تقييم التدريب فى مجال تكنولوجيا المعلومات
تاريخ النشر: 1998
المؤلف: د. أميمة كمال الدين الشاعر المصدر :مركز دراسات و إستشارات الإدارة العامة PARC
يسعى التدريب - بصفة عامة - إلى إمداد العاملين بالمهارات والمعارف المطلوبة كما يرنو إلى تعديل سلوكهم واتجاهاتهم على نحو يتوافق مع التطور الإدارى. ونشير هنا إلى أن هناك ثمة فارق دقيق يميز التدريب عن التعليم يكمن فى اهتمام التعليم بالجانب النظرى أكثر من الاهتمام بالتطبيق على الواقع العملى على عكس التدريب الذى ينحو أكثر نحو التطبيق العملى .
وتنبع أهمية التدريب فى الإدارة العامة - خاصة فى المجتمعات النامية - من دوره فى إعداد العاملين لمواجهة التحديات والمتغيرات المتسارعة ومنها التطور التكنولوجى. ولقد كان من أهم نتائج هذا التطور التكنولوجى انتشار استخدام الحاسب الآلى بشكل متزايد مثل وظيفة مدير نظم المعلومات، تلك التطورات التكنولوجية تستوجب من المديرين والعاملين ضرورة التدريب على كيفية إدارة قواعد البيانات.
لقد أصبحت صناعة المعلومات واحدة من الصناعات الرئيسية التى تهتم بها الدول المتقدمة حيث يقاس مدى تقدمها بما وصلت إليه فى صناعة المعلومات وبقدرتها على استخدام الحاسب الآلى. وهذا يتطلب التوسع فى صناعة البرامج التى يتوقع لها أن تنهض بأساليب العمل وطرق أدائه، حيث أصبحت تكنولوجيا المعلومات مكملة للوظائف الأساسية والتى تساعد على ممارسة العملية الإدارية: كالتخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة مما يساعد على اتخاذ القرارات الملائمة فى الوقت المطلوب باستخدام النماذج الحديثة فى هذا المجال المعلوماتى مثل الذكاء الاصطناعي ونظام خبير.
على الرغم من هذه الأهمية المتصاعدة إلا أن هناك قصوراً واضحاً فى الدول النامية فيما يتعلق باستخدام نظم المعلومات حيث يلاحظ على سبيل المثال أن هناك قلة فى عدد المبرمجين القادرين على صناعة البرامج المختلفة وتصميمها بلغة المستخدمين والمستفيدين حتى يسهل استعمالها بدلاً من استيرادها من الخارج بأموال طائلة. هذا علماً بأن توافر تلك الكوادر المؤهلة من المبرمجين فى الدول النامية يوفر الوقت والنفقات والجهد ويحقق السيادة العلمية لتلك الدول ويمنعها من التبعية للدول المتقدمة فى هذا المضمار. ومن هنا أصبحت الحاجة ماسة للتدريب فى تكنولوجيا المعلومات بأبعادها المختلفة مع تهيئة العوامل الملائمة لإدارة العملية التدريبية بما يتوافق مع الطبيعة المتغيرة والمتطورة لتكنولوجيا المعلومات.
هدف الدراسة:
تهدف هذه الدراسة إلى تحليل وتقييم طبيعة العملية التدريبية فى مجال تكنولوجيا المعلومات من خلال تصميم نموذج لتقييم كفاءة النظام التدريبى فى مجال تكنولوجيا المعلومات.
المنهج المستخدم فى الدراسة:
يستخدم فى هذه الدراسة منهج تحليل النظم حيث يتم تحليل وتقييم طبيعة العملية التدريبية وتحديد العوامل التى تؤثر عليها ونتائجها، على نحو يعتبر معه النظام التدريبى- الذى يمثل العملية التدريبية- كياناً متكاملاً له مدخلات تتمثل فى تحليل النظام التدريبى عن طريق تقدير الاحتياجات التدريبية، ويتم تحويل هذه المدخلات - طبقاً لمنهج تحليل النظم عن طريق عملية تصميم وتنفيذ البرامج التدريبية والتى تمثل تشغيل النظام التدريبى، وينتهى النظام التدريبى بالمخرجات التى تلبى الأهداف الموضوعة والتى تتمثل فى صيانة وتطوير النظام التدريبى بتقييم البرامج التدريبية، والذى من نتائجه يمكن إحداث تغيير فى المداخلات أو فى تحليل النظام التدريبى بإعادة تقدير الاحتياجات التدريبية كذلك فى التشغيل وذلك من خلال تعديل فى مكونات البرامج التدريبية. فالتدريب عبارة عن نظام تشغيل يحول المدخلات إلى مخرجات. وبعبارة أخرى، المتدربون كمدخلات يصبحون مخرجات، أى متدربين ذوى قدرات ومهارات ومعلومات جديدة ، وبذلك تصبح مخرجات النظام التدريبى الحالى- والتى تتمثل فى المهارات والقدرات والمعلومات التى أكتسبها المتدربون - مدخلات جديدة للنظام التدريبى التالى.
ويتأثر النظام التدريبى بمكوناته الفرعية ( تحليل وتصميم وتنفيذ وصيانة وتطوير النظام التدريبى) بالبيئة الداخلية له ، حيث أنّ التغيير الذى يتم إحداثه فى أحد المكونات يؤثر فى الآخر وبالتالى فى النظام التدريبى ككل ، ومن ناحية أخرى يتأثر النظام التدريبى بالبيئة الخارجية والتى تتمثل فى المجتمع المحيط بما فيه من قواعد وقوانين ومتغيرات . ويؤثر النظام التدريبى فى المجتمع بإمداده بالأفراد القادرين على ممارسة العمل بشكل أفضل حيث أنهم مزودون بالمعلومات والمهارات الأساسية الخاصة بالتعامل مع التكنولوجيا الحديثة.
تقسيم الدراسة:
تتناول هذه الدراسة بشكل أساسى نموذج لتقييم كفاءة النظام التدريبى من خلال تقييم العملية التدريبية بوجه عام وفى مجال نظم المعلومات بشكل خاص. و يحتوى الجزء الأول من هذا النموذج على الهيكل العام للنموذج والذى بدوره يتضمن الهدف منه وتوصيفه من حيث خصائصه الأساسية وأسلوب تطبيقه. أما الجزء الثانى فيشمل المراحل الأساسية للنموذج- والتى تتضمن مراحل العملية التدريبية - وتشمل تحليل النظام التدريبى من خلال تقدير وتنفيذ النظام التدريبى من خلال تنفيذ البرامج التدريبية. وصيانة وتطوير النظام التدريبى من خلال تقييم البرامج التدريبية.