يؤكد الكتاب أن موضوع السعادة في العمل يجب أن يؤخذ على محمل الجد، حيث أظهرت الأبحاث أن الموظفين السعداء يكونون ناجين في مجموعة من المؤشرات المختلفة مثل: الترقية، والحافز، والفعالية، بل حتى الحالة الصحية. كما أن الموظفين السعداء يساهمون في عملهم أكثر، ويبقون في شركاتهم فترة أطول، ويفضل الآخرون التعامل معهم.

إضافة إلى هذا، فإن السعادة ليست بالشعور الغامض أو الذي لا يمكن رصده، فهناك عديد من الاستراتيجيات التي يمكن أن يستخدمها الأفراد والشركات من أجل زيادة مستويات السعادة في أماكن عملهم. في المناخ الاقتصادي في العالم اليوم على كل من يعمل في شركة أن يستعين بهذا المعين الإنساني الذي فشل كثيرون في فهمه، هناك ثلاث مغالطات تمنع من أخذ السعادة في عالم الشركات على محمل الجد:

ـــــ تحتاج الشركة فقط لأن تهتم برأسمالها المادي أو قيمة أصحاب الأسهم، يرى مؤلف الكتاب أن هذه الفكرة تتجاهل حقيقة أن الشركة تحتاج إلى أن يكون أداؤها جيدا، لكي تحصد ثمار النجاح المادي، وهذا يتطلب ما هو أكثر من مجرد الرأسمال المادي. باختصار يعد الرأسمال المادي جزءا من نتاج الرأسمال البشري، وهو قدرة موظفي المؤسسة على أداء وظائفهم. يحدث هذا عندما يكون كل من الموظف والبيئة المحيطة به متوافقين مع بعضهما في نظام عمل جيد. ومن ثم، فإن الرأسمال البشري يعتمد على العاملين الآخرين واللذين يمكن أن نطلق عليهما الرأسمال الاجتماعي والرأسمال النفسي. أما الرأسمال الاجتماعي فهو قوة علاقات العمل في المؤسسة، ووحدة الهدف والقيم بين الموظفين أي أنها تتعلق بقوة الفريق.

ـــــ السعادة تساوي الرضا الوظيفي: الحقيقة هي أن الرضا الوظيفي لا يقيس كل ما تتضمنه سعادة الموظف المعاصر، إضافة إلى هذا، فإن السعادة هي شيء يكون الموظف نفسه أحيانا مسؤولا عنه؛ فلا بد أن يتعاون مع مكان العمل لتحقيق هذا الهدف.

ـــــ تتحدد سعادة المرء بالجينات التي يحملها، ومن ثم ليس لناس قدرة على تغيير كونهم سعداء أو تعساء، في الواقع تشير الأبحاث إلى سيطرة المرء على قدرته على السعادة. ومن هنا يأتي التعريف الذي يضعه مؤلف الكتاب للسعادة وهو: إن السعادة هي طريقة تفكير تسمح للمرء بأن يقدم أفضل ما يمكنه من أداء ويستغل أفضل ما لديه من إمكانات.

تشير هذه النقاط إلى أن السعادة في مكان العمل هي بالفعل مسألة مهمة للشركات التي تسعى للنجاح، خاصة في أوقات الاضطرابات وفي العالم الذي يتغير بإيقاع سريع. فالسعادة تتعلق بالعمل وهي مفهوم لم يتم توضيحه بدرجة كافية حتى الآن.