المحور الأول
استراتجيات التطوير الإدارية
الدرس الثاني
إستراتيجية البناء الأخلاقي أساس النجاح
- من منكم يرغب بالوصول بذاته إلى النجاح؟
- من منكم يجد في نفسه الإخلاص والإيثار والجودة الذاتية؟
الواقع الإداري يتألف من مجموعة من الأفراد تتفاوت مستوياتهم الأكاديمية والتعليمية والتأهيلية، وكذلك طبيعة صفاتهم الشخصية والنفسية، لذلك فهناك علاقة سببية مباشرة بين الظواهر السلوكية الإدارية المنتشرة في بيئة العمل الإداري وبين منظومة القيم النفسية والأخلاقية والعقلية التي يتبناها العامل والمدير والموظف.
هنالك علاقة وطيدة بين علم الإدارة وعلم التربية
ويؤكد ذلك شواهد عملية كثيرة من المشاكل الإدارية اليومية التي نعانيها في إداراتنا ومؤسساتنا المختلفة على كافة المستويات، فعندما تتم دراسة الأسباب الكامنة وراءها نجد أغلبها يقع في مربع الخلل في التكوين النفسي والأخلاقي والعقلي لبضع أو أحد الأفراد في الإدارة.
شواهد النجاح والسبق والتميز نجد ورائها أفراداً أسوياء نفسياً وعقلياً و أخلاقياً
أيضاً يؤكد ذلك حقائق تاريخ المؤسسات والمجتمعات الناجحة بأن هنالك ارتباط وثيق بين صحة وسلامة وقوة البنيان الأخلاقي والنفسي والعقلي وبين فترات قوتها وازدهارها.
الصحة والسلامة = القوة والازدهار
الضعف والآفات = الخسارة والفشل
الاستراتيجيات الثلاث للإصلاح الإداري التربوي:
أن تعيش مع الحق بغير خلق.
وأن تعيش مع الخلق بغير نفس.
وأن تعيش مع النفس بغير آمن.
أن تعيش مع الحق بغير خلق: بمعنى الإخلاص في العمل والتفاني في بذل كل ما تملك من طاقات ومواهب لإنجاح العمل والحفاظ على وقت العمل وموارد المؤسسة من التبديد أو الإهدار، تسعى إلى هدف واحد فقط هو مصلحة العمل والمؤسسة وأداء ما عليك من حقوق وواجبات تجاه العمل والمؤسسة، فلا تراعي في عملك عيون وآراء وتقارير الآخرين من حولك بقدر ما تراعي حق الله تعالى في علمك، لا تتقرب لمسئول أو لمدير ما، ولكن تقرب إلى الله تعالى بأداء حقه في عملك.
وبذلك لا تحتاج لمراقبة من أحد لوجود الرقيب الداخلي الذي يحيا في ضميرك فيدعك إلى بذلك أقصى ما تستطيع حتى وأن قصر الآخرون من حولك.
أن تعيش مع الخلق بغير نفس: بمعنى الإيثار وحب الخير لزملاء العمل ومساعدتهم على النجاح، مما ينمي ويدعم روح الحب والتعاون والعلم بروح الفريق، وأن تراعي حقوق الزملاء والعملاء والموردين فتحفظها وتقدم مصلحتهم وأداء حاجتهم مستعلياً بذلك على مطالب ورغبات نفسك الشخصية لتحقيق رغبات ومصالح الآخرين وتقدم مصلحة الفريق والإدارة والمؤسسة على مصلحتك الخاصة.
ففي ذلك قمة التحرر من قيود العبودية للذات، وفي ذلك أولى استراتيجيات النجاح والتفوق، حيث يدفع ذلك الجميع إلى نفس الروح فتعلو مصلحة المؤسسة على مصلحة الأفراد وتتكاتف كل الجهود لتحقيق أهداف المؤسسة، بما يعود في النهاية لصالح أفرادها أيضاً.
أن تعيش مع النفس بغير أمن: بمعنى المتابعة والمحاسبة والمراقبة الدائمة لأدائك في العمل وسلوكياتك الإدارية مع العملاء والموردين والزملاء والرؤساء والمرؤوسين تنشئ في داخل نفسك إدارة لمراقبة الجودة الذاتية.
مما يحفظك من التقصير أن الانحراف والخطأ في العمل، ويمنحك القدرة على التجويد والتطوير المستمر والمرونة ومواكبة الجديد الحديث.
وبهذه الاستراتجيات الثلاث تحقق في نفسك الإخلاص للعمل وإيثار مصلحة العمل والزملاء على نفسك والمراقبة والجودة الذاتية التي تمثل في مجملها أسباب النجاح في الإدارة الحديثة.
إلى اللقاء في الأسبوع المقبل مع الدرس الثالث
بناء وتعزيز قيمة الأخوة بين العاملين بالمؤسسة.
حكيمالإدارة
نشرة أسبوعية تصدر من إدارة الموارد البشرية