السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

القيادة فرع من علم الإدارة...
القيادة والإدارة مصطلحين مختلفان تماماً،..

.. حيث يمكن أن يكون القائد مديراً ولكن ليس كل مدير يصلح أن يكون قائداً، فالقيادة غالباً تهتم بالمستقبل وبالرؤية والتوجهات الإستراتيجية والتحفيز وشحذ همم العاملين في المنظمة، فهي تركز على العلاقات الإنسانية والعاطفة وتمارس أسلوب القدوة والتدريب.. الخ، فالقيادة تهتم بالكليات أي اختيار العمل الصحيح. أما الإدارة فعكس القيادة، فهي تهتم بالوقت الحاضر، وذلك من خلال عمليات التخطيط والتنظيم والتوجيه والإشراف والرقابة، وتركز على المعايير والإنجاز وإتقان الأداء والنتائج الآنية وحل المشكلات والاهتمام باللوائح والنظم واستعمال السلطة... الخ، فالإدارة تركز على المنطق وتهتم بالجزئيات والتفاصيل أي اختيار الطريقة الصحيحة للعمل.

إن القيادة والإدارة كلاهما مهمان للمنظمة، فالقيادة بدون إدارة تجعل المنظمة تعيش في عالم التخطيط للمستقبل، وإهمال للوضع الحالي والشئون اليومية للمنظمة الذي يُحتاج إليه للوصول للأهداف المستقبلية، كما أن الإدارة وحدها بدون قيادة يجعل المنظمة تركز على الأحداث اليومية فقط، والتي تشغل الوقت عن التفكير والتخطيط للمستقبل وتحقيق الأهداف المرجوة. ومن جانب آخر نجد أن أسلوب الإدارة بالرئاسة يعتمد على الإكراه والتسلط استناداً إلى سلطة أو نفوذ أو قانون، في حين أن أسلوب الإدارة بالقيادة يعتمد على القدوة والمعاملة الحسنة والخلق الرفيع في التعامل مع الآخرين، وليس سلطة التسلط والأمر والنهي كما هو شائع لدى البعض بدون وعي لمعنى القيادة.
أي فرد يستطيع تعلم علم الإدارة، عن طريق الدراسة في الجامعات والمعاهد المتخصصة التي تقدم الدورات التدريبية، ولكن نجد أن هناك سؤالاً يطرح نفسه، هل يمكن للشخص تعلم فن القيادة؟ وللإجابة عن هذا السؤال انقسم الباحثون إلى فريقين؛ فريق يرى أن القيادة موهبة فطرية تولد مع الشخص، فهم يولدون كقادة، ومن هؤلاء وارين بينيس الذي يقول إنك لا تستطيع تعلم القيادة، أما الفريق الآخر فيرى أن القيادة مهارة كأي مهارة أخرى يمكن أن تكتسب، ومن هؤلاء بيتر دركر الذي يقول يجب أن تتعلم القيادة، وباستطاعتك أن تتعلمها، أي أن القادة يصنعون أنفسهم من خلال عملية مستمرة من المعرفة والتعلم والخبرة والتدريب. ولعل الاعتقاد السائد بأن القيادة تنقسم إلى جزأين هو أقرب للصواب، جزء يمكن تعلمه وإتقانه، وهو الجزء الذي غالباً ما يتعلق بمهارات التواصل والتخاطب، والنظريات الإستراتيجية والأساليب القيادية المختلفة، وكلها أمور يمكن تعلمها في المعاهد والمراكز والجامعات في دورات تدريبية طويلة أو قصيرة، وجزء آخر يكون موجوداً بالفطرة في الشخص نفسه، وهذا الجزء هو الذي لا يمكن تعلمه أو اكتسابه أو التظاهر بوجوده، وهو المتعلق بسرعة البديهة والعاطفة والمشاعر والاهتمام بالعاملين، ولاشك أن هذه الصفات هي التي تصنع القائد وتحبب الناس فيه فيسهل عليهم اتباعه، لذا نجد أن الجزأين السابقين مكملين لبعضهما البعض وبدونهما لا يمكن أن ينجح القائد وتكتمل شخصيته القيادية.