معظم المنشآت البادئة، سواء كانت عالية التكنولوجيا أو لم تكن، تقدر التكاليف اللازمة لتوطيد نفسها في السوق بأقل مما يجب. ان الأمر يتعلق أساسا بالحاجة لخلق مصداقية لدى الزبائن.
ان الزبائن، وخاصة الزبائن الصناعيين الذين يشكلون الزبائن الرئيسين للمنتجات عالية التكنولوجيا، يعلمون ان للمنشآت عالية التكنولوجيا معدل فشل عالي، وان معظم المنشآت الصغيرة تكون رؤوس أموالها اقل مما يجب. وأهمية هذه العوامل تعتمد على طبيعة المنتج الذي تبدأ به المنشأة، وخاصة ما إذا كان المنتج ذو أهمية بالنسبة لنوعية وأداء النشاط الخاص بالمشترى. فإذا كان الأمر كذلك فإن المشترى سيريد ان يقتنع اقتناعاً كافياً بأن المنشأة التي اشترى منها ستظل تزاول نشاطها لفترة كافية حتى يمكن الاعتماد على المنتج للاستمرار في مزاولة النشاط. وإذا كان المنتج سلعة رأسمالية، مثل آلة إنتاجية، عندئذ سيريد المشترى ان تكون خدمة ما بعد البيع كافية ومؤمنة. وإذا كان المنتج أحد مكونات سلعة العميل أو منظومة فرعية فيها، فإن المشترى سيهتم بصفة خاصة باستمرارية توريد هذا المنتج بنوعية يعتمد عليها.
وخلق المصداقية ليس مجرد إثبات ان المنتج والخدمة يعتمد عليهما. ان الخلفية المالية للمنشأة البادئة – رأسمالها ووجود مساهمين على مستوى مقبول (هيئات محترمة، مصارف، وماليين كبار ) تؤثر تأثيراً كبيراً على خلق المصداقية لدى الزبائن الرئيسيين. ان كثيراً من الزبائن العصرانيين يحاولون ان يتهربوا من المخاطر التعاقدية ويحملوها للموردين لهم.