يقول بيتر دراكر أبو الإدارة العلمية: (إن الطريقة الوحيدة لإدارة التغيير هي صناعته وإبداعه). ولصناعة التغيير من وجهة نظرنا لابد على كل قائد للتغيير أن يحدد مفاصل التغيير أو أركانه الستة وهي: (الأفكار - الأشخاص - المواد - القوانين - الوقت - البيئة) ولابد أيضاً أن يحدد مستويات التغيير التي يرغبها وهي على النحو التالي:
1- التغيير على مستوى القشور: وهو تغيير سلوك ما أو خطأ ما ظاهري بسيط.
2- التغيير على مستوى السطح: والغرض منه تفعيل الطاقات وترتيب الأولويات عند الفرد أو المجموعة وهو أيضاً يركز على السلوك.
3- التغيير الضحل: وهذا يغير قليلاً من نفسية الشخص، وذلك بتعلم أنماط التفكير وتعلم بعض المهارات.
4- التغيير بالتحول: ويهتم هذا النوع بتغيير السلطة أو الإدارة أو الاستراتيجيات لكنه لم يصل لمستوى تغيير القناعات.
5- التغيير باختراق العمق الفكري: وهو وصول التفكير إلى مرحلة الإيمان بالأفكار والمبادئ بعيدة المدى.
6- التغيير السلوكي العميق: ويتم فيه تغيير الرؤية والتصورات والفلسفة ورسالة الإنسان في الحياة وممارسته الشخصية الخاصة أو العملية.
7- تغير الثقافة: حيث يتم فيه تغيير المبادئ والقناعات كسلوك جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد إسلامهم، حيث أصبح لا يحكمهم في تعاملهم مع الناس إلاَّ مبادئ الإسلام .
أما بالنسبة لإبداع القائد في التغيير فيجب عليه أولاً أن يتغير قبل ما يحاول أن يغيّر الآخرين لأنه إذا لم يتغير فسوف يدمر ويفشل، ويجب عليه أيضاً ان ينتبه للمتغيرات الصغيرة مبكرًًا لكي تساعده على التكيف وإنجاز المتغيرات الكبيرة لاحقًا.
ولا بد ان يخوض معركة التغيير تحت شعار: (من أجل البقاء) باستخدام وسائل ومعدات وأدوات عصرية ودير هذه المعركة على انها معركة المستقبل وهنا تظهر مهارات القائد في إحداث التغيير التي تتمثل في: (الحساسية بما حوله - الرؤية الواسعة الصائبة - الروح الإبداعية - التركيز على الاتجاه - التنوع - الصبر والمثابرة).
فالقيادة المغيرة هي التي تعلن التحدي، والتحدي برأي العالم (جون براون) ثلاثة أنواع: (ايجاد الرغبة في المشاركة - تجهيز التابعين بالقدرة والمعرفة - تمكين التابعين بالمسؤوليات والمعلومات والتفويض). وعلى القائد الناجح ان يحاول ان يلهم من حوله روح التغيير والحماس باستمرار؛ لأن الناس يودون لو تظل الأمور دائمًا على حالها معتقدين أن التغيير سيكون شرًّا لهم وخيرًا لغيرهم وإذا حاولت التغيير، وفشلت فإن السبب الرئيسي في ذلك يرجع لانك لا تدرك الفائدة من التغيير، ولا شك انك سوف تستمر في تأجيل التغيير طالما لم تصل إلى مرحلة الاقتناع التام بضرورته. أما إذا توفر لديك هذا الاقتناع بالتركيز دائمًا على العائد المجزي المتوقع بعد إنجاز التغيير فإن ذلك ولا شك سوف يدفع بك لإحداث هذا التغيير.
عزيزي قائد التغيير يجب ان تعلم ان:
- التغيير المادي أسرع من التغيير الفكري.
- الاحتكاك بالمتميزين يزيد فرص نجاح التغيير.
- التغيرات الكبيرة بحاجة لتصميمات وهمم كبيرة.
- يجب أن تعد قيادات تدير هذا التغيير بفعالية.
يجب أن تحدث تغيرات جوهرية وليست مظهرية.