الموضوع: تابع (3) حل المشكلات الإدارية بطريقة إبداعية - ( الإستراتيجية الثانية إيجــاد الحقيقة )

تابع (3) حل المشكلات الإدارية بطريقة إبداعية - ( الإستراتيجية الثانية إيجــاد الحقيقة )

تحدثنا سابعاً عن الخطوات الثمانية الإستراتيجية لحل المشكلات 0 وسوف أقوم بالتذكير بها مره أخرى : -
(1) إيجاد المشكلات (2) إيجاد الحقائق (3) تعريف المشكلة (4) إيجاد الأفكار
(5) التقييم والانتقاء (6) الخطـــة (7) القبـــــول (8) الفعـــل
وتعرفنا على الخطوة الأولى لإيجاد المشكلة وألان سوف يتم شرح الخطوة الثانية من استراتيجيات حل المشكلات بطريقة مبدعة وهي :
(2)إيجـاد الحقيقــــــــــةFact Finding
إن إيجاد المشكلات الهامة والجيدة بهدف حلها يعني مجرد توقع واستشعار فرص للتنمية والتطور ، فالشيء البعد من الفرصة هو أن تكشف النقاب عن اكبر كم ممكن من المعلومات والبيانات وهذه الخطوة تسمى إيجاد الحقائق .
والموظف الواعي والمتفتح عليه أن يعرف كم هائل وشامل وغير منحاز من المعلومات والبيانات عن المواقف إلي قد تبدو غير منظمة بدلاً من أن يقع في الخطأ الكبير ويقفز مباشرة إلى الحلول ، فهناك فرق كبير بين المواقف العشوائية والمشكلات المحددة تحديداً جيداً والجسر الذي يوصل بينهما هو إيجاد الحقائق .

وعند صياغة الشكل النهائي للمشكلة عليك أولا أن تمر بسبع استراتيجيات أساسية مكونة لعملية إيجاد الحقائق وهي :
· ابحث عن الحقيقة ذات الصلة في مختلف الاتجاهات .
· استخدم وجهات نظر متعددة .
· انتبه احذر لا للافتراضات .
· تجنب الاتجاه السلبي نحو المشكلة .
· تبادل المعلومات .
· قل ما تفكر فيه .
· انظر للحقيقة كما هي وليست الحقيقة التي تؤكد رائك .

وهنا بالتأكيد لا بد من شرح ولو بسيط للتعرف على هذه الاستراتيجيات

(1) ابحث عن الحقيقة ذات الصلة في مختلف الاتجاهات .
عليك أن تؤجل أحكامك وان تخضع تفكيرك للمنطق ، فمثلا إذا توافرت لديك المعلومات المتعلقة بموقف معين فلا تقل نعم إنني اعلم الحقيقة فلنتصرف على هذا الأساس ، ولكن المطلوب أن تذهب إلى ما هو ابعد بكثير من الحقائق الواضحة وتعثر على حقائق أخرى ولو قصاصات مبعثرة . اسأل عن كل ما يدور في ذهنك مهما كان ، وأعلم أن إدراك وجود فرص والمشكلات جديدة أمر كافي لبدء العملية كما أن المشكلة في بدايتها قد لا تشبهها في نهايتها، وبعد البداية تبدأ مرحلة البحث عن الحقائق والفرص والمشكلات الجديدة وكلما فتحت أفاقك لذهنك على مصراعيهما وسمحت بدخول اكبر كم من المعلومات كلما تطورت وأثريت نتائجك ومخرجاتك النهائية ، لذا انظر إلى المشكلة من عدة زوايا فسوف يكون لديك رؤية مفيدة ومختلفة .

(2) استخدم وجهات نظر متعددة .
كل منا يرى الحقائق من منظوره الشخصي بناء على خبراته ومعرفته المكتسبة وميله الشخصي ، ولكن حل المشكلة في مجموعة يتيح الفرصة للاطلاع على وجهات نظر وأراء متباينة لان أفراد المجموعة يحفز كل منهم الأخر وبالتالي يتسع مجال المناقشة ويتعلم كل منهم أن يضع نفسه مكان الأخر ويشترك معه في الحل .

(3) انتبه احذر لا للافتراضات .
الفشل في تجنب الافتراضات يؤدي إلى إعاقة جهود البحث عن الحقائق فنحن قد ندعي أو نفترض معرفتنا بطبيعة المشكلة وملابساتها ، وقد نذهب إلى تفسيرات ابعد ما تكون عن الصواب لأننا قد نتعامل مع المعلومات الخاطئة على أنها حقائق .

(4) تجنب الاتجاه السلبي نحو المشكلة .
إذا اعتبرت أن المشكلة شيء سلبي فإن هذا المفهوم يخفض حافز الإبداع بداخلك اتجاه حلها وسوف يحد من قدرات على البحث عن الحقائق ، حيث تبدأ البحث عن الحقائق السلبية فقط ولن تعرف المشكلة بشكل صحيح ، لذا فلا تعتمد على انطباعك الأول عن المشكلة بل اقنع نفسك بشعور ( أنا استطيع أن أفعل ) فسوف يساعدك ذلك على التفكير في معلومات ووجهات نظر أخرى ، والنتيجة قد تكون وجهة نظر جديدة أو تعريف جديد وتوجيه جديد يؤدي إلى حلول جديدة .

(5) تبادل المعلومات .
لكي تزداد القدرة على الإبداع والابتكار على الأفراد والمنظمات أن يشجعوا تبادل المعلومات ، فأنت لا تستطيع أن تحدد أو تحل مشكلة مع غياب المعلومات المرتبطة بها ، لكي تزداد القدرة على الإبداع والابتكار وعلى الأفراد والمنظمات أن يشجعوا تبادل المعلومات ، كما أن نقص الثقة بين الأفراد يعوق عملية إيجاد الحقائق ، لذا يجب أن يكون هناك ثقة تامة بين الموظفين بعضهم مع بعض وتقديم بيانات ومعلومات صحيحة حتى لا يصدر خطط وحلول خاطئة .

(6) قل ما تفكر فيه .
إذا قدمت معلومات وأفكار تعكس ما يدور بذهنك بوضوح فإن فرق العمل يريد أن يستمع إليك لأنك تلفت أنظارهم برؤيتك الجيدة ، حيث انك ترى الأشياء بشكل أوضح من الآخرين وبالرغم من ذلك فهناك من يفهم أن العكس هو الصحيح ، بمعنى أنه ما دام لا احد يرى ما أراه إذن فأنا لست على صواب ولكن لكي تحدد المشكلة بدقة عليك أن تقضي على هذا الشعور وان تشجع وتشجع الآخرين على تقديم المدخلات والتعامل بعقل متفتح .

(7) انظر للحقيقة كما هي وليست الحقيقة التي تؤكد رائك .
ركز في عملك على ما هو الصواب وليس على من على صواب ، فبعدم التركيز على الذات يمكن للناس وبسهولة الحصول على وجهات نظر مختلفة وحقائق مفيدة

ستة أسئلة تساعدك على إيجاد الحقيقة
1 - ما الذي تعرفه أو تعتقد انك تعرفه عن المواقف غير الواضحة ؟
2 - ما الذي لا تعرفه عن هذه المواقف وتود أن تعرفه ؟
3 - لم يمثل هذا الأمر مشكلة بالنسبة لك ؟
4 - ما الذي فكرت فيه أو حاولت ؟
5 - إذا كانت هذه المشكلة في طريقها إلى الحل فما الذي ستحصل عليه وليس لديك الآن ؟
6 - ما الشيء الذي تفترضه صحيحاً ولم يكن عليك أن تفعل ذلك ؟
هذه الأسئلة الستة ليست ذات مفعول سحري ولكنها ببساطة تقود إلى أسئلة أخرى عديدة فالمؤكد أن منظمتك تستخدم العديد من أساليب إيجاد الحقائق مثل قياسات مراقبة الجودة ووثائق تدفق العمل والبحوث واستطلاعات الرأي ، ولكن عليك أن تستخدم هذه الأسئلة لتحصل على معلومات أكثر وابعد مما تتوصل إليه الأساليب السابقة ولتضمن هذه المعلومات داخل عمليات توجيه الإبداع بداخلك .

اجب عن الأسئلة إجابة صريحة وبسيطة ومباشرة ومكتملة في ذات الوقت ، فسوف تجد الإبداع الذي بداخلك يظهر ويحلل ويقترح ويصل إلى حلول غير متوقعة بالنسبة للآخرين .
ولكن احذر .. لا تقلل من أهمية مرحلة إيجاد الحقائق فيه أصعب مما قد تتخيل وممكن تشبيها بالصورة الغامضة إلي يمكن وضع عشرات التفسيرات لها ولكل فرد أو مبدع رؤيته تجاهها .

والآن دعني أتركك تصرح بخيالك بفكرتين أساسيتين :
الاولى : أن إيجاد الحقائق يعد جزءاً هاماً وحيوياً وفعالاً في عملية الإبداع .
والثانية : إن اغلبنا يحتاج إلى تنمية مهاراته في عملية إيجاد الحقائق بدلاً من أن
يتعامل معها على أنها أمور مسلم بها .


ü بالرغم من أن كلمة ( مشكلة ) تبعث في النفس معنى سلبياً إلا أن المشكلات هي بداية عملية الإبداع والابتكار .

ü إيجاد الحقائق هو الجسر الذي يربط بين إيجاد المشكلة وتحديدها من خلال السبع استراتيجيات .

ü وجود الأسئلة المفيدة يساعد في كشف الحقائق الهامة عن المشكلات وهذه الحقائق قد تعبر عما هو ابعد وأعمق لحلول جذرية .

ü تجنب إصدار الأحكام العاجلة أثناء جمع الحقائق ثم قم بتقييم هذه الحقائق حتى تستطيع تجنب انتقاد من لا يقدم فكرة مبدعة .


سوف نتحدث لاحقا إن شاء الله عن الإستراتيجية الثالثة
تحديد المشكلة Problem Definition .

الله من وراء القصد والفائدة للجميع .. وتقبلوا تحياتي .