الكاتب : محمد عيد رباعالمصالح وطرق بناءها
لا ينكر احد منا ان اعمالنا مبنية اساساً على مصالح نبغى الوصول اليها وان الاهداف التي نضعها لتحقيق ذاتنا هي في مجملها لا تتعدى مفهوم المصلحة فقيامنا والتزامنا بمعتقداتنا الدينية وتطبيق ما جاء من امر او نهي في شرعنا انما هو منبثق من بحثنا عن كيفية نيل رضى الله وهذه مصلحة نحترمها ونسعى لها كل بطريقته وفي الوقت الذي يهتدى فيه فالصلاة والزكاة والحج وغيرها من الشعائر الدينية اذا ما قام بها الانسان فانه ينتظر ان تكون الجنة مصيره ومن منا لا يرغب بالوصول لها اذا هنا تكمن مصلحتنا .
وفي الجانب الخر المصالح الدنيوية فمنها ما هو مبني على اسس سليمة لا اساس له وانما الهدف والغاية تبرر الوسيلة ومن يسعى لتحقيق اهدافه ومصالحه بغض النظر عن الاساس وطرق الوصول فلا يهمه القيم الحياتيه
ولا المبادىء العامة فيسعى دائما لبناء تحالفات لتحقيق مصالحه ولكن يجب عليه ان يدرك ان هذه التحالفات ستنتهي بانتهاء المصالح وان القوة في بناء تحالفات على اسس سليمة ومرتبطة بالقيم الحياتيه الاجتماعية هي التي تحقق الاستدامة والعلاقات تستثمر ولا تستغل فيها عالما بان الكثير منا يستغلها لتحقيق مصالحه وينطوي على ذلك متاعب نفسية لمن يتمتع باحساس ولمن يتمعن بنظرات المحيطين به .
فالمصلحة : عبارة عن منفعة تعود على الشخص باحدى صفاته الاعتبارية او الشخصية نتيجة ممارسة عمل ما ويحقق من خلالها مكسبا ماديا او معنويا .
اما المصلحة العامة فتعود بالنفع على العام وهي قيمة اجتماعية .
طرق بناء المصالح :-
هنالك مجموعة من الطرق التي يمكن استخدامها لبناء المصالح فمنها ما يبنى على اساس سليم ومنها ما يبنى على اساس غير سليم وهنالك طرق انية واخرى بعيدة المدى فمنها ما هو مشروع ومنها ما هو غير مشروع ونبني مصالحنا على العديد من الاسس منها :-
1- بناء المصالح على اساس التلاقي بالاهداف (مصالح مشتركة )
2- بناء المصالح على اساس المنفعة الشخصية
3- بناء المصالح على اساس المنفعة العامة
4- بناء المصالح على اساس حزبي او فئوي
5- بناء المصالح على اساس قومي او عشائري
6- بناء المصالح على اساس الاستدامة
ولكي نصنف المصالح الى ايجابية او سلبية لا بد لنا من ادراك الاهداف التي نسعى لتحقيقها من خلال التنظيم الرسمي او غير الرسمي او العشوائي ولا بد من الربط بين تاريخ الشخص الذي يسعى لتحقيق مصالحة وبين واقعه الحالي لذا يمكننا ادراك وتصنيف المصالح من خلال معرفة التاريخ وكذلك السمات الشخصية للشخص المعني وخلفيته المادية والمعنوية مع ضرورة ايماننا بحق الجميع في تحقيق ذاته .
دعونا نستقرء او نتناول حالة يسود فيها الطابع الفردي المستند الى الاستغلال :
هنالك رئيس مؤسسة يعمل بموجب مفهوم التوازن في اصدار الاحكام وبناء التحالفات الاجتماعية من اجل البقاء في مركزه لاطول فترة زمنية هذا التوازن ادعاء يمسك العصى من المنتصف وعلى نفس المسافة من جميع الاقطاب الجتماعية والسياسية ذات العلاقة بالمؤسسة التي يديرها علما بانه لا يتمتع باي موقف فاذا ما تحدث أي من الاقطاب فعادة ما يجيب بكلمة ممكن وهو يتلاعب على التناقضات ولا يتصف بصفات القائد لكنه بقي في مركزه عدة سنوات مستغلا تلك التناقضات متلاعبا عليها وغير قادر على اتخاذ قرار يتعامل مع الاطراف المعنية متذلا احياننا ومتنكرا احيانا يدعي الشفافية والنزاهه بدليل انه يستورد الافكار من اقطاب المجتمع ويطبق رغباتهم في الاطاحة بالقيادات داخل مؤسسته معلا ذلك بضرورة ارضاء احد الاطراف وايضا بقناعته الادارية التي تتغير بتغير عقارب الساعة .
فاذا ما اردنا ان نتعرف على هذا الشخص ان كان مستغلا ام لا فلا بد من الاجابة على الاسئلة التالية :
· هل تكمن مصلحته في استغلال التناقضات والتلاعب عليها ؟
· هل هو مستغل ام ذكي ؟
· هل التغير وعدم الثبات مصلحة ؟
· وهل سياسة استيراد الافكار لارضاء اقطاب المجتمع مصلحة ؟
· وهل مسك العصى من المنتصف قيمة او وسيلة ؟
· هل التذلل والتنكر للاخرين سبيل نحترمه لتحقيق مصالحنا ؟
ان الاجابة على هذه الاسئله( بنعم او مستغل او وسيلة) تدفعنا لتحديد طبيعة هذا الشخص بالمستغل والاجابة على اساس الاحتمال الاخر وهي( لا او ذكي او قيمة ) لها مدلول ايجابي ولكن ليس بالمطلق .
من خلال تصورنا لهذه الحالة نستطيع ان نقول ان هذا الشخص صاحب مصلحة خاصة ويستخدم اسلوب الغاية تبرر الوسيلة ولا يستند الى القيم الحياتيه وهو مستغل ...........
وفي العادة نسعى لتحقيق مصالحنا انطلاقا من احدى الاسباب المذكوره ادناه والتي لا تخرج عن الجوانب الاجتماعية او الاقتصادية او السياسية :-
1- الطموح والرغبات في القيادة
2- الحاجة الى القوة (تحقيق الذات)
3- النقص وتعقيداته
4- قلة الخبرة او الجهل
5- الحاجة الى الرعاية
6- الحاجة للمال
7- احداث التوازن
8- الحاجة للتاثير الجتماعي والسياسي
9- الانتماء
10- الحاجة للعدل والمساواة
11- التمثيل
12- النسب والجذور
ولكي نبني ونحقق المصالح التي نريد لا بد من وجود قائد يستطيع رسم واعداد الخطط التي توصلنا الى اهدافنا ولا بد من وجود وسائل وادوات مادية ومعنوية فكرية موجهه لاستقطاب اصحاب المصالح المشتركة وعلى المايسترو ( القائد )ان يوزع المهام ويبذل الجهد من اجل اقناع اكبر قدر ممكن الناس بضرور العمل المشترك .
وطرق بناء المصالح تتمثل في استخدام الوسائل التالية وهي بمثابة طرق يمكن البناء عليها :-
1- استخدام العناوين العامة :- وبهذه الطريقة يمكن استقطاب وحشد الكثير من ذوي المنفعة الخاصة وذلك لاشتركهم في نفس المعاناة او المنفعة .
2- التوعية والتثقيف يمكن العمل بها من خلال توعية مجموعة من الناس لوجوب الانتماء والمشاركة الفاعلة مع بعضهم البعض للوصول الى الحالة التي يريدونها .
3- صقل وبناء افكار تتناسب وحاجة الناس .
4- معرفة ما يؤرق ابناء المجتمع والعمل على استبعاده وتوفير سبل الراحة لابناء المجتمع بموجب اجندات عامة .
5- معرفة مكامن الفساد والعمل على تصحيحها بعد نشرها وتعميمها على ابناء المجتمع .
6- ادراك مفهوم التغير ومقاومته والقدرة على قيادته .
وهنالك العديد من الافكار التي تصلح كوسائل يمكن من خلالها بناء المصالح التي تستند في مجملها الى خصوصية المجتمعات واهتماماته .
وللموضوع بقية