يعني اصطلاح العولمة في مجال الأعمال عدم وجود حواجز إقليمية أو دولية بين دول العالم المختلفة، مما يسمح بحرية التبادل التجاري و الثقافي وحرية الاستيراد و التصدير، لتسويق المنتجات على مستوى أنحاء العالم المختلفة. و يزيد هذا من حدة المنافسة من ناحية، ومن المتطلبات عالية الجودة للمنتجات، من سلع وخدمات وإذا لم تستوعب المنظمات بصفة عامة وإدارة الموارد البشرية بصفة خاصة التغيرات المطلوبة نتيجة العولمة لن تستطيع أن تواجه المنافسة، فتفشل في تحقيق أهدافها، بل قد ينتهي وجودها في مجال الأعمال. لذلك يجب على إدارة الموارد البشرية الاهتمام بتنمية مواردها البشرية.
و من أولى المهارات التي يجب أن تُكسبها للأفراد هي مهارات اللغة حيث يجب أن يدرب الأفراد على اكتساب لغة الدولة التي يعملون مع أفرادها في منظمات متعددة الجنسية. فاللغة تعد عاملا أساسيا في نجاح الفرد في بيئة العمل الدولية، لأن اللغة هي أساس الاتصال. لذلك تلجأ كثير من المنظمات إلى إتباع أسلوب الاتصال متعدد اللغات، أي ترجمة أي شيء يتعلق بالأفراد إلى أكثر من لغة حتى يفهمها الأفراد من ثقافات مختلفة.
أيضا يجب أن تتأكد إدارة الموارد البشرية من تفهم الأفراد المكلفين بأداء واجبات ومهام في دول أخرى، لثقافة هذه الدول، أي فهم العادات و التقاليد و القيم و القوانين الموجودة و السائدة في هذه الدول، لأن الاعتبارات الثقافية من أكثر الأمور التي تحدد مدى نجاح الأعمال في بيئة العمل الدولية.
كذلك يجب أن تدرب إدارة الموارد البشرية أفرادها على اكتساب مهارات الاتصال وبناء الاستراتيجيات، وبناء فرق العمل، خاصة التي يكون أعضائها من ثقافات مختلفة وأيضا اكتساب مهارات حل الصراعات التي قد تنشأ من الخلفيات المختلفة لأعضاء فريق العمل. وأهم من ذلك تنمية مهارات مديري الموارد البشرية للتعامل مع أفراد من جنسيات مختلفة، وفهم أساليب وممارسات إدارة الموارد البشرية للتعامل مع أفراد من جنسيات مختلفة، وفهم أساليب وممارسات إدارة الموارد البشرية للدول المختلفة بما يسمح بتعديل وتطويع ممارساتها الحالية، لتتوافق مع الثقافات و الجنسيات التي تعمل معها.(1)
(1) راوية حسن، مدخل استراتيجي لتخطيط و تنمية الموارد البشرية، الإسكندرية، الدار الجامعية، 2002، ص ص 14-15.