الموضوع: هل لدينا استثمار في رأس المال الفكري؟

قبل الحديث عن مفهوم الاستثمار في رأس المال الفكري لابد من تعريف القارىء ماذا تعني برأس المال الفكري وما هي مكوناته حيث يوجد لرأس المال الفكري بعدان الأول الناس أو رأس المال البشري والثاني هو رأس المال البنيوي أي ما يحيط بالعاملين في الدولة، أي كل الأصول المعنوية التي يتركها العاملون وراءهم عندما يعودون الى بيوتهم وتشمل العمليات والبنى الداخلية وقواعد البيانات والعلاقات مع الزبائن وغيرها من مثل هذه الأصولية المعنوية، هكذا نجد أنه من الممكن أن يكون هناك رأس مال مالي، ورأس مال بشري ورأس مال بنيوي والأخيران هما مكونا رأس المال الفكري للمؤسسة أو للدولة.

- إن القيمة الحقيقة للدولة في رأس مالها الفكري أو أصولها المعنوية وفي مصطلح رأس المال الفكري نجد أن كلمة( فكر) مشتقة من الكلمتين اللاتينيتين (inter) وتعني بيّن، وضمناً تعني العلاقات و(Lectio) وتعني القراءة والمعرفة وعند إضافة (Capital)التي تعني مجموع مصطلح رأس المال الفكري الذي يشير إلى مفهوم العلاقات المكثفة المبنية على المعرفة التركيبية والكفاءات التي لها قدرة على توليد القيمة والتنمية.

- قد يوصف رأس المال الفكري أيضاً على أساس إنه يمثل احتمال المكاسب المستقبلية أو جذور شجرة قادرة على أن تثمر في المستقبل وتمثل آخر مقاربة للنظر الى رأس المال الفكري في اعتبار الأبعاد الخارجية للشبكات وتدفقات المعرفة كبعد جانبي بدلاً من الميزانية العمومية التقليدية وهذا يعني أن رأس المال الفكري أصبح يشكل أقوى مولد للقيمة في اقتصاد اليوم حيث أن المستثمر وأسواق المال يدركون قيمة رأس المال الفكري والأصول المعنوية وقد اخذوا يستثمرون بقدر كبير في الأصول المعنوية مثل المعرفة والبحث والتطوير والبرمجيات وكان هذا يسمى في ثمانينات القرن العشرين (الاقتصاد الناعم في اليابان) أو يعرف اختصارا باسم (سوفتنومكس) (Softnomics).

-في عام 1929ذهب 70% من الاستثمار الاقتصادي في الولايات المتحدة الى السلع المادية ونحو30% الى ما يسمى الأصول المعنوية وبحلول عام 1990 انعكس هذا النمط واليوم نجد أن الاستثمارات المسيطرة في الولايات المتحدة الأمريكية اتجهت الى الأصول المعنوية مثل البحث والتطوير والتعليم وخلق الكفاءة وتقنية المعلومات والبرمجيات وبناء العلاقات مع مؤسسات المجتمع والأفراد والأشخاص(( الزبائن)).

- من الضروري الاستثمار في المعرفة وتطويرها وترقيتها وتشمل هذه العملية أشياء مثل نماذج الأعمال الجديدة ولربط الشبكي للبني التي تساعد في الإبداع وتساعد في صنع الاختلاف والتميز، ولقد استثمر الاقتصاد الأمريكي أكثر من 1800 مليار دولار في الأصول المعنوية في السنوات التسع الأخيرة وهذا الرقم بحاجة الى تحليل لأن غياب تبصر حقيقي وعميق في مكونات القيمة لرأس المال الفكري التي تنشأ عبر هذه الاستثمارات الناعمة لم يكن واضحاً ما إذا كان الاستثمار في شركات الخلوي والانترنت يساوي المال الذي ينفق على هذه الشركات.

- أن معاملة الناس بالطريقة نفسها التي يعامل بها المال ترقى الى إلغاء شخصياتهم فالشخص (الفرد) لا يساوي آخر بالطريقة نفسها التي يساوي بها دولار دولاراً أخر من هنا جاءت الرؤية الملكية التي تدرك وتعني أن الأردن ليس على خزان نفط ولا على منجم فحم مما يعني أن الاستثمار في رأس المال البشري واستغلال طاقات الشباب للتفكير والإبداع والتخطيط حيث قال جلالته عبارته المشهورة إن الشباب هم فرسان الإصلاح والتغيير وما ملتقى شباب كلنا الأردن إلا دليل قاطع على تحفيز القيادات لطاقات وعقول الشباب للمساهمة في بناء الوطن فكراً وادارة وتنظيماً فالشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل وهم رأس المال الفكري والبنيوي وهذه هي الثروة التي نمتلكها ونستثمر بها محلياً وإقليمياً ودولياً، آملين من الحكومة أن تتوجه للاستثمار في عقول وطاقات وطموحات الشباب من خلال الحوافز وتخصيص مبالغ عالية في الموازنة لغايات البحث العلمي ليكون الأردن (سنغافورة) الشرق الأوسط.

د. صالح لافي المعايطة

المقالة ممتازة
واتمنى اجراء بحوث تطبيقية مشتركة على راس المال الفكرى بالنظمات العربية بهدف تشخيص الواقع واقتراح الحلول

الله يوفقك اخي رياض للجهودك المميزه

جزاك الله خيرا أخي الكريم ووفقك لما يحبه ويرضاه