولاً كبيراً في إدارتها وطرق أدائها ومتطلبات البقاء والنجاح في بيئة تتسم بالمنافسة والتحولات المتسارعة ولمواكبة هذه التحولات بدأت الدولة وعلى أعلى مستوياتها بعملية الإصلاح الإداري في جميع مؤسسات الدولة الإدارية منها والاقتصادية.
وللبدء بهذا المشروع الإصلاحي الكبير كان لابد للسلطة التنفيذية في القطر من تهيئة البنية التحتية القادرة على القيام بهذه المهمة الكبرى وبما أن العنصر البشري هو الأهم في العملية الإصلاحية كانت البداية بتأسيس المعهد الوطني للإدارة العامة على غرار المدرسة الوطنية للإدارة العامة في فرنساوبالتعاون مع الجانب الفرنسي, وأنيط بالمعهد مهمة إعداد وتأهيل كوادر إدارية عليا ينتقيها بكل شفافية وموضوعية من الشباب السوري الجامعي الطموح والمتميز وفق أسس وقواعد علمية سليمة لتكون الركيزة الأساسية في عملية الإصلاح الإداري وأول الغيث في عملية التغيير في الذهنية الإدارية والانطلاق نحو رؤيا جديدة للعملية الإدارية تستند على العمل المؤسساتي الذي يظلله القانون لذلك كان لابد من إعداد جيل الإدارة الجديدة إعدادا نظريا من خلال محاضرات نظرية يعطي فيها خيرة المدرسين في جامعات القطر وذوو الخبرة في المجال الإداري من أكاديميين ووزراء وخبراء ومختصين سوريين وأجانب أحدث ما توصلت إليه الأبحاث والدراسات في مجال الإدارة العامة وأهم تجارب الإصلاح الإداري في العالم, وعمليا من خلال عملية التدريب المستمرة في مؤسسات الدولة المختلفة حيث أولت إدارة المعهد الجانب العملي أهمية كبيرة لكي يتكون لدى الطالب رؤية متكاملة ويتمكن من الربط بين النظرية والتطبيق.
ولعل هذا الجانب العملي في الإعداد والتأهيل إذا ما أحسن الاستفادة منه وكان المدربون على قدر المسؤولية وأعطوا المتدرب عصارة تجربتهم الإدارية بكل موضوعية وشفافية سيكون العامل الأهم في تكوين الفكر الإداري الجديد القادر على إحداث التغيير المطلوب في إدارات الدولة المختلفة وسيكون النواة في عملية التطوير والتحديث وبناء الدولة الحديثة لما للتدريب من دور أساسي وفعال في صقل شخصية المتدرب من خلال انغماسه في العمل الجماعي وتعرفه على الواقع الإداري لمؤسسات الدولة من خلال الممارسة, ومراقبة العمل من الخارج واستنتاج العقبات والمشاكل التي تعاني منها الإدارة مكان التدريب ووضعها تحت المجهر واقتراح الحلول المناسبة لهذه العقبات أو تسليط الضوء على الايجابيات بغية تعزيزها والإفادة منها, فيكون بذلك قد أغنى تجربته وقدم الفائدة للمؤسسة أو الجهة التي يتدرب بها.