لقد تباينت المفاهيم الفكرية والفلسفية بشأن تحديد مفهوم واضح ودقيق ويمكن ان يتفق عليه من مختلف المفكرين والباحثين والاختصاصيين في هذا الحقل العلمي والتطبيقي الذي يحتل مكانة مميزة في تطوير المنظمات الانسانية المختلفة, الا ان هذا التباين والتنوع في المفاهيم لم يكن ليمتد الى المضمون الحقيقي لمفهوم التدريب وانما اقتصر هذا التباين في النواحي الشكلية للمفهوم ولذا فان العديد من الباحثين و المفكرين و الاختصاصين يؤكدون على ان ( التدريب منهج علمي و عملي يسعى لتحقيق الاهداف التنظيمية), كما يرى البعض بانة ( العملية المنظمة المستمرة التى يكتسب الفرد من خلالها المعارف و المهارات او القدرات و الافكار و الاراء التى يقتضيها اداء عمل معين او بلوغ هدف محدد), كما تناولها البعض على( انها مجموعة من الحيل و الاساليب للسيطرة على الاخرين فى موقف اجتماعى معين ) , ولذا يمكن القول بان التدريب عملية مستمرة من السبل القادرة على تجهيز الفرد و الجماعات بمعارف و مهارات و قدرات و اراء يستطيعون من خلالها تحقيق الاهداف المتوخى انجازها و تحسين الاداء باستمرار.
ولهذا فان النشاط التدريبى وفقا لهذا المفهوم انما هو عملية مستمرة يمارسها الانسان الفرد منذ ولادتة و تستمر مرافقة لة طيلة حياته ومقتضيات تحقيق اهدافه واشباع حاجاته المتنامية داخل اطار المنظمات التي يعمل بها الفرد, سيما اذا تم اعتبار المنظمه كوحدة اجتماعية هادفة يستقي من خلالها الافراد العديد من القدرات الكفيلة بتحقيق اهدافهم واهداف المنظمة التي يعملون بها باستمرار.
والتدريب يعد من الوسائل الكفيلة بتغيير الانماط السلوكية للافراد داخل المنظمات , اذ ان تزويد المتدربين بالمهارات والقدرات من شأنه ان يمكن السلوك الانساني من الانسجام مع مجمل التغيرات التي يمارسها التدريب في اطار العمليات الجارية في تحسين كفاءة وفاعلية المنظمات الانسانية.
ومن هذا المنطلق فأن هناك العديد من المرتكزات الفكرية التي يقوم عليها التدريب بشكل عام هي:
1. ان الحاجة التدريبية للمنظمات تعد من الحاجات الاساسية والمستمرة لتحسين الاداء وتطوير المهام التي تناط بالمنظمات.
2. ان التدريب يعتبر وسيلة وليست غاية بذاته, اذ ان الغاية المتوخاة هو تحسين وتطوير الاداء وتحقيق الاهداف.
3. التدريب يعتبر استثماراً هادفاً في تطوير وتحسين الكفاءة الانسانية وليس مصروفاً تتحمله المنظمة ولا يترتب عليه مردوداً معيناً.
4. التدريب لا يشكل عصا سحرية في مواجهة جميع المشكلات وقادراً على المعالجة وانما يعتمد الامر على قدرة المتدربين باستيعاب الآفاق الفكرية للتدريب واستخدامها في معالجة المشكلات وهكذا.
5. التدريب لا يقتصر على مجرد القاء المحاضرات النظرية وانما يجب ان يقترن بالتدريب العملي , أذ ان الجوانب التطبيقية تمثل اهمية كبيرة في المجال التدريبي.
6. التدريب من الانشطة الاساسية التي تستند الى القواعد والاسس التي تعتمد التخطيط والاحصاء وتحليل البيانات وتقويمها اضافة الى الاثر النفسي الذي يتركه المدرب في نفوس المتدربين من الناحية العملية .
لاستكمال الموضوع كاملاً برجاء تنزيل الملف كاملاً