إن عمليات غياب الموظفين تضر الأعمال بشكل أكبر مما يتخيله أو يدركه أصحاب الأعمال، فهي قد تكلف الأعمال ما يقارب 9% من المرتبات، وهذا وفقا لدراسة حديثة.

وعندما يتغيب الموظفون عن أعمالهم بدواعي المرض، فإن تأثير هذا على الأعمال لايكون على الناحية المالية فقط، وإنما على نواحي أخرى كثيرة.

فلقد أوضحت الدراسة التي أجرتها Insperity أن الشركات التي لديها فرق موظفين ملتزمين، ويتوجهون لأعمالهم في الوقت المناسب، ومستعدون للعمل هي شركات تتمتع بميزة تنافسية عن غيرها. فالتحكم في عمليات غياب الموظفين هو أمر هام للغاية لنجاح الشركات، وبخاصة بالنسبة للمستثمرين الذين يستثمرون مجهودهم، وقلبهم، ووقتهم في الأعمال.

وذكرت الدراسة أن هناك بعض الممارسات التي يمكن أن تساعد أصحاب الأعمال على تقليص، ليس فقط عمليات غياب الموظفين، وإنما أيضا تأثيراتها السلبية على الأعمال، وبالتالي سوف تساعد على زيادة إنتاجية الأعمال، والربحية أيضا.

أولى هذه النقاط هي وضع سياسة رسمية؛ فوضع التوقعات التي من المطلوب الوصول إليها بشكل واضح يضمن أن يفهم الموظفون ما هو مطلوب منهم تحقيقه، وأنه من المطلوب منهم أن يكونوا متخصصين، وأن يلتزموا في أعمالهم، ويعملوا باجتهاد. ومن الممكن أن يقوم أصحاب الأعمال أيضا بالتواصل مع الموظفين، وإيضاح أن تواجدهم في العمل ليس ضروريا فقط لأداء الشركات، ولكن أيضا يتم تقديره من قبل مشرفي الأعمال وزملاء العمل. وفي حالة قيام أحد الموظفين بالحصول على أجازة مرضية، فإن مشرفي الأعمال يجب أن يوضحوا للموظفين كيف يؤثر الغياب على الأعمال، والبدء بوضع خطة لتعويض الأعمال الضائعة.

النقطة الثانية هي تحفيز الموظفين؛ فالغياب المرضي، وتأخر الموظفين عن أعمالهم تعتبر جميعها علامات على مشكلة أكبر كثيرا، وهي وجود قوة عمل غير راضية، ولاتتمتع بالولاء تجاه أعمالها. وبالطبع فإن إجبار الموظفين على الالتزام بمواعيد العمل ليس أمرا كافيا، وهذا إذا ما كانوا يفتقدون الشغف للعمل، حيث أنهم يصبحون أقل إنتاجية، وبالتالي تؤثر على الأعمال بشكل سلبي. ولهذا فإن مشرفي الأعمال يجدر بهم أن يتعرفوا على موظفيهم بشكل أكبر، ويحفزونهم حتى يشعروا بأنهم جزء حيوي وهام من الفريق.

النقطة الثالثة هي متابعة عمليات الغياب؛ فالتحكم في عمليات الغياب يعني معرفة من يتغيبون عن الأعمال، وتوقيتات ذلك. فالشركات يجب أن يكون لديها طريقة منظمة ومستمرة لتتبع الأوقات التي يتغيبها الموظفون.

النقطة الرابعة هي فرض عقوبات تأديبية عند الضرورة؛ فإذا ما كان هناك شك من أن الموظفين يسيئون استخدام نظام الغياب ويتغيبون كثيرا، أو يخرجون من أعمالهم مبكرا بدون عذر مناسب، فإن أصحاب الأعمال لابد أن يكونوا مستعدين لأن يفرضوا عقوبات حقيقية على موظفيهم. فعدم انتظام الموظفين في الحضور لايؤثر فقط على أداء الموظف المتغيب، وإنما يمكن أن يؤدي أيضا إلى تقليل معنويات كامل فريق العمل إذا لم يتم مخاطبة هذا الأمر بطريقة جيدة.