قصة رائعة وأود أن أشارك بقصة لها نفس المعني هي قصة النملة حيث ضرب الله لنا مثلًا عجيبًا يلفت أنظار الناس ففي سورة النملذكر قصة النمل مع سليمان، يقول سبحانه:{وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَجُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْيُوزَعُونَ[17]حَتَّى إِذَاأَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوامَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لايَشْعُرُونَ[18]} [سورة النمل].
حينما نتأمل فوائد هذه القصة وما يجب أن نتعلمه من النملة يتضح لنا التالي:
أولاً: هي شعرت بالخطر المحدق بقومها، فلم تهتم بنفسهافقط، وتذهب، بل حملت هم قومها.
ثانيًا: لم تهتمفقط بمن حولها من مئات النمل، ولكنها تجاوزت ما هو أكثر من ذلك فإذا هي تنادي جميعالنمل{ يَا أَيُّهَاالنَّمْلُ} تنبههمللخطر القادم. ولا حظواأنها ما احتقرت نفسها، ما قالت: ما قدري فيهذا المجتمع، فالنمل كثير جدًاف لكنها رأت أن عليها واجبًا يجب أن تقوم به، فقامتبه.
ثالثًا: الجيشكبير: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَجُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْيُوزَعُونَ} فما ضعفتلما رأته، ولكنها قامت بما يجب عليها.
رابعًا: هذه النملة تعتذر عن سليمان وجنوده،فتقول:{ وَهُمْ لايَشْعُرُونَ}. فحذرت من الخطر مع أنها أمام أمة لا تريد بهاشرًا، فنحن أولى بالتحذير فجيوش الباطل هذه تريد بنا شرًا واضحًا، فلا يريدون بقاءالإسلام، يحسدون هذه الأمة على ما هي فيه من استقامة وطهر وعفاف{ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَكَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَسَوَاءً...[89]}[سورةالنساء]. و{ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِالْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْعِنْدِ أَنْفُسِهِمْ...[109]}[سورةالبقرة]. هكذا أخبرالله جل وعلا.
فهذه نملة عجيبة، لها همّة، عندها اهتمام ليس عند كثيرمنّا.