التدريب وتحديات المستقبل
إعداد
الاستاذ الدكتور عبدالرحمن بن أحمد هيجان
نائب مدير معهد الإدارة العامة للبحوث والمعلومات المكلف
بحث مقدم
لمؤتمر الدفاع المدني الحادي والعشرون
1428هـ
تحت شعار
الدفاع المدني والمستقبل .. رؤية استراتيجية
لم تعد هناك حاجة للتذكير بأهمية التدريب في حياتنا المعاصرة والمستقبلية. فلقد باتت القناعة موجودة بأهمية التدريب وإن كانت فاعلية هذه القناعة لم تصل إلى المستوى المطلوب في مرحلة التنفيذ. غير أننا هنا يجب أن ننبه منذ البداية إلى أن التدريب الذي نتحدث عنه لا يمثل نوعاً واحداً بل أنواع متعددة جداً تختلف باختلاف القطاعات والتخصصات. فمن المؤكد أن القطاعات العسكرية أو الأمنية بشكل عام لديها العديد من البرامج التدريبية ذات الصلة بالخدمة العسكرية ما يجعلها تحرص عليها وتعمل على تطويرها لأن هذه البرامج تعمل على إعادة تشكيل وصياغة اتجاهات ومهارات وسلوك الفرد لينسجم والدور العسكري أو الأمني المطلوب منه. هذه السمة في التدريب العسكري المتخصص قد لا تكون موجودة بنفس القوة بالنسبة للبرامج التدريبية الإدارية أو البرامج العامة التي غالباً ما تكون منطقة رخوة جداً قد لا يحرص عليها الرؤساء في الغالب وإن فعلوا بالنسبة لمرؤوسيهم فإن ذلك غالباً ما يكون من باب مقتضيات الترقية أو التحفيز أو المكافآت أو التخصص من بعض الأفراد لفترة زمنية محددة.
الشيء نفسه ينطبق على بعض القطاعات المدنية التي يغلب على برامجها التدريبية عدم التركيز ، حيث أنها في الغالب ترسل منسوبيها إلى دورات تدريبية بحكم الترقية الوظيفية والتحفيز وإنهاء ميزانية التدريب في بعض الحالات. هذا الوضع ليس بأحسن منه حالاً في الشركات المتخصصة حيث أن التدريب العام لم يصل بعد إلى المستوى الذي يمكن الرضا عنه إلا في التخصصات التقنية والفنية وهو محدود جداً.
هذا الوضع بالنسبة للتدريب ذو الصفة العمومية يمكننا أن نستدل عليه من تكرار نفس البرامج والدورات التدريبية في كثير من معاهد ومراكز التدريب المحلية والعالمية حتى وإن تغيرت مسمياتها وحقائبها ومدربيها ومتدربيها.
لذلك فإن السؤال المطروح هنا إذا كان هذا هو وضع التدريب العام ؛ فهل هناك من جدوى في الاستمرار فيه؟ الجواب على هذا السؤال يكمن في معرفة التحديات التي تواجه التدريب حالياً ومستقبلياً ، بحيث تؤدي معرفة هذه التحديات إلى التحول من التدريب التقليدي إلى التدريب الحديث. هذه التحديات ليس من المصادفة أن نشخصها ونضع لها الحلول كيفما اتفق إذ لا بد وأن تكون لدينا منهجية شاملة نستطيع من خلالها حصر القضايا الاستراتيجية التي تواجهنا في مجال التدريب ومن ثم العمل على وضع البدائل الاستراتيجية لهذه القضايا بما يمكننا من تحسين فعالية وكفاءة التدريب.
من هذا المنطلق فإن هذه الورقة ستناقش منهج التخطيط الاستراتيجي بصفته احدى المناهج الهامة للتعامل مع التدريب وتحديات المستقبل.
وتبعاً لذلك فإن محاور هذه الورقة سوف تكون على النحو التالي :
• التدريب بين النظرة التقليدية والنظرة الحديثة.
• التخطيط الاستراتيجي وأهميته بالنسبة للتعامل مع التدريب وتحديات المستقبل.
• مراحل التخطيط الاستراتيجي.
• خاتمة.