تعتبر نظرية (جزء من الانسان) من النظريات الحديثة في المجال الاداري، فهي محاولة لفهم سبب عجز المديرين والمؤسسات عن تشجيع الموظفين على التبرع بأفضل مالديهم من مواهب ومساهمات, تقوم هذه النظرية على مفهوم (الموظفون يملكون خيارات) فهم يقرون بشكل واعٍ أو غير واعٍ كم سيعطون من أنفسهم لعملهم, اعتماداً على الطريقة التي يعاملون بها, وعلى فرصهم في استخدام الاجزاء الاربعة المكونة لطبيعتهم (الجسد والعقل والقلب والروح). في كتابه العادة الثامنة يؤكد ستيفن كوفي على وجود ستة خيارات اساسية تحكم سلوكيات الموظفين في بيئة العمل تتراوح ما بين التمرد أو ترك العمل إلى الاثارة الخلاقة. الخيار الأول: التمرد أو ترك العمل: وهو خيار الموظف الذي لايعامل بعدل مع وجود الكثير من الالاعيب السياسية في مؤسسته وتغلغل المحسوبية فيها, وعدم رضاه بشكل مباشرعن راتبه. الخيار الثاني: الطاعة الحاقدة: وفيه يعامل الموظف بعدل من حيث الراتب, لكنه لايعامل بلطف أي أنه لايعامل باحترام, حيث تختلف معاملة مديره له من وقت الى آخر بحسب مزاجه, وعليه فإن الموظفون يقومون بالعمل لكنهم يتمنون فشله. الخيار الثالث: المطاوعة عن طيب قلب: يعامل الموظفون بعدل من حيث الراتب, وبلطف, ولاكن لايتم الاستأناس بآرائهم, أي يتم تقدير أجسادهم (الراتب) وقلوبهم (المعاملة بلطف) ولكن ليس عقولهم, فخيارهم المطاوعة وتقديم التنازلات المستمرة حتى الوصول الى وقت يفقد الموظفن رغباتهم في أبداء أي آراء. الخيار الرابع: التعاون المبتهج: العدل من حيث الراتب والمعاملة بلطف والمشاركة في الابتكارات (العقل), ولكن يتم الطلب من الموظف أن يحفر حفرة ثم يعيد ردمها, أو أن يعبأ تقارير لا أحد يراها أو يستخدمها, ففي هذا الخيار تغييب للروح, وافقاد الموظف لرغبته بالابتكار والابداع. الفكرة الاساسية من هذه الخيارات هي إذا تم أهمال أي من الاجزاء الأربعة المكونة لطبيعة الانسان, فإنك تحول الأشخاص إلى أشياء وتعاملهم كما تعامل الأشياء, أي تتحكم بهم وتديرهم وتستخدم طريقة العصا والجزرة لكي تحفزهم. لكن السؤال الجوهري في هذا المجال هل يمكن أن ينتقل الموظف من خيار إلى آخر......