إني مجهد جدا ولا أجرؤ على ذكر ذلك لمديري! لدي واجبات عدة لإنجازها كما أنني لا أستطيع رفض طلبات زملائي!
لقد فاقت قائمة واجباتي لهذا الأسبوع التوقعات كافة، و
هي لا تزال تزداد طولا مع كل لحظةّ! الواجبات كثيرة بينما المصادر والوقت قليل!
إنني
متوتر جدا ولا أستطيع ان أرفض طلبا! ماذا لو فقدت وظيفتي؟
ماذا لو غضب مني مديري؟ لن يطلب مني أصدقائي المساعدة مجددا!”


[مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]



تمثل تلك العبارات السابقة ما نقوله لأنفسنا أو نسمعه من أصدقائنا أو زملائنا.
يصرح وليام يوري مؤلف“The Power of a Positive No” ، أن الناس أعتادواالإجابة بنعم حتى في الأوقات التي يرغبون فيها الإجابة بالنفي. فوازدادتأعداد الموظفين من الذين يخشون رفض أعباء وظيفية اضافية خاصة في ظل الأزمةالإقتصادية التي تدفع المزيد من الشركات إلى التخلي عن عدد كبير منالموظفين. أظهرت دراسة [مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]التي أجراها موقع بيت.كوم أن 57% من الموظفين من الذين شاركوا في هذهالدراسة والذين كانوا من سكان منطقة الشرق الأوسط يعانون من ضغوط عملهائلة.
وغالبا ما ينبثق ضعظ العمل عن مجموعة من العوامل بما فيها أوقات العملالطويلة، والمسؤوليات الجديدة الإضافية والمواعيد النهائية الضيقة وقلةالوضوح في ما يخص العمليات والنتائج المتوقعة. كل ذلك يمكن تنظيمه بخطةواضحة تبين مكانك الحالي وما هي المساهمات التي تستطيع تقديمها، وقدرتكعلى التحمل والمصادر التي انت بحاجة اليها. ان وضع حدود معقولة لنفسك لنيضمن لك صفاء ذهني فقط بل سيزيد أيضا من تركيزك، مما يرفع من إنتاجيتك!
ما الذي بامكانك رفضه في العمل؟


– تولي مسؤوليات كثيرة لا تستطيع تحملها دفعة واحدة: يخشى معظم الموظفين رفض طلب لمديرهم حتى لا تتضرر العلاقة الهشة التي تجمعالمدير بالموظف. ولسوء الحظ يمكن لذلك أن يشكل معضلة محتملة. فلا يعلمالمدير بكل المهام الموجودة على جدول أعمالك ولذلك السبب هو لا يعلم انهيضغط عليك بشكل كبير. عليك “إدارة مديرك” بطريقة مهنية واطلاعه عن هذاالأمر بكل مهنية. إن المعادلة بسيطة جدا: هل هناك توازن بين دوام عملكوالواجبات التي تتولها؟ هل تعمل ساعات إضافية؟ هل تجد نفسك عرضة للعمل فيأيام عطلة نهاية الأسبوع على مشروع أساسي أحيل إليك للتو؟ لا يعلم المدراءأن تحمل مسؤوليات تفوق طاقتك قد يؤدي في نهاية المطاف إلى نتيجة نهائيةذات نوعية سيئة جدا. لذلك، عليك إطلاع مديرك عن مدى انشغالك كما عليك دعمذلك بحقائق واضحة. وقد تبين من آخر دراسة أجراها بيت.كوم والتي تناولتموضوع تحفيز الموظفين أن 91% من الموظفين في منطقة الشرق الأوسط شددوا علىضرورة وجود توازن بين الحياة والعمل للحفاظ على مستوى اندفاعهم وانتاجيتهمفي العمل. إذا انت عادة من الأشخاص المهنيين والملتزمين لن يحكم عليكزبونك أو يقدم على استفزازك بل سيقدر شفافيتك والتزامك وحرصك على تقديمأفضل نوعية.
- تنفيذ/الموافقة على تنفيذ واجب ليس له علاقة بتاتا بمجال عملك: أشار الموظفين في منطقة الشرق الأوسط في دراسة [مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]“تحفيز الموظفين في الشرق الأوسط”إلى ان 32% منهم يجدون الحافز في عملهمعندما تسنح لهم الفرصة بتطوير مهاراتهم. هل يعني ذلك العمل على تعبئةنماذج عطلة الموظفين بينما أنت مصمم جرافيك؟ أو هل يعني ذلك توليك مهامالإشراف على منتدى الشركة في الوقت الذي أنت فيه محاسب الشركة فمهما كانذلك مفيدا من ناحية تطورك المهني على المدى البعيد، لا بد لك في نهايةالمطاف من اجراء تحليل لوضعك على المدى القصير آخذا بالحسبان الوقت الذييستغرقه تنفيذ كل واجب طارحا هذا الموضوع مع مديرك بكل انفتاح. ان توليمهمات جديدة أمر مرض ومغذي لروح التحدي حتى ولو كانت مختلفة تماما عن مجالتخصصك، الا ان كسبك للمعرفة المناسبة يتطلب إستثمار لوقتك يضاف الى الحصةالتي تستثمرها من وقتك في واجباتك العادية. إذا رأيت أن برنامجك لا يسمحبتخصيص هذا الوقت الاضافي، قوم برفض تولي هذا العمل.
- ضغوط العمل التي تضر بك نتيجة لتراكم المواعيد النهائية: الواجب الأول عاجل جدا (مطلوب تسليمه عند نهاية اليوم)، أما الواجب الثانيفهو أيضا هام جدا (مطلوب تسليمه عند نهاية اليوم أيضا). ولكن، بالنسبةللواجبين الثالث والرابع فقد تم إسنادهما إليك للتو (مطلوب تسليمهما“البارحة”). أنه لأمر أكيد أنك قادر على إنهاء كل تلك الوجبات بمهنيةعالية، ولكن المواعيد النهائية التي التزمت بها ليست بالواقعية. عليك انتدرك أهمية ترتيب الأولويات الخاصة بالواجبات المحددة، قد تحتاج هنا فيالواقع للجوء إلى مساعدة مديرك في ترتيب هذه الأولويات. لن تكافئ هذهالمبادرة بالتقدير فقط، بل ستزيل أيضا بعض من الحمل عن كاهلك وتساعدك علىالإلتزام بمواعيد نهائية تكون أكثر واقعية. أفصح 32% من الموظفين في منطقةالشرق الأوسط في دراسة “تحفيز الموظفين في الشرق الأوسط” التي أجراهابيت.كوم أنهم يجدون دعم مديرهم أمر هام جدا في رفع حماسهم في العمل. تعدمراجعة مديرك أمر في غاية الأهمية كلما واجهتك أي عقبات أثناء تنفيذكلواجباتك لأن ذلك سيظهر مدى إلتزامك تجاه العمل، كما سيبين عنك أنك جديربالثقة وتهتم لسمعتك المهنية وتلك التي تخص مديرك!
- القيام بخدمات شخصية خلال وقت العمل: هل طُلب منكجلب ملابس المدير من المصبغة، أو الإعتناء بحيوان المدير الأليف وأولادهخلال العمل بينما لا تنص واجباتك الوظيفية على ذلك؟ هل طُلب منك أداء بعضالواجبات لزميلتك وتنشغل بتنفيذ إجتماعاتها بينما تنشغل هي الأخرىبالتحضير لحفلتها بعد العمل؟ ضع أولياتك أولا، ثم تمتع بمساعدة الآخرين فيالمكتب، فليكن ذلك واضحا للجميع ان تلك الأعمال لا يمكنها ان تتضارب معجدول أعمالك! تعد مساعدتك للآخرين والتعاون معهم في أوقات الحاجة أمر جيد،لكن يجب أن تأتي المسؤوليات الوظيفة أولا. فكل ما تبقى بوسعه الانتظار!تعلم كيفية رفض طلبات كهذه بأدب في حال تكررت. قم بالإشارة إلى أن جدولكلا يسمح لك بتنفيذ أي خدمات إجتماعية أثناء تراكم واجبات العمل العاجلةالتي تقع ضمن مسؤوليتك المباشرة. ان الرفض لا يعني أنك شخص وقح بل يظهرواقعيتك وصراحتك!
في النهاية، يصح لنا القول أن مكان العمل أصبح الآن أكثر فوضوية من ذيقبل، وبقدر ما ترغب ارضاء زميلك/ رئيسك/الإدارة العليا، عليك التأكد أولامن عدم تأثر مهامك بشكل سلبي. لا ترضى بتنفيذ المطالب غير الواقعية عندماتعرض آدائك للخطر. أسأل نفسك دائما ما إذا كان الأمر الذي طلب منك واقعيا،وإذا كان لديك الوقت الكافي لتنفيذه، كما عليك التنبه ما اذا كان يتماشىمع أهدافك المهنية. لا تشعر بأنك تحتاج إلى الإعتذار أو إختراع الأعذارالتي تضعف من موقفك. لا تترك مجال للتلاعب بمشاعرك ولمشاعر الذنب أو الخوفبان تخالجك. عليك عدم التوتر. كن هادئا وثابتا في موقفك: لا يعتبر منالمعيب الإجابة بالنفي في مكان العمل تماما كما في الحياة العادية. سوفتدرك في نهاية اليوم، الفائدة الكبيرة التي ستدرها الإجابة بالنفي علىالطرفين!