على ضوء ما تقدم تتضح لنا مدى أهمية التدريب في المؤسسة أيا كان طبيعة ونوعية عملها الذي تقوم به.
وتمتد أهمية التدريب على صعيد الفرد العامل لتشمل تحسين وتطوير سلوكيات تتناسب وطبيعة الأعمال التي يؤديها والعلاقات التي تتطلبها هذه الأعمال، كما أن التدريب والتطوير يمكن أن يزيد من التزام العاملين وولائهم للمؤسسة ويعزز من إدراكهم بأن المؤسسة مكان جيد للعمل.
ويرجع السبب لتعاظم أهمية وتطبيق مبادئه في مجتمعنا الحديث إلى تزايد تأثير المتغيرات والظروف البيئية المختلفة من سياسية واقتصادية وتكنولوجية وكذا متغيرات البيئة الداخلية، كالتغير في الهيكل التنظيمي، شغل مناصب جديدة...الخ.
ويمكن إبراز أهمية التدريب بصورة واضحة كما يلي:
* أهمية التدريب بالنسبة للمؤسسة.
* أهمية التدريب بالنسبة للأفراد العاملين.
* أهمية التدريب بالنسبة لتطوير العلاقات الإنسانية.
1 - أهمية التدريب بالنسبة للمؤسسة: يعتبر التدريب من المواضيع الهامة التي احتلت موقعا محوريا في المؤسسات والمنظمات الحديثة، فقد أصبح يشكل العمود الفقري لأية مجهودات تبذلها هذه المؤسسات نحو التطوير والتحديث، وتكمن أهمية التدريب بالنسبة للمؤسسة فيما يلي:
- زيادة الإنتاجية والأداء التنظيمي، إذ يساعد التدريب على زيادة المهارات والخبرات والمعارف، وهذا ما ينعكس بلا شك على الإنتاج وبالتالي زيادة الإنتاجية وكذا على الأداء


التنظيمي للمؤسسة أي زيادة الاستقرار التنظيمي.
- ربط أهداف العاملين بأهداف المؤسسة.
- يساهم التدريب في انفتاح المؤسسة على العالم الخارجي وذلك من خلال مواكبتها للتطورات وتغيرات متغيرات البيئة الخارجية سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو تكنولوجية.
- يساهم التدريب بترشيد القرارات الإدارية وتطوير أساليب القيادة، وذلك من خلال التنمية الإدارية والتي تهتم بتنمية وتطوير كفاءات وفعالية المدربين في المؤسسة، إذ يعتبر التدريب وسيلة المدربين في إدارة أنشطتهم الإدارية في إدارة وتحقيق أهداف المؤسسة.
- يساهم التدريب في تجديد وإثراء المعلومات التي تحتاجها المؤسسة لصياغة أهدافها وتنفيذ سياساتها.
- يساعد في خلق اتجاهات إيجابية داخلية وخارجية نحو المؤسسة.
- يؤدي التدريب إلى توضيح السياسات العامة للمؤسسة وبناء قاعدة فعالة للاتصالات والاستثمارات الداخلية.
2 - أهمية التدريب بالنسبة للأفراد العاملين بالمؤسسة: بما أن للتدريب أهمية بالنسبة للمؤسسة فإن له أهمية بالنسبة للأفراد العاملين بها، وفي هذا المجال تظهر أهميته فيما يلي:
- يساعد على تطوير وتحسين كفاءة وقدرات الأفراد وبالتالي تحسين فهمهم للمؤسسة واستيعاب دورهم فيها.
- يساعد الأفراد في تحسين قراراتهم وحل مشاكلهم في العمل.
- يساهم التدريب في تطوير مهارات الاتصالات بين الأفراد.
- يطور الدافعية للأداء، إذ يساعد في تحفيز العمال على تطوير أدائهم.
- يسمح التدريب بالتقليل من نقاط الضعف لدى الأفراد ويوفر لهم الفرص للترقية والتمييز والتطوير.

- يسمح التدريب بتخفيض حوادث العمل ورفع درجة الروح المعنوية للعاملين.
3 - أهمية التدريب في تطوير العلاقات الإنسانية: تظهر أهمية التدريب من خلال تطوير العلاقات الإنسانية بين الأفراد العاملين بالمؤسسة مهما كانت مستوياتهم، وتبرز من خلال ما يأتي:
- توطيد العلاقة بين الإدارة والأفراد العاملين.
- تطوير إمكانية الأفراد لقبول التكيف مع التغيرات الحاصلة في المؤسسة.
- يساعد في تطوير وتنمية عملية التوجيه الذاتي لخدمة المؤسسة.
- يساهم في تطوير أساليب التفاعل الاجتماعي بين الأفراد العاملين.
ويتضح مما سبق أن للتدريب أهمية بالغة تعود على الأفراد العاملين والمؤسسة والعلاقات الإنسانية، وهذا ما يؤدي إلى اعتباره وظيفة مهمة وأساسية من وظائف إدارة الموارد البشرية، إذ يلعب دورا هاما في تحسين وتطوير وتنمية أداء جميع الأفراد داخل المؤسسة وبالتالي تحسين أداء المؤسسة ككل.
ويمكن القول أن التدريب أصبح وسيلة فعالة لتخفيض الحوادث وتقليل الإسراف والضياع وزيادة الإنتاج وتحسين الجودة وقد ازداد الوعي اتجاه التدريب، حتى أصبح ينظر إليه باعتباره استثمارا في رأس المال البشري