: التطوير الأكاديمي لأعضاء هيئة التدريس
أ- المفهوم :
ترتبط المهام والأدوار التي يقوم بها عضو هيئة التدريس برسالة مؤسسة التعليم العالي ذات الأبعاد المتعددة، وبما أن مؤسسة التعليم العالي تختلف من حيث تركيزها بشكل أكبر على أحد أبعاد رسالتها أكثر من الآخر فإن ذلك ينعكس بالتالي على مهام عضو هيئة التدريس ومجال تركيزه. ومن المعلوم أن ممارساته ليست ثابتة أو جامدة بل أنها متطورة بتطور رسالة وأهداف المؤسسة، وكذلك ظروف واحتياجات كل مرحلة من المراحل التي تمر بها. وهذا بالطبع ينعكس على اختيار استراتيجيات التطوير المناسبة. وقد أورد الباحثون وجهات نظر متعدده حول مفهوم التطوير الأكاديمي والمهـني لعضـو هيـئة التدريـس. فهـذا عمـارة (1999م: 28 ) يرى أن تطوير عضو هيئة التدريس يعني ( مجموعة من البرامج والأساليب التي تقوم بها الجامعة لاكساب عضو هيئة التدريس مزيداً من المعارف والمهارات والتقنيات المتصلة بممارسة أداوره المهنية:التدريس، البحث ، خدمة المجتمع، لرفع مستوى آدائه بما يمكنه من أداء أدواره بصورة جيدة).
أما برندت "Berendt ,1989:7" فيرى أن المفهوم قد تحول من مفهوم قاصر على التدريس إلى مفهوم واسع يشمل مكونات عدة هي ( المعرفة التي يحتاجها عضو هيئة التدريس، والإدارة، ومهارات وإجراءات تصميم وتطبيق البحوث، وخدمة المجتمع المحلي.
ويرى بركات وزملاؤه ( 1417هـ : 121) أنه ينبغي أن يُنظر لتطوير عضو هيئة التدريس نظرة عامه تشمل ( التدريب على أساليب التدريس الجامعي تدريباً نظرياً عملياً في أول عهده بالتدريس الجامعي، وكذلك أساليب الإدارة الجامعية، والتدريب التخصصي، وإعادة التدريب، وترقية المهارات البحثية، والتدريب على طرق تقديم الاستشارات المطلوبة منه)
ويمكن القول بأن مفهوم التطوير الأكاديمي لأعضاء هيئة التدريس مفهوم شامل يشمل جميع الجوانب المختلفة من شخصية، والأدوار المآمولة منه في أداء أعماله الأكاديمية سواء كانت تدريسية أو تقنية أو إدارية أو تنظيمية أو منهجية أو بحثية أو تقويمية.
ب- الأهمية :
إن موضوع التطوير الأكاديمي لأعضاء هيئة التدريس أمر ذو أهمية منذ أمد بعيد وتزداد أهميته في هذا العصر ذو التحول السريع الذي يتطلب مهارات متجددة...لذلك تشير سيكرت (Skerrit,1992:187 ) أن هذا الجانب من الجوانب الهامة، نظراً للتطورات التي شهدتها مهنة التدريس ذاتها، وسبب الثورة العلمية والتقنية التي تتطلب تدريباً مستمراً للعاملين في مهنة التدريس، وتؤكد على أنه يتعين على الجامعات أن تطور لنفسها استراتيجيات، ومنهجيات، وتقنيات، وأن تدرب أعضاء هيئة التدريس بها على موجة التغيير الاجتماعي والاقتصادي والتقني السريع، وتركز في بحوث التطوير الإدارية والتدريسية والتعلم العلمي والبحوث التطبيقية لأن ذلك سيساعد مؤسسة التعليم العالي على :
· الحفاظ على نوعية عالية الجودة من التعليم والبحث.
· سيساعد على إدارة التطوير والتدريب.
· الوفاء بمتطلبات النظم المحاسبية الداخلية والخارجية.
· إقامة علاقات وثيقة مع الصناعة.
ويذكر كل من بشير(1419هـ)والنقرابي(1419هـ) وفالوقي (1996م) والخلف ( 1415هـ) أن أهمية تطوير الأداء الأكاديمي لأعضاء هيئة التدريس تزداد نتيجة للعديد من الجوانب من أهمها:
· أن التعليم العالي أصبح يتجه إلى العالمية مما يتطلب العديد من التطورات أبرزها تطوير إدارة التعليم العالي وتطوير الهيئة الأكاديمية.
· أن تطوير عضو هيئة التدريس أمراً ضرورياً وشرطاً لازماً لترقيه أداء الأستاذ بصفة عامة وهذا يتطلب تبني سياسات واضحة لتطوير عضو هيئة التدريس حتى يمكن إيجاد بيئة جامعية مستنيرة.
· أن التطوير أثناء الخدمة يُعطي الفرصة للأستاذ في تنمية وتجديد مهاراته المتعلقة بأصول وطبيعة أعمالهم، حتى يقابلوا أدوارهم ومهامهم التدريسية والبحثية والوظيفية الجديدة بكل قدرة وكفاءة.
ج- الأهداف :
يحدد بيلنج ( 1982م ) الأهداف التي تمكن وراء جهود رفع مستوى أعضاء هيئة التدريس في الأهداف التالية :
· مساعدة عضو هيئة التدريس على الارتقاء بجوانب شخصيته وأدائه الأكاديمي .
· تشجيع أعضاء هيئة التدريس على التجاوب مع التغيير وزيادة خبراتهم والاستعداد للمهام الجديدة والمتغيرات داخل مؤسسة التعليم العالي وخارجها.
· ضمان وصول عضو هيئة التدريس إلى مستوى التمكن من عمله والمحافظة على هذا المستوى.
· المساهمة في تشجـيع أعضـاء هيـئة التدريـس على الابتـكار في تخصصاتهـم ( جامـعة الملك عبد العزيز ،1410هـ :6 ).
ويتناول عدد من الباحثين مثل اللقاني (1993م) والنمر ( 1994م) واسكندر ( 1994م) تلك الأهداف من وجهات نظر مختلفة أو عمومية مما حدى بنا إجمالها في الأهداف التالية :
· تحقيق الشمول في النظرة لعضو هيئة التدريس كوحدة واحدة فكأنما نموه العلمي أمر أساسي، فإن نمو مهارته الأخرى يعد هاما أيضاًَ.
· مساعدته على التنوع في أعماله العلمية فهو منظم ومدير لمواقف متعددة ومسؤول عن تحقيق الإبداع والريادة العلمية والطلابية.
· دعم وتبادل الخبرة بين أعضاء هيئة التدريس.
· ترقية المهارات البحثية بغرض تشجيع البحث العلمي وربطه بقضايا المجتمع .
· تنمية قدرات عضو هيئة التدريس الإدارية والقيادية.
· المحافظة على الأداء المتميز ورفع الروح المعنوية لديه.
· إنما القدرات التدريسية والفريقية وتخطيط الوحدات الدراسية لديه.
· القدرة على الاستفادة من التقنيات التربوية الحديثة في جميع جوانب العمل العلمي.