أنس أبو عيسى - يكثر في عالم الأعمال ، تقديم الموظفين لاستقالاتهم وذلك لأسباب كثيرة منها ، ويحتار المدراء عندها في معرفة الأسباب خاصة إن كان الموظف متميزا وبخروجه خسارة للشركة ، وسنذكر لكم أهم ثمانية أسباب لاستقالة الموظفين عادة:

1- عدم الإنسجام مع بيئة العمل
وهي أن الموظف عندما تم تعيينه ، توقع شكلا معينا لبيئة العمل من حيث المعاملة وطريقة العمل ، ولكنه تفاجأ بعكس ذلك وأصبح لا يشعر بأي راحة نفسية مع المحيطين به سواءا من زملاء أو من جانب الإدارة ، تكثر هذه الحالة في الشركات التي تسيطر عليها جنسية واحدة أو طائفة معينة ، بحيث يشعر الموظف أنه غريب عنهم ويفتقد لروح الفريق الواحد، ويظن أنه معرض للمؤامرات والمشاكل بشكل دائم ، مما يؤثر على أداءه في العمل ، فيلجأ وقتها للاستقالة هربا من هذا الوضع الغير ملائم وبحثا عن بيئة عمل مثالية.


2- عدم التوافق مع الوظيفة والأجر
مع ضغط الحصول على العمل ، أحيانا يضطر الموظف بأن يقبل بأي وظيفة ، وبأي أجر ، وبعد فترة من العمل يشعر الموظف أن الوظيفة لا تناسبه ، سواءا من ناحية المؤهلات ، أو أن المهام الوظيفية الموكلة إليه لا تتوافق مع رغباته ، أو إنها من الصعوبة بحيث لا يستطيع أداءها بإتقان تام ، فيأخذ في البحث عن وظيفة أخرى ، ونفس الحال ينطبق على الأجر ، فقد يرضى بأي أجر في البداية وبعد أن يرى أن الأجر لا يكفي لسد حاجاته يقدم استقالته طمعا في ايجاد عمل بأجر أعلى


3- عدم التقدم في العمل وغياب التوجيه
يشكو كثير من الموظفين من عدم التقدم ، وهو بالرغم من عملهم لسنين لا يشعرون بأي جديد في حياتهم العملية ، لا من الجانب المعنوي من حيث الترقيات ، ولا من الجانب المادي من حيث زيادة الأجر ، ولا حتى من الجانب المهني من حيث زيادة الخبرة ، فيشعر أنه لا يتقدم الى الأمام ، في ذلك الوقت يحتاج الموظف لتغيير الشركة حتى يشعر بالتجديد، بالاضافة إلى ذلك يشكو الموظفين أحيانا من غياب التوجيه و الإشراف في شركاتهم بحكم كثرة الموظفين أحيانا، أو قلة الإهتمام من الإدارة بمتابعة الموظفين وإرشادهم بشكل مستمر


4- عدم التقدير والإحترام
من الصعب على أي موظف الاستمرار في وظيفته اذا فقد احترام الإدارة له ، فبغض النظر عن طبيعة عمله أو طريقة أداءه لوظيفته ، فيجب أن تشعر الإدارة موظفيها بأنها تحترمهم ، حتى حينما توبخهم على أخطائهم ، فيجب أن يكون التوبيخ بشكل لا يقلل من شأن الموظف أو يقلل من إحترامه ، إضافة إلى ذلك يرغب العديد من الموظفين أن يشعروا بأن عملهم مقدر ، وأن مجهودهم لا يذهب هباءا ، ولو كانت المكافأة كلمة شكر .


5- التوتر والشحن العصبي الزائد
في ظل مشاكل بعض الشركات سواءا الداخلية أو مع عملائها ، يزيد التوتر والشحن العصبي للإدارة والموظفين ، وتزيد ضغوط العمل وتكثر الواجبات والطلبات ، ويكثر العمل ساعات إضافية ، وأحيانا لا وجود للعطلات ، مما يحول الموظف أحيانا الى آلة ، وتتأثر حياته الشخصية بهذه الضغوط المتواصلة ، فقد يصبر البعض لفترة على هذا الوضع ، ولكن مع مرور الوقت يصبح الأمر صعبا ، مهما كانت قدرة الموظف على التحمل .


6- انعدام الثقة المتبادلة
قد يشعر الموظف أن مديره لا يثق فيه ، وذلك عبر إخفاءه لأسرار العمل ، وكأن الموظف شخص غريب ، أو أن المدير لا يثق في قدرات الموظف فلا يسلمه إلا القليل من العمل وأسهله، والعكس أيضا صحيح عندما يعتقد الموظف أن مديره ليس كفؤا لمنصبه ، أو أنه يرتكب أخطاءا في عمله ولا يثق في نجاعة قراراته ، ونفس الامر ينطبق في حال لم يثق الموظف بشركته وبأمانتها ، فيصبح قلقا من الإستمرار فيها ، خاصة إذا أحس بوجود مخالفات قانونية قد تعرضه للمسائلة .


7- عدم المشاركة في صنع وإتخاذ القرار
بعض إدارات الشركات تبعد صغار الموظفين عن اتخاذ القرار ، وتختص به الإدارة وكبار الموظفين ، حتى لو كان القرار من صميم عملهم ، أو كان في مواضيع بسيطة ، وتجعل الإدارة من موظفيها منفذين لا مفكرين ، هذه الطريقة قد تتماشى مع البعض ويرفضها البعض ، خاصة مع الموظف الطموح والراغب في أن يكون صاحب كلمة مسموعة وتأثير في الشركة وقراراتها ،أو على الأقل أن يكون جزءا رئيسيا فيها و يشارك في صناعة القرار للإدارة العليا


8- الرغبة في العمل الحر أو التقاعد
مع مرور الوقت وإكتساب العديد من الخبرات ، يصبح لدى الموظف الرغبة في الإستقلالية وبدأ مرحلة جديدة ، وهي أن يفتتح عمله الخاص ، بحيث يتحول من موظف إلى صاحب عمل ، وذلك تطويرا لوضعه المادي والمعنوي ، وفي نفس الوقت وعند وصول الموظف لسن معين يرغب في الراحة ، ، فيريد أن يتمتع ببعض الوقت للراحة ولعائلته ، ونفس الأمر ينطبق على بعض السيدات العاملات واللاتي يبحثن عن وقت أكبر لقضاءه مع عوائلهم ، فلهذه الأسباب ولغيرها لا حل للموظف إلا بالتقاعد وتقديم الإستقالة.


في النهاية كما ذكرنا هناك العديد من الأسباب وراء إستقالة الموظفين ، وماذكرناه كان اهمها وأكثرها شيوعا ، متمنين لجميع الموظفين التوفيق سواءا في وظائفكم الحالية أو في حالة رغبتكم في الإستقالة والبحث عن وظائف أخرى، ومتمنين أيضا التوفيق والنجاح للمدراء في إبقاء موظفيهم المميزين وتجنب رؤية استقالاتهم.