بسم و الله و الصلاة و السلام على رسول الله
أولاً نعزي الأمة الإسلامية في مصابها الجلل في ما يحدث من دمار على مرآى و مسمع من العالم بغزة
ثانيًا كثيرًا ما نقرأ و نسمع من يقول ليس لنا إلا الدعاء و كأن الدعاء شيء يسير و بأيدينا ثم من يردد هذه العبارات قلما يدعو
فالدعاء إخواني ليُستجاب ينبغي له شروط إن التزمنا بها رُفع الغبن و الهوان على الأمة جميعًا، فيجب قبل أن ندعي نراجع أنفسنا و نخلصها من:
ـ تعاملاتنا الربوية
ـ صحبتنا غير الشرعية (بين البنين و البنات)
ـ الغش في التجارة و الصناعة و في جميع مجالات معاملاتنا
ـ تعاطينا المسكرات و المحرمات
ـ تقليدنا الأعمى للغرب في قصة الشعر، اللباس، المشي...
ـ اختلافاتنا الواهية بين أفراد المنزل الواحد
ـ عدم النهوض لصلاة الفجر "من شده دفء الفراش عن القيام لصلاة الصبح فلا يُعول عليه لبناء دولة الإسلام"
ـ هجراننا للقرآن "مصاحفنا في بيوتنا ركبت عليها طبقات من الغبار" (و الهجران بأنواعه: القراءة، التدبر،...)
ـ تركنا لسنة الصيام و الاعتكاف
ـ اليأس من فرج الله
مختصر المختصر هان الله علينا فهنا على أنفسنا، و تداعت علينا الأمم كما تداعت الأكلة إلى قصعتها و نسأل الله العافية...
فإن التزمنا كان حكامنا كذلك، فذوو الفخامات و الجلالة و السمو لم يأتوا من الفضاء الخارجي حتى نلقي بجامح اللوم عليهم و إنما هم أبناء المجتمع العربي و الإسلامي فكيف نريدهم يهبوا لنصرة فلسطين و الزود عن مقدساتنا و مجتمعاتهم غارقة في اللهو و المجون، ألا يكونون هم كذلك، فالكل مذلول و لا فرق...
عندما تفقد القضية معناها و تصبح مجابهة العدو بمسميات عرقية عربية أو الدفاع عن الأرض فإن المعادلة خاضعة لمعيار الانتصار للأقوى و بالتالي ينتصرون كما حدث في كثير من البلدان العربية، و أما إن كانت القضية خالصة لله و جهاد في سبيله فالنتيجة تتحدى المنطق و تتدخل القوة الإلهية لتصنع المعجزات...
و في الأخير دعوة لنفسي و للجميع فلنصلح من حال أنفسنا يصلح الله ما بنا. يقول الحق جل شأنه "ذلك بأن الله لم يكن مغيرًا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"...