كاتب المقال مهندس: محمد عطية عبد الكريم إدريس

مقـــــدمـــــة: عزيزي القارئ – نعلم جميعا أهمية تطبيق الجودة ومن هذا المنطلق نبدأ بشرح في غاية الأهمية عن احد أدوات تطبيق إدارة الجودة الشاملة وهو القياس المقارن أو ما يطلق علية "BANCH MARKING "عزيزي القارئ – تخيل انك مشترك في سباق للعدو مائة متر مثلا ويتنافس
معك مجموعة من المتسابقين منهم من هو له تصنيف عالمي أو حائز على جوائز أخري لسباقات من هذا المثيل أو يتميز بمزايا أخرى أنت تعرفها أو تعلم عنها بعض الشيء وبالطبع أنت تريد أن تحقق انتصار وتفوز على جميع من يتنافس معك في هذه المسابقة لتربح كل أو بعض المكاسب حسب قدراتك فى تحقيق الفوز!! فماذا عليك أن تفعل في هذه الحالة ؟!! ما هي استعداداتك ؟!! فإذا كنت صاحب شركة أو من يعمل في مجال إدارة الجودة – فعليك التفكير في أن شركتك لابد لها أن تكون ضمن ترتيب متقدم بين منافسيها سواء في الداخل أو الخارج، ولكن كيف يتحقق ذلك؟!! تعريف القياس المقارن التنافسي أوCompetitive Bench Marking) ): يعتبر القياس المقارن عملية مستمرة لجمع المعلومات المخابراتيه القيمة عن المنافسين بغرض تحديد وقياس الفجوة أو الفرق بينهما في المستوى داخليا أو خارجيا وذلك بهدف التحسين و التطوير المستمر في المنظمة لكسب عملاء جدد وفتح أسواق جديدة. أهمية القياس المقارن:

  • استخدامه كطريقة لحل مشاكل المنظمة.
  • الإبقاء على الأداء الايجابي والتخلص من السلبيات في المنظمة.
  • يعتبر بوصلة المنظمة لتحديد اتجاهها في الاستمرار و التحديث الدائم.
  • إنتاج معلومات وحقائق تستفيد منها المنظمة.
  • بث روح التعاون و المشاركة بين أعضاء المنظمة أو فرق العمل لتحقيق أهداف أو انجازات على كافة المستويات.

كما أن نتائج الدراسات من هذا النوع من الممكن أن تحقق مكاسب كبيرة جدا لآي منظمة إذا تم تنفيذها بدقة عالية.أنواع القياس المقارن:عزيزي القارئ أي نوع من أنواع القياس المقارن يحظى منك بنصيب الأسد من الاهتمام هل هو مقارنة منتجاتك بمنتجات(الخدمة/المنتج العيني) المنافسين أم نظام العمل لديك و نظام العمل لدى المنافسين... هناك العديد من مشاريع القياس المقارن يمكن لمسئولي الشركات أن يعملوا عليها لتحقيق مركز متقدم بين المنافسين وهى تتلخص في المحاور الآتية:

  1. المنتجات و الخدمات
  2. العمليات
  3. الأنشطة المساعدة
  4. الأداء التنظيمي
  5. الاستراتيجيات

وبعد تحديد المحاور الأساسية لأنواع القياس المقارن علينا الآن أن نحدد - ما هى المساحة التي تجرى عليها عملية القياس المقارن؟
· داخليا: بمعنى البحث عن أفضل أداء لنشاط محدد داخل المنشأة أو خارجها بمثلها على مستوى الدولة.
· خارجيا: بمعنى البحث عن أفضل أداء لنشاط محدد لمنشأة بمثلها على المستوى الدولي.
· تنافسيا: بمعنى البحث عن أفضل ممارسات لنشاط محدد يوجد في مختلف أنواع المنشآت على مستوى العالم. و للتوضيح إليكم بعض الأمثلة على سبيل الذكر لا الحصر:
(1) تقدم شركة (X) منتج غير قادر على المنافسة و تحقيق مكانه في السوق المحلي وتبحث الشركة حاليا عن الشركات التي تقدم نفس المنتج في السوق المحلي ولكن بمزايا ومستوى يجعله الأول في جمهوريه مصر العربية.
(2) يوجد داخل شركة (X) قطاعات أو أفراد تؤدي ما يطلب منها في زمن قياسي وبالبحث تبين انه موظف مسئول في إدارة الجودة وترغب الشركة (X) في نشر هذا النهج في باقي الإدارات الأقل في المستوى.
(3) يوجد على مستوى العالم 10 شركات تعمل في صناعة(...كذا.....)، و تحتل شركة (X) المركز الثامن وترغب الشركة في الصعود للمركز الأول على العالم لذا قرارات الشركة إعداد دراسة قياس مقارن شاملة عن المنافسين السبعة من حيث الترتيب.
(4) بعد استطلاع رأى قامت به شركة (X) لصناعة السيارات من الصين عن أفضل تصميم سيارة لعام 2010 تم تنفيذه تبين أنها شركه(XYZ) من أمريكا لابتكار تصميمات السيارات وقد تم بيع هذا التصميم لشركه (XX) في ألمانيا لذا حاليا شركة (X) تعد مشروع للتعاون مع شركة(XYZ) بعد النجاح الذي حققته شركة(XX) من التعامل معها.
(5) حدد الخبراء أن شركه( Z) في مجال صناعة البرمجيات - أفضل شركه لديها ممارسات و أنشطة تسويقية في العالم لذا تعد شركة (X) في مجال صناعة البرمجيات بحث قياس مقارن عن شركه (Z) لتنشيط قطاع التسويق لديها.الأهداف العامة للقياس المقارن:
· البحث الدائم عن أفضل أداء بصفه عامة
· وضع خطط إستراتيجية بعيده أو قصيرة المدى
· التنبؤ بالاتجاهات الحديثة في مجال النشاط
· توليد أفكار جديدة واكتساب خبرات ومهارات باستمرار
· مقارنة المنتج/ العملية/..../ الخ الحالي بأفضل أداء لدى المنافسين لتحقيق مميزات تنافسية.مراحل عملية القياس المقارن:تمر عملية القياس لمقارن بخمس مراحل كما يلي:
1- تحديد ما سيتم مقارنته قياسيا.
2- إنشاء فريق العمل.
3- التعرف على الشركاء.
4- جمع وتحليل المعلومات.
5- اتخاذ الإجراءات اللازمة.
الخاتمة:
عزيزي القارئ..بعد التعرف بشكل موجز عن القياس المقارن كأحد أدوات إدارة الجودة الشاملة التي تستخدم في تحقيق ميزة تنافسيه على كافة المستويات يبقى لنا التركيز على فاعلية هذه الأداة ودورها الهام في النهوض بحال ألامه العربية إلى التميز، ولعل أول من استخدم هذا الأسلوب هي شركه زير وكس في الثمانيات وذلك عندما عقدت ندوة حول القياس المقارن وكيف قامت بتحديد الفجوة بينها وبين المنافسين ولذا وضعت المعايير و المقاييس لتضيق و سد هذه الفجوة في الأداء ببعض الأنشطة مثل( تكاليف الإنتاج، مواصفات المنتج، دورة الإنتاج، أسعار البيع..الخ ). من المهم أن نعلم ما نحن عليه ألان من حيث المستوى العلمي و الاقتصادي و الإداري.. وغير ذلك من شتى المجالات وما نريد أن نصل إليه في المستقبل القريب إن شاء الله بشرط أن تعمل من خلال مضمون الآية الكريمة رقم (11) من سورة الرعد من قوله تعالى "[مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ] صدق الله العظيم ، وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آل وصحبه وسلم