ما معنى توصيف الوظائف في المؤسسات؟ , وهو ما يعني باختصار وجود كتيب رسمي يحتوي على جميع الحقائق والمعلومات المرتبطة بمرتبة الوظيفة ومسماها والإدارة التابعة لها وواجباتها ومسؤولياتها الخاصة بها, إضافة إلى مسؤولياتها الإشرافية ومسؤوليات الإشراف الواقعة عليها وهكذا, لكن ما يحدث غالبا هو أن الموظف يدخل إلى الجهاز الحكومي ويعمل به لسنوات طويلة حتى يتقاعد أو يموت دون أن يعرف واجبات ومسؤوليات وظيفته الأساسية, فهو قد يعتمد على ما يكلفه به رئيسه المباشر وعلى ما يسمعه من شاغل الوظيفة السابق أو شاغل الوظيفة المماثلة أو المشابهة كما يستعين بزملاء العمل وغيرهم مما يعني وجود فجوة بين ما يقوم به الموظف الحكومي وبين مهام الوظيفة التي يشغلها, حيث تؤدي العشوائية وعدم وجود نظام يفرض كتابة الوصف الوظيفي وتزويد الموظف به إلى حدوث الكثير من المشاكل, كما يعيق إمكانية المقارنة ومعرفة مدى قدرة الموظف على تحقيق ما هو مطلوب منه.
في الوقت نفسه فإن عدم وجود وصف وظيفي يؤدي إلى حدوث تداخل في أداء المهام المختلفة بين الموظفين ويسبب الازدواجية وتكاسل البعض منهم ممن يجدون في ذلك فرصة لإلقاء الأعباء على الموظفين الآخرين والتهرب من تحمل المسؤولية بسبب عدم تحديدها نظاميا, مع تقييد القدرة على الإبداع وعدم وضوح الرؤية عند تعيين الموظفين لعدم المعرفة الدقيقة لاختصاصات كل وظيفة وهذا بالطبع يؤدي إلى تكرار تعيين أفراد غير مؤهلين أو غير مناسبين ويعطل إمكانية تقدير حجم العمالة المطلوبة ونوعيتها.
يلاحظ أيضا أن الكثير من المديرين قد يستغلون جهل الموظف بحدود مسؤولياته فيثقلون عليه بأعباء لا تخصه ولا يستطيع الاعتراض أو الامتناع لعدم وجود تحديد واضح لمهامه الأصلية.
لذا أتصور أنه من الصعب قياس الأداء ونحن لم نحدد بالضبط ماهية المسؤوليات والمهام التي ينبغي على كل موظف أداؤها, فأداء الجهاز من أداء الموظف ومعدلات الإنتاج للجهاز ترتبط بمعدلات إنتاجية الموظف, لذا يصبح من المهم البدء في وضع الوصف الوظيفي لكل وظيفة في الجهاز الحكـومي, وإذا كانت بعض الأجهـزة تهتم بوضع التفاصيل والمواصفـات الخاصة بالوظائف
« Job Specification» وهو ما يختص بتبيان الشروط الدنيا التي يجب توفرها في الشخص المطلوب لشغل الوظيفة من مؤهلات وخبرات ومهارات فإنه يظل هناك احتياج ملح إلى الاهتمام أيضا بالوصف الوظيفي حتى تسهل عملية القياس والمقارنة.
العالم اليوم يبحث في كيفية دعم توصيف الوظيفة بتقنية المعلومات ومدى القدرة على استخدام تلك التقنية في هذا المجال, لذا لابد أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون لا من حيث بدأوا.
علينا أن نخطط للعمل فورا وأن نستعين بالخبراء من أصحاب الشأن ومن المتخصصين حتى يمكن لمركز قياس الأداء أن يحقق أهدافه النبيلة بإذن الله.